Sunday 14th december,2003 11399العدد الأحد 20 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

الفائز ألقى كلمة خادم الحرمين في افتتاح دورة المجتمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي: الفائز ألقى كلمة خادم الحرمين في افتتاح دورة المجتمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي:
منظمات الإرهاب استغلت جهل الشباب بأحكام الدين الصحيح

* مكة المكرمة - واس:
تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله ونيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة افتتح وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة عبدالله بن داود الفائز أمس فعاليات الدورة السابعة عشرة للمجمع الفقهي الإسلامي برابطة العالم الإسلامي التي تستمر حتى السادس والعشرين من الشهر الحالي بحضور سماحة مفتى عام المملكة العربية السعودية ورئيس المجمع الفقهي الإسلامي في الرابطة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ ومعالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي ومشاركة أصحاب السماحة والفضيلة العلماء والفقهاء أعضاء المجمع وذلك بمقر الرابطة بأم الجود بمكة المكرمة.
وألقيت كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز أيده الله ألقاها نيابة عن سمو أمير منطقة مكة المكرمة وكيل الإمارة عبدالله بن داود الفائز وفيما يلي نصها..
الحمد لله حمد الشاكرين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا وقدوتنا محمد بن عبد الله الذي أرسله الله رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين.
أيها الاخوة الكرام..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أما بعد..
فأرحب بكم في هذا البلد الأمين وأدعو الله سبحانه أن يعينكم ويوفقكم في اجتماعات الدورة السابعة عشرة للمجمع الفقهي الإسلامي في رابطة العالم الإسلامي حيث تجتمعون اليوم لمناقشة أمور جليلة وقضايا ملحة سعيا منكم لإظهار حكم الإسلام فيما جد من مسائل وقضايا تتعلق بحياة الناس.
ولا يخفى عليكم وأنتم علماء الأمة وفقهاؤها أن أمة الإسلام تعيش اليوم في ظروف متغيرة تحيط بها برامج عالمية جديدة مرتبطة بتيارات العولمة وتحدياتها الثقافية والإعلامية والاقتصادية وغيرها من التحديات التي تتطلب من الأمة وعلمائها التعامل معها وعلاج آثارها واستيعاب برامجها وتطويعها لخدمة الإسلام الذي استوعب عبر التاريخ المتغيرات التي طرأت على حياة المسلمين وقد أحسن علماء الأمة وفقهاؤها التعامل معها وتقديم الحلول لها مستفيدين من يسر هذا الدين الذي تقوم قواعده على وسطية أوجدت توازنا فريدا بين الواجبات والحقوق في المجتمع المسلم كما أوجدت توازنا في العلاقة بين الانسان وأخيه الانسان حاكما ومحكوما غنيا وفقيرا.
إن متغيرات هذا العصر واجهت الأمة بحملة شرسة على إسلامها وعلى أخلاقها وعلى ثقافتها وعلى علمائها وقد نسبت إلى الإسلام ما ليس فيه مستغلة انحراف المغالين من شباب الأمة فكالت التهم للإسلام وتطاولت على القرآن ومست بشخص نبينا صلى الله عليه وسلم مظهرة عداءها للدين الإسلامي ومعلنة كراهية أتباعه {قّدً بّدّتٌ پًبّغًضّاءٍ مٌنً أّفًوّاهٌهٌمً وّمّا تٍخًفٌي صٍدٍورٍهٍمً أّكًبّرٍ }.
ومع هذا التحدى الذي يمثل منعطفا تاريخيا في حياة الأمة ظهرت تحديات داخلية تمس أمن الأمة وتشوه الصورة الناصعة للإسلام أمام الأمم وهذا التلازم بين التحديات الداخلية والخارجية سجله التاريخ مرات عديدة فقد شهدت الأمة مع كل هجمة على كيانها تحديات داخلية حاولت المس بالتوازن بين الواجبات والحقوق وبالعلاقة بين الناس من خلال فكر منحرف مغال لكنها تلاشت واندثرت وأصبحت أثرا بعد عين.
أيها الاخوة الكرام..
إن من أخطر التحديات الداخلية التي عادت اليوم للظهور مع المستجدات العالمية اضطراب الرؤى بسبب الجهل وهذا تحد خطير يتصل علاجه بمهنتكم في هذه الدورة فأنتم العلماء الأجلاء والفقهاء وقادة البحث العلمي والوعي بحال الأمة وبما تحتاج إليه لتكون حياتها وفق نهج الإسلام الصحيح.
