نسمع دوماً.. عن كلمة «زوج مثالي» وهكذا.. هناك زوج «غير مثالي» أو بمعنى آخر.. زوج سيئ..
** هناك زوج لا يعرف عن أسرته أي شيء.. فلا يلتفت لهم.. ولا يهتم بشؤونهم.. صغيرها ولا كبيرها.. ولا يراعي حقوقهم.. ولا يتفقد أحوالهم.. ولا يريد أن يسمع أي شيء عنهم.. لا داخل المنزل ولا خارجه..
** لا يعرف عن شؤون وشجون واحتياجات ومشاكل أولاده أي شيء.. ولا يريد أن يعرف شيئاً أبداً.. ولو حاول أحد أولاده محادثته أو استيقافه أو الحوار معه.. لنهره.. وإن لم ينصرف من أمامه.. لطمه..
** يرتعد كل أولاده خوفاً منه..
** إنسان مخيف شرس مرعب لا يشعر تجاه أولاده بأي رابطة حب أو عاطفة.. حتى لو اتصلت أم العيال وقالت.. إن فلاناً من أولادك أصيب أو انكسر رأسه أو رجله.. لرد قائلاً: «سادْ.. جعلك تلحقينه» ثم أغلق السماعة في وجهها.. والويل لها لو قالت له: «تعال وَدِّهْ للمستشفى» لأنه مشغول في الاستراحة مع «الشِّياب» أو متمدد في ملحق أو في خيمة برية.. وهذه بالطبع.. أهم بكثير من شؤون بيته وأسرته واحتياجاتهم التربوية والنفسية والاجتماعية والأسرية والمادية وسائر الاحتياجات الأخرى.
** هو مشغول في مسؤولية أهم وأكبر.. وهي مسؤوليات التَّسدح.. وربما شفط المعسَّل والشيشة.. أو «عيونه تدمع من رائحة البصل.. وتَقْلِيبْ الكِشْنِهْ» لإعداد الكبسة..!!. ولو أرادت أم العيال أن تتنفس مع أولاده قليلاً.. وتشم هواءً أو «تشوف السِّفَرْ».. فما لها إلا «كْحِيلان» طبعاً.. السائق.. وعليها أن تمسك خط الثمامة أو طريق القصيم.. أو طريق المزاحمية أو شعيب «الطِّوقي» لوحدها مع السائق..
ولعلكم تشاهدون متى سلكتم تلك الدروب عصر الخميس أو الجمعة.. سيارات مملوءة بعائلات وأطفال في عهدة السائق.. آسف.. «كْحِيلان.. طير شَلْوى؟!»
** هذا الأب.. لا يريد أن يسمع عن أسرته وأولاده أي شيء.. ولا يريد أي حوار أو نقاش أو سؤال أو طلب أو معلومة في البيت.. كل همه وهاجسه «البشكة» أو «الشِّلة» أو «الرَّبع» أو «الشباب؟!!» و.. «وش تبون العشاء.. كبسة...وإلاّ مقلوبة؟!»
** يعرف شجون هؤلاء واحتياجاتهم ومشاكلهم أكثر مما يعرف عن أولاده.. بل هناك من يراجع لأولاد صديقٍ في «البشكة» ويتابع شؤونهم وهو لا يعرف أي شيء عن بيته البتة !!.
** مع الشِّلة «تِحِطِّه على الجرح يِبْرا.. خَدوم...دائماً.. الْبِيزْ في اليد اليسرى.. والملعقة في اليد اليمنى.. ولا تسمع إلا كلمة.. تبون زنجبيل.. تبون نعناع.. تبون حَبَقْ.. متى تبون العشاء ؟!»
** أما في البيت.. فالنفس «قِقّا» ينهر هذا و«يصفق الآخر..» وأم العيال «تنافض» والويل لها.. لو «ناظَرَتْ» أو «أرْمِشَتْ» بعينها.
** وفي المقابل.. هناك أزواج مثاليون رائعون.. يُسمَّون «بيتيُّون» نسبة إلى البيت.. يقال فلان «بيتي» أي ملازم لبيته...لا يفوته أي شيء في بيته.. ولا يريده أن يفوته.. ولو فاته شيء من ذلك.. أو حصل شيء دون علمه.. حتى لو كان صغيراً.. لاعتبر ذلك جريمة.
** يهتم بزوجته أشد الاهتمام.. وهو قريب منها ومن أولاده..
** يهمه كل صغيرة وكبيرة.
** لا يرتاح إلا وسطهم.. ولا يهدأ له بال إلا إذا جلس معهم وحاورهم وسمع منهم كل شيء.. والفرق بين الأول والثاني.. أن أولاد الأول.. هم الذين يُغذُّون الشرطة والمحاكم والحقوق والسجون.. ولولا هؤلاء.. لأغلقت الشرطة والمحاكم ودور الأحداث والسجون.
** وأولاد الثاني.. تجدهم متفوقين في كل محفل.. مبدعين في كل مجال.. يعرفون الصح من الخطأ.. ويعرفون كيف يتعاملون مع الحياة..
** هل تصدق.. أن بعض الأولاد يخرج من بيت أبيه ستة أشهر وسنة.. وهو لا يعرف أين هو؟
** لقد قرأنا ذلك في الصحف.. عندما كنا نقرأ سير بعض الإرهابيين وكيف غادر البيت وترك أهله.. لا يسأل عنهم ولا يسألون عنه لسنة أو سنتين.
** بينما ابن الأسرة الثانية.. لو غاب نصف ساعة لكان لزاماً عليه أن يوضح.. أين وكيف غاب.. وماذا عمل بالضبط؟
** الأب.. محور مهم في الأسرة وهو الأساس..
** والأم.. مهما بذلت.. ومهما حاولت.. تظل ضعيفة ولكن.. وكما يقال.. «الشَّرهة على راعي البيت.. على الرَّجال على الأبُو» والمثل الشعبي يقول: «الغنم اللِّي ما لها راعي.. ياكلها السَّلَقْ» ولا أقول الذِّيب.. و«الْعُومَةْ» بالإشارة.. يفهم..».
|