* الرياض شيخة القحيز:
أوضح فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن زابن المرزوقي البقمي، الأمين العام للمجمع الفقهي الإسلامي في رابطة العالم الإسلامي ان أمانة المجمع استكتبت العديد من الشخصيات الإسلامية المتخصصة في مجالات معالجة الفكر المنحرف والأفكار المغالية في شؤون العقيدة والشريعة الإسلامية السمحة مشيراً فضيلته إلى أن الجهل وسوء الفهم، وصدور الفتاوى من غير أهلها، وما نتج عنها من استغلال شعارات براقة، ووضعها في غير موضعها الصحيح كالجهاد، وإنكار المنكر، كل ذلك أدى إلى تسرب الفكر المنحرف إلى بعض أبناء الأمة المسلمة، وبالتالي نتج عنه إحداث أعمال الفساد في الأرض.
وقال فضيلته: لقد حرّم الإسلام كل أنواع الفساد والأذى والضرر الواقع على المسلمين والمستأمنين والمعاهدين بأشخاصهم وعائلاتهم وممتلكاتهم، وعلى مرافق الدولة من جسور ومبان ومصانع ومعامل ووزارات ومؤسسات ومرافق حيوية من مرافئ وموانئ ومكتبات وحدائق وقصف منشآت ونشر الرعب أو الذعر في الأحياء الآمنة والشوارع والممرات والمحلات التجارية وما قد يتعرض له رجال الأمن، أو غيرهم من قتل عمدي مقصود، لأن استعمال الأسلحة بأنواعها المختلفة كما يفعل ضد الإخوة والأخوات من المواطنين وإرهابهم ونشر الذعر والخوف في أوساطهم جرم خطير ينجم عنه إما القتل وإما الإتلاف وإما التخويف وكل ذلك يسأل عنه القتلة وسفاكو الدماء والمتلفون والمخرّبون في الدنيا والآخرة وقد أوقعهم في هذا تزيين الشيطان لهم، فقد أخرج آدم وحواء من الجنة، وإذا أوقعهم في المأزق تبرأ منهم هو وأعوانه من الإنس كما قال تعالى: { كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ }.
واستشهد د. المرزوقي بقول الله تعالى: { وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً} وقوله تعالى:{لا تّعًثّوًا فٌي الأّّرًضٌ مٍفًسٌدٌينّ} وقوله سبحانه: { وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ
} أي لا يرضى عنه ويسخط على المفسدين في الأرض داخل الدولة وخارجها ما لم يكن ذلك من أجل مقاومة المعتدين والمحتلين.
وقال الدكتور المرزوقي: وقد حرصت أمانة المجمع على عرض هذا الموضوع الهام على أصحاب السماحة والفضيلة أعضاء مجلس المجمع الفقهي وخبرائه ليتناولوا بالبحث والمناقشة أسبابه وآثاره وحكمه الشرعي ووسائل الوقاية منه، متطلعين الى أن تظهر وجهة النظر الإسلامية جلية واضحة وإن الدورة السابعة عشرة للمجمع الفقهي الإسلامي في رابطة العالم الإسلامي أعدت مجموعة من البحوث لمعالجة الفكر المنحرف والسلوك الشاذ مشيراً فضيلته الى أن معالجة هذا الفكر تعتبر من ضمانات أمن المجتمع المسلم.
|