تظاهر عدد من الطالبات الإيرانيات في إحدى جامعات (طهران) ضد النشطة في حقوق الإنسان والحائزة مؤخراً على جائزة نوبل (شيرين عبادي)، التي كانت قد قدمت إلى الجامعة لتقديم محاضرة هناك، الغريب في الأمر أنه على الرغم من مباركة الحكومة المتزمتة نفسها (لشيرين عبادي) ومنحها مساحة إعلامية مميزة وذلك على الرغم من المزاج المعتكر الذي تواجه به طهران كل ما هو قادم من الغرب.
وهنا بالتحديد تكمن المفارقة التي تسري في المزاج العام كالسم.
حتى باتت كل خطوة تقدميَّة حضارية في طريق تفوُّق الشعوب وتقدمها ما هي إلا مؤامرة غربية وتحديدا أمريكية أو صهيونية.
وأصبحت هذه التهمة الجاهزة مثل العقال الغليظ الذي يطوق كل النوايا الحسنة والنبيلة والمشاريع التنموية الطامحة للتقدم والتغيير، وأصبح هناك هواء ملوث بالشك والريبة يسيطر على الشرق الأوسط خشية الوباء الأمريكي، على الرغم من أن هناك تحركات وبرامج وتوجهات قد تكون أحد أشكال الصمود والمواجهة والمحافظة على الهوية ضد الطوفان القادم، إن وصم كل تحرك يتم في مجال العلوم والسياسة والفكر بأنه مؤامرة أمريكية يخلق خيمة من الاختناق والدخان الذي يحجب الرؤية الحقيقية، لا أحد ينكر بأن وجود جيش محتل بأعداد كبيرة في المنطقة خلق هذا النوع من التوتر والنفور، ولكن لا يجب أن يقصينا هذا عن مشروعنا الحضاري فنصبح كأولئك الذين أحرقوا قرى بكاملها خوفاً من انتشار الوباء، فنبقى نحن دوماً في دائرة الشعوب عاجزة عن التقدم والإصلاح فتحتاج إلى مصلح خارجي، ويبقون هم يتسنمون دور الإمبراطورية العظمى ذات النفوذ التي من مهمتها تحويل الشعوب من أجيال متدنية للقردة......
إلى سلالات أكثر تطورا في العرق البشري.
|