* مكة المكرمة - واس:
تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله ونيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة افتتح وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة عبدالله بن داود الفائز أمس فعاليات الدورة السابعة عشرة للمجمع الفقهي الإسلامي برابطة العالم الإسلامي التي تستمر حتى السادس والعشرين من الشهر الحالي بحضور سماحة مفتى عام المملكة العربية السعودية ورئيس المجمع الفقهي الإسلامي في الرابطة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ ومعالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي ومشاركة أصحاب السماحة والفضيلة العلماء والفقهاء أعضاء المجمع وذلك بمقر الرابطة بأم الجود بمكة المكرمة.
وقد بدأت الجلسة الافتتاحية بتلاوة آيات من الذكر الحكيم.
عقب ذلك ألقى الأمين العام للمجمع الفقهي الإسلامي الدكتور صالح بن زبن المرزوقي البقمي كلمة رحب فيها بالحضور وشكرهم على تلبية دعوة المجمع لحضور هذه الدورة التي تتناول موضوعات هامة متعلقة بقضايا الأمة الإسلامية.
واستعرض الاعمال التي قامت الأمانة العامة للمجمع بتنفيذها ما بين دورتيه السادسة عشرة والسابعة عشرة والمتمثلة في مصادقة المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي على النظام الجديد للمجمع وطباعة كافة قرارات المجمع الصادرة عن دوراته الست عشرة الماضية وتوزيعها على الجهات المعنية وكذلك الانتهاء من ترجمة القرارات إلى اللغة الانجليزية والاقتراب من الانتهاء من ترجمتها إلى اللغتين الأردية والفرنسية علاوة على اقامة ندوة بعنوان «مشكلةالزحام في الحج وحلولها الشرعية» وطباعة الكتاب التعريفي بالمجمع الفقهي الإسلامي إلى جانب نشر قرارات المجمع ومجلته على شبكة الانترنت.
وتناول الدكتور البقمي الموضوعات التي ستناقش في هذه الدورة المتمثلة في التهديدات والتفجيرات الإرهابية أسبابها واثارها وحكمها ووسائل الوقاية منها وحكم ضريبة الدخل وكذا حكم التورق كما تجريه المصارف الإسلامية في الوقت الحاضر والخلايا الجذعية ومدى جواز الاستفادة منها اضافة إلى مدى مشروعية الالزام بتوقف عقد الزواج في الوثائق الرسمية على شهادة طبية بخلو الخاطبين أو أحدهما من الامراض الوراثية وحكم استعمال الدواء المشتمل على شيء من نجس العين كالخنزير وله بديل أقل منه فائدة كالهيبارين الجديد.
وتوجه بخالص الشكر لكل من ساهم بجهد في أعمال المجمع عامة وأعمال هذه الدورةخاصة متمنياً للقائمين على هذه الدورة التوفيق والسداد لما فيه الخير والصلاح للأمة الإسلامية.
بعد ذلك ألقى عضو المجمع الفقهي الإسلامي برابطة العالم الإسلامي الدكتور وهبة الزحيبي كلمة الوفود رفع فيها الشكروالامتنان للمملكة العربية السعودية ملكاً وحكومةً وشعباً على دعوتهم لحضور هذه الدورة وعلى كرم الضيافة وحسن الاستقبال.
وقال: إننا نحرص في هذه الايام الصعبة على العمل من أجل تحصين وجودنا واستقلالنا وتوفير الأمن والاستقرار لهذه الديار المقدسة مشيراً إلى أن العالم الإسلامي يتطلع إلى ما يصبو إليه من هذا المجمع من قرارات تحقق طموحات المسلمين.
وأكد انه يجب على العلماء بذل أقصى الجهود والطاقات لدراسة كافة الموضوعات الفقهية التي تتعلق بقضايا الأمة الإسلامية ومعالجتها بما يتوافق مع تعاليم الشريعة الإسلامية السمحة معرباً عن شكره لكافة القائمين على هذه الدورة..
اثر ذلك ألقى معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي كلمة عبر فيها عن شكرالرابطة الجزيل لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وسمو أمير منطقة مكة المكرمة لما يولون الرابطة من تأييد متواصل ورعاية كريمة لمناشطها وأعمالها الهادفة إلى خدمة قضايا الإسلام والمسلمين.
وأوضح ان هذا الاجتماع يأتي والأمة تعيش حالة الزمن الصعب الذي يستدعي الكثير من الفقه الدقيق القائم على دراسات تتسم بالعمق والشمولية والتأصيل على ضوء نصوص الشرع مستفيدة من اجتهادات الأئمة الفقهاء ومن ورائها قواعد الشريعة وكلياتها ومقاصد الشريعة وأهدافها كما يستدعي الكثير من التبصر بسنن الله الاجتماعية والتأمل في واقعها في الماضي والحاضر.
ولخص الدكتور التركي مسئولية العلماء في الحرص الدائب على بذل النصيحة للأمة بمختلف طبقاتها وفئاتها ودعوتها للتمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، لأن ذلك هو الطريق إلى سعادتها برضوان الله ونجاتها من سخطه وكذلك إعطاء قضية الارهاب وأساليبه العملية من تفجير المنشآت السكنية وغيرها، أهمية جوهرية في سلم قضايا الامة الراهنة إضافة إلى التحذير من خطر تنمية الخلاف وتعميق هوته بين شعوب المسلمين وحكوماتهم فإن لهذا الخلاف أسبابه التي ليست من مسؤولية فئة بعينها بل هي نتيجة لتراكم عوامل من التاريخ الحديث فالدعوة إلى اصلاح الأمة في كافة المجالات على أساس كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ينبغي ان تكون من الحكمة وبُعد النظر وسعة الافق بحيث توجب ألفة وتقارباً بين جميع طبقات الامة.
ودعا الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي إلى وضع خطط منهجية واضحة وشاملة ترسم الطريق لكيفية ابلاغ رسالة الإسلام إلى العالم ناصعة نقية كما جاءت من عند الله وعرضها عرضاً موضوعياً ينأى بها عما يشينها من الشُّبه والاباطيل الملفقة عليها مبيناً ان هذا يتطلب توضيح المفاهيم الإسلامية التى عادة ما تفهم وتفسر على غير وجهها الصحيح سواء من طرف الذين يتعمدون ذلك من اعداء الإسلام أم من طرف الاغرار القاصرين من أبناء الإسلام بالاضافة إلى الرد على الذين يتكلمون باسم الإسلام بغير علم فيصفونه بغير حقيقته إما غلواً فيه أو مزايدة عليه وإما جفاء عنه وانتقاصاً منه.
وشدد الدكتور التركي على وجوب الاهتمام بالتناقض الذي يظهر أحياناً في المواقف والآراء المتصلة بقضايا المسلمين فإن مما يبعث على الاستغراب ان ترى أمة كتابها واحد ونبيها واحد وقبلتها واحدة وموقف عدوها منها واحد ثم تتناقض فيها الآراء والمواقف وما ذلك الا لخروج البعض عن الأصول التى ينبغي ان يحتكم إليها لدى الاختلاف في الرأي والتحليل والنظر إلى مشكلاتنا وقضايانا.
|