* الرياض - مبارك أبودجين:
أكد الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد رئيس مجلس الشورى ان باب المجلس مفتوح للحوار مع الشباب ورجال الأعمال.
وقال في محاضرة ألقاها مساء أمس في مركز سعود البابطين للتراث والثقافة عن «الشباب وثقافة الحوار» نحن نرحب بجميع فئات المجتمع لفتح مجال الحوار حول جميع الاشكاليات في مختلف الموضوعات والمجالات.
وأشار معاليه في محاضرته ان البعض وخاصة من هم في الأوساط الثقافية والتعليمية يرون ان الحوار جاء بسبب المتغيرات الدولية موضحاً ان الإسلام هو من جاء بالحوار أسلوباً لمعالجة الحياة الاجتماعية.
وأضاف ان المجتمع قصّر في الحوار للشؤون السياسية والاقتصادية وهذا من سنن الله في الأمم والناس حيث تتناقص أهميتها في فترة من الفترات وتزداد في فترات أخرى مشيراً إلى ان في هذا الوقت تكمن أهمية الحوار نظراً للمتغيرات وتنوع وسائل الاتصال والانفتاح على جميع التيارات.
وأوضح رئيس مجلس الشورى ان للحوار اثراً في حل المشكلات بأربع طرق منها القضاء والصلح والمفاهمة والحوار والأخير هو القوة وبين معاليه ان تعريف الحوار «مناقشة بين طرفين او اطراف يقصد بها كلام واظهار حجة واثبات حق ودفع شبهة ورد الفاسد من القول والرأي». وأضاف انه لا يتم تصحيح الأخطاء وتدارك النقص وتقويم المسيرة إلا اذا اتسعت الصدور للحوار وتعودت النفوس على قبول النقد والمراجعة مؤكداً ان الحوار العلمي يكمن في فن السماع للآخر وعدم الطمع في الكلام بدلاً منه.
وواصل د. ابن حميد حديثه أثناء المحاضرة كاشفاً ان للحوار اربعة انواع منها الاستكشافي ويهدف الى التعرف على أفكار الآخرين والحوار التسكيني ويهدف الى تقليل هوة الحوار مع الآخرين ويستوجب الصبر وعدم الحماس بردود الأفعال، وأضاف ان النوع الثالث للحوار هو التعاوني والذي يهدف الى الوصول لحلول لقضايا الخلاف بين طرفي الخلاف للوصول الى صيغ ترضي الاطراف من خلال استقرار الخلفيات الفكرية والنفسية لهم أما النوع الرابع للحوار فهو الحوار الحاسم الذي يهدف الى حسم الخلاف حول قضية من القضايا المعروفة.
كما أكد إمام وخطيب المسجد الحرام ان الحوارات الفاشلة ترجع لعدم معرفة المحاور لنفسية صاحبه الذي يعد المفتاح الصحيح لفتح القلوب، وقال: ان نفسيات المتحاورين تنقسم الى اربعة أقسام منها النفسية اليائسة التي تعرضت الى احباطات مستمرة والنوع الثاني النفسية المصنفة وهي التي تميل الى تصنيف الآخر وتعده في بعض الألفاظ من الأعداء أما النوع الثالث لنفسيات المتحاورين فهي النفسية المتصيدة التي يقصد صاحبها الحروف والكلمات دون الاهتمام بالمقاصد وعن النوع الأخير فهو النفسية الهروبية وهي التي لا تملك شيئاً لمواجهة المتآمرين. وأبان رئيس مجلس الشورى ان الاسئلة المفتوحة والمغلقة والمتدرجة او المتتابعة من أنواع الاسئلة الحوارية مشيراً إلى ان من معوقات الحوار التعصب والحزبية والتضييق المتعسف كذلك النظرة الأحادية وكراهية الآخر.
وفي نهاية المحاضرة أجاب د. ابن حميد عن بعض اسئلة الحضور حيث وافق مبدأ فتح باب الحوار لرجال العلم والعلماء مع الآخرين كذلك تخصيص بعض موضوعات «الحوار» في مناهج ومقررات المرحلة الثانوية والجامعية ولم ير معاليه مشاركة العلماء في منتديات الإنترنت.وقال إن أصحاب المنتديات اسماؤهم غير معروفة وبذلك تصعب المشاركة لأن في الأمر تلاعب من ضعفاء النفوس، وأكد معاليه على الحوار مع أصحاب الأفكار المنحرفة حتى الكفار وقال درجات الحوار قد لا تظهر نتيجتها في البداية.وكان معالي الدكتور الشيخ صالح بن حميد رئيس مجلس الشورى قد قام بزيارة لمركز سعود البابطين للتراث والثقافة مساء أمس وقد تجول معاليه قبل القائه محاضرة «الشباب وثقافة الحوار» في ارجاء المركز شملت المركز الإعلامي وقسم التجليد وترميم الكتب والمكتبة المركزية.
|