لقد ظهرت بسبب مشكلة الجهل في المجتمعات المسلمة تحديات عديدة من أخطرها تسلل الخلل إلى تصورات البعض حول أحكام الشريعة الإسلامية وهذا يحدث اضطرابا في فهم النصوص والأمر الجلل الذي يتصل بهذا الشأن نشوء مشكلة الفتاوى الفردية فيما يتعلق بمصالح الأمة كلها والغلو في الدين وهذا أمر في غاية الخطورة لما قد يسببه من أخطاء بالغة في الاعتقاد ومخاطر جمة في السلوك والتعامل مع الناس وشق صف المسلمين وتكفيرهم واستباحة دمائهم وليس أخطر على جسد الأمة الواحدة من فتنة التكفير وتفرق الأمة في دينها {إنَّ الذٌينّ فّرَّقٍوا دٌينّهٍمً وّكّانٍوا شٌيّعْا لَّسًتّ مٌنًهٍمً فٌي شّيًءُ إنَّمّا أّمًرٍهٍمً إلّى الله ثٍمَّ يٍنّبٌَئٍهٍم بٌمّا كّانٍوا يّفًعّلٍونّ}.
لقد استغلت منظمات الإرهاب جهل بعض شباب الأمة باحكام الدين الصحيح فأوقعتهم في شباكها وسخرتهم لقتل النفوس المحرمة وقد استهدفت فتنهم طهرهذا البلد الأمين وأمته دونما استشعار لجسيم الإجرام فيه وللوعيد الإلهي بالالحاد فيه {وّمّن يٍرٌدً فٌيهٌ بٌإلًحّادُ بٌظٍلًمُ نٍَذٌقًهٍ مٌنً عّذّابُ أّلٌيمُ}.
أيها الاخوة الكرام..
إن المملكة العربية السعودية التي فتحت صدرها منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله للعلماء والفقهاء والدعاة المخلصين تدعوكم اليوم لمعالجة مشكلة الجهل بأحكام الإسلام الصحيحة من خلال إيضاح الفقه الإسلامي بالأسلوب الذي يتيح للمسلمين وعي أحكامه ويساعدهم على ربط تصرفاتهم بها ويعرفهم بالتعامل مع القضايا المستجدة في حياتهم ويرشدهم إلى السلوك السليم وهذا يحتاج إلى تعاون بين مجامع الفقه وكليات الشريعة وأقسام الفقه وأصوله في الجامعات الإسلامية ومراكز البحوث فيها والأمل ان تتولى رابطة العالم الإسلامي التنسيق لتحقيق ذلك وستدعم المملكة هذا التعاون وما يحتاج إليه والأمل ان تضعوا في هذه الدورة مرتكزات وقواعد وتعريفات للمشكلات التي تحتاج إلى إيضاح وخاصة فيما يلي..
أولا: تصحيح الخلل في مناهج التفكير التي ظهرت لدى بعض المسلمين من خلال الحوار عبر الندوات والمؤتمرات ووسائل الإعلام ونشر الكتاب الإسلامي.
ثانيا: التصدي للفتاوى الفردية الشاذة بالحجة الشرعية وإبطالها ومعالجة سوء الفهم عند أصحابها وقد يكون من المناسب اتفاق المجامع الفقهية في العالم الإسلامي على إعلان ميثاق للأمة بشأن الفتوى يوضح ضوابطها وشروطها ويبين صفات أهلها كما يبين خطر الفتاوى الفردية الشاذة على عقيد المسلم وعلى سلوكه.
ثالثا: تعريف الغلو وتوضيح أنواعه وبيان خطره على عقيدة المسلم وعلى سلوكه والتحذير من خطره على شخصية الأمة المسلمة وبيان علاجه.
رابعا: معالجة فتنة التكفير التي تطل برأسها في بعض المجتمعات الإسلامية.
خامسا: تحديد دلالات المصطلحات الشرعية التي تثار بشكل خاطىء بسبب الجهل بحقيقتها مثل جماعة المسلمين والطائفة المنصورة ودار الإسلام ودارالحرب والولاء والبراء والجهاد والحوار وهذا قد يحتاج إلى اعلان تصدره دورتكم هذه يكون مرجعا لشباب الأمة لاستيعاب معاني المصطلحات المذكورة ودلالاتها الشرعية وعلاقة المسلمين بها.
