اللهم وكما وهبتنا نعمة الإسلام... فهب لنا نعمة السَّلام...
سلام النَّفس،
وسلام الفكر،
وسلام الخُلق،
وسلام الفعل،
وسلام القول،
سلام كامل بكمال اللَّه تعالى، لا بنقص الإنسان...
فكيف يكون السَّلام دون الإسلام؟
وكيف يكون الإسلام دون سلام؟
الفرق بينهما اللَّفظ «ألف» زائدة في أوَّل الأول، ناقصة
عن أوَّل الثاني!!
«إسلام» و«سلام»...
والألف أول حرف في أبجدية العربية...
والأول بدء...
والبدء هو نقطة التَّكوين، والتَّشكيل، والتَّركيب، و...
فكينونة الإسلام، تشكيل لتركيب الدَّاخل في الإنسان وداخل الإنسان: وجدان، وعقل، وإحساس...
وعنها يكون القول، والفعل...
فكيف يكون داخل إنسان تكوَّن فيه وشُكِّل ورُكِّب على الإسلام، ولا يكون قوله وفعله سلاماً سلاماً؟! ولئن كان في جنَّة الخلد لتحيَّة الخالدين بدء السَّلام وآخر دعواهم أنْ الحمد للَّه ربِّ العالمين...
فإنَّ للإنسان على الأرض أن يتفكَّر في هذا البدء بالسَّلام وكيف يتحقَّق له من سلام الحياة في أقواله وأفعاله سلام المعاش بينه وبين الذين يشاطرونه صفة التَّكوين، وشكل التَّركيب، والتَّشكيل... فسلام القول والفعل في منظومة سيرورة من السَّلام الشَّامل؟
فمن يكون الإسلام هبة إلهية له...
ولا يحمل على نفسه أن يطرق بأَلِفِهِ البَدْء سلام النَّفس والشَّعور والتَّفكير، والقول والفعل؟
من يربط بين إسلامه وسلامه بحرف البدء بينهما فيكون سلاماً دائماً... لتكون الحياة سلاماً دائماً...
و...
أن الحمد للَّه ربِّ العالمين...
فكما وهبتنا اللَّهم نعمة الإسلام... فأعنَّا على أن نعمل على ما يحقِّقه في داخلنا من السَّلام... كي نبقى في سلام...
|