أيها الاخوة الكرام..
لقد تابعنا جهودكم المباركة في دورات المجمع السابقة وقد سرّنا تعريفكم للإرهاب الذي تضمنه بيان مكة المكرمة الصادر عن الدورة السادسة عشرة للمجمع فقد كان تعريفا موفقا ولله الحمد وها قد التم شملكم اليوم في أم القرى لمتابعة القضايا المستجدة في حياة المسلمين واننا نترقب ان تقدموا علاجا شرعيا للتحديات التي أوجدها الجهل بجوهر العقيدة والشريعة عند بعض شباب الأمة فأساءوا إلى دينهم وإلى أمتهم وقدموا الذرائع للجهات المعادية لتكيل التهم للإسلام وتنال من مبادئه العظيمة وكذلك سرّنا إعلان رابطة العالم الإسلامي اعتزامها تكوين ملتقى لعلماء المسلمين من أجل تدارس المشكلات الكبرى ومعالجة التحديات الطارئة وإذ نعلن تأييدالمملكة لقيام هذا الملتقى فإنني أدعوكم أيها الاخوة العلماء للتعاون مع الرابطة في قيامه والمشاركة في مهامه لما في ذلك من تحقيق للتعاون بين علماء الأمة في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
كما أدعو الرابطة إلى بذل المزيد من جهود التنسيق بين المنظمات الإسلامية الرسمية والشعبية من خلال لجنة العمل الإسلامي المشترك في مجالات الدعوة التي أسندت رئاستها للرابطة في الاجتماع الثالث عشر للجنة ولعل هذا يتيح للرابطة الدعوة إلى مؤتمر عاجل للتنسيق بين المجامع الفقهية في العالم وتدارس كل حدث وكل قضية تتصل بالإسلام وبحياة المسلمين مما يوحد رؤى المسلمين ويوحد الفتوى في العالم الإسلامي وقد ترون ان هذا من أولويات العمل في هذه الفترة.
أشكركم أيها الاخوة الأفاضل وأدعو الله العلى القدير ان يوفقكم ويسدد خطاكم لما يحبه ويرضاه وأشكر رابطة العالم الإسلامي والمجمع الفقهي الإسلامي فيها.
كما أشكر أمينها العام معالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي على ما يبذله من جهود في التنسيق والتعاون بين المنظمات الإسلامية وما تنفذه الرابطة من أعمال وبرامج تؤكد على وسطية الإسلام ونشر مبادئه الصحيحة بين الناس وصلى الله وسلم وبارك على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وكانت الجلسة الافتتاحية قد بدأت بتلاوة آيات من الذكر الحكيم.
عقب ذلك ألقى الأمين العام للمجمع الفقهي الإسلامي الدكتور صالح بن زبن المرزوقي البقمي كلمة رحب فيها بالحضور وشكرهم على تلبية دعوة المجمع لحضور هذه الدورة التي تتناول موضوعات هامة متعلقة بقضايا الأمة الإسلامية.
واستعرض الاعمال التي قامت الأمانة العامة للمجمع بتنفيذها ما بين دورتيه السادسة عشرة والسابعة عشرة والمتمثلة في مصادقة المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي على النظام الجديد للمجمع وطباعة كافة قرارات المجمع الصادرة عن دوراته الست عشرة الماضية وتوزيعها على الجهات المعنية وكذلك الانتهاء من ترجمة القرارات إلى اللغة الانجليزية والاقتراب من الانتهاء من ترجمتها إلى اللغتين الأردية والفرنسية علاوة على اقامة ندوة بعنوان «مشكلةالزحام في الحج وحلولها الشرعية» وطباعة الكتاب التعريفي بالمجمع الفقهي الإسلامي إلى جانب نشر قرارات المجمع ومجلته على شبكة الانترنت.
وتناول الدكتور البقمي الموضوعات التي ستناقش في هذه الدورة المتمثلة في التهديدات والتفجيرات الإرهابية أسبابها واثارها وحكمها ووسائل الوقاية منها وحكم ضريبة الدخل وكذا حكم التورق كما تجريه المصارف الإسلامية في الوقت الحاضر والخلايا الجذعية ومدى جواز الاستفادة منها اضافة إلى مدى مشروعية الالزام بتوقف عقد الزواج في الوثائق الرسمية على شهادة طبية بخلو الخاطبين أو أحدهما من الامراض الوراثية وحكم استعمال الدواء المشتمل على شيء من نجس العين كالخنزير وله بديل أقل منه فائدة كالهيبارين الجديد.
وتوجه بخالص الشكر لكل من ساهم بجهد في أعمال المجمع عامة وأعمال هذه الدورةخاصة متمنياً للقائمين على هذه الدورة التوفيق والسداد لما فيه الخير والصلاح للأمة الإسلامية.
بعد ذلك ألقى عضو المجمع الفقهي الإسلامي برابطة العالم الإسلامي الدكتور وهبة الزحيبي كلمة الوفود رفع فيها الشكروالامتنان للمملكة العربية السعودية ملكاً وحكومةً وشعباً على دعوتهم لحضور هذه الدورة وعلى كرم الضيافة وحسن الاستقبال.
وقال: إننا نحرص في هذه الايام الصعبة على العمل من أجل تحصين وجودنا واستقلالنا وتوفير الأمن والاستقرار لهذه الديار المقدسة مشيراً إلى أن العالم الإسلامي يتطلع إلى ما يصبو إليه من هذا المجمع من قرارات تحقق طموحات المسلمين.
وأكد انه يجب على العلماء بذل أقصى الجهود والطاقات لدراسة كافة الموضوعات الفقهية التي تتعلق بقضايا الأمة الإسلامية ومعالجتها بما يتوافق مع تعاليم الشريعة الإسلامية السمحة معرباً عن شكره لكافة القائمين على هذه الدورة..
اثر ذلك ألقى معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي كلمة عبر فيها عن شكرالرابطة الجزيل لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وسمو أمير منطقة مكة المكرمة لما يولون الرابطة من تأييد متواصل ورعاية كريمة لمناشطها وأعمالها الهادفة إلى خدمة قضايا الإسلام والمسلمين.
وأوضح ان هذا الاجتماع يأتي والأمة تعيش حالة الزمن الصعب الذي يستدعي الكثير من الفقه الدقيق القائم على دراسات تتسم بالعمق والشمولية والتأصيل على ضوء نصوص الشرع مستفيدة من اجتهادات الأئمة الفقهاء ومن ورائها قواعد الشريعة وكلياتها ومقاصد الشريعة وأهدافها كما يستدعي الكثير من التبصر بسنن الله الاجتماعية والتأمل في واقعها في الماضي والحاضر.
ولخص الدكتور التركي مسئولية العلماء في الحرص الدائب على بذل النصيحة للأمة بمختلف طبقاتها وفئاتها ودعوتها للتمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، لأن ذلك هو الطريق إلى سعادتها برضوان الله ونجاتها من سخطه وكذلك إعطاء قضية الارهاب وأساليبه العملية من تفجير المنشآت السكنية وغيرها، أهمية جوهرية في سلم قضايا الامة الراهنة إضافة إلى التحذير من خطر تنمية الخلاف وتعميق هوته بين شعوب المسلمين وحكوماتهم فإن لهذا الخلاف أسبابه التي ليست من مسؤولية فئة بعينها بل هي نتيجة لتراكم عوامل من التاريخ الحديث فالدعوة إلى اصلاح الأمة في كافة المجالات على أساس كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ينبغي ان تكون من الحكمة وبُعد النظر وسعة الافق بحيث توجب ألفة وتقارباً بين جميع طبقات الامة.
ودعا الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي إلى وضع خطط منهجية واضحة وشاملة ترسم الطريق لكيفية ابلاغ رسالة الإسلام إلى العالم ناصعة نقية كما جاءت من عند الله وعرضها عرضاً موضوعياً ينأى بها عما يشينها من الشُّبه والاباطيل الملفقة عليها مبيناً ان هذا يتطلب توضيح المفاهيم الإسلامية التى عادة ما تفهم وتفسر على غير وجهها الصحيح سواء من طرف الذين يتعمدون ذلك من اعداء الإسلام أم من طرف الاغرار القاصرين من أبناء الإسلام بالاضافة إلى الرد على الذين يتكلمون باسم الإسلام بغير علم فيصفونه بغير حقيقته إما غلواً فيه أو مزايدة عليه وإما جفاء عنه وانتقاصاً منه.
وشدد الدكتور التركي على وجوب الاهتمام بالتناقض الذي يظهر أحياناً في المواقف والآراء المتصلة بقضايا المسلمين فإن مما يبعث على الاستغراب ان ترى أمة كتابها واحد ونبيها واحد وقبلتها واحدة وموقف عدوها منها واحد ثم تتناقض فيها الآراء والمواقف وما ذلك الا لخروج البعض عن الأصول التى ينبغي ان يحتكم إليها لدى الاختلاف في الرأي والتحليل والنظر إلى مشكلاتنا وقضايانا.
كما القى سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ كلمة حمد الله فيها على ان هيأ لنا هذا المجتمع الطيب في هذه البقعة الطيبة المباركة على مائدة العلم للتفقه في العلم.
وقال سماحته: إننا في هذا اليوم نفتتح الدورة السابعة عشرة لمجمع الفقه الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي الذي لايزال يساهم في حل نوازل الأمة وقضاياها والمشاكل الفقهية وذلك تبصيرا للأمة في دينها ومعاملاتها من خلال ما يعرضه من موضوعات ومنها التفجير الإرهابي ومنها ضريبة الدخل ومنها ما تأخذ به بعض المصارف في التورق ومنها أمراض الدم الوراثية والعلاج ببعض الأدوية المشتملة على شيء من النجاسة مع وجود غيرها مما هو أقل منها شأناً.
وبين الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ ان هذه الموضوعات سيكون لها أثر في تبصير الأمة وتوجيهها مخاطبا العلماء قائلا تعلمون حقا عظيم الأمانة التي تحملونها وتعلمون كم الأمة بحاجة إلى من يقودها إلى معالي الأمور ولمن يصحح مسارها ويوضح الطريق السليم لها.
الأمة بحاجة إلى علماء مخلصين صادقين عاملين يبصرونها ويهدونها طريق الله المستقيم علماء الأمة الذين أخذ الله عليهم الميثاق في بيان الحق ولنرفع راية العلم بجد وإخلاص بلا كسل ولا تهاون لنؤدي الأمانة الملقاة على عاتقنا أمانة العلم لتبصيرالمجتمع وتحذيره من المبادىء والأفكار البعيدة عن دينه.
ونبه سماحة المفتي العام إلى ان هناك بعض الأمور التي يجب التنبيه عليها ومنها الإرهاب الإجرامي الذي لابد للعلماء من بيان أحواله بأن يبينوا أسبابه وأخطاره وحكمه في الشريعة الإسلامية والبحث عن أسباب علاجه وتوقيه. لابد للعلماء من وقفة حاسمة صادقة ضد هذا الخطر الذي بدأ يتسرب إلى بلاد الإسلام ولابد من وقفة حاسمة صادقة لبيان العلاج والوقاية التي تقي أمتنا من الانخداع بالآراء المضللة والأفكار البعيدة عن دينه وعقيدته.
كما دعا سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ إلى وقوف العلماء أمام هذه الحملات الشرسة ضد أمة الإسلام التي تريد زعزعت أمن الأمة واسقاطها ثم السيطرة عليها ليأتي الاستعمار بوجه جديد حاقد على الأمة ليستولي على خيراتها ويضعف كيانها ويشتت شملها ويعيدها إلى الذل والهوان مع أنها أمة الإسلام التي ينبغي ان تكون عالية في أمورها.
وحث علماء الأمة إلى الاهتمام بتبصير شباب الأمة لكي يتجنبوا الإنزلاقات الفكرية والعقدية والسلوكية ولنقوي في نفوسهم الارتباط بدينهم وحماية أمتهم عن هذه الأخطار الوافدة حتى يعوا ويكونوا على بصيرة وتحذيرهم من ان يقبلوا أي دعاية أو مبدأ يحمله من لا أمانة ولا دين عنده ولابد من الأخذ بأيديهم وتوجيههم نحو الطريق المستقيم وان يوطنوا أنفسهم لخدمة دينهم وأمتهم وتربيتهم بان يكونوا يداً واحدة بعيدين عن الشذوذ والفرقة وما يجلب للأمة من مصائب.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved