Sunday 14th december,2003 11399العدد الأحد 20 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

المخطط الهيكلي لمدينة الرياض (15-18) المخطط الهيكلي لمدينة الرياض (15-18)
الأحياء السكنية في مدينة الرياض
دلت الدراسات والتطبيقات أن حجم الأحياء كبير جداً
من أهم الأبعاد التخطيطية للحماية الأمنية تقوية النسيج الاجتماعي

  متابعة: تركي إبراهيم الماضي - عبدالله هزاع العتيبي
الحي السكني أهم استخدام للإنسان؛ لأنه يرتبط باحتياجاته الأساسية من ناحية الحماية وتوفير المصادر والانتماء والتكافل.
ففي المجتمع السعودي يتوقع من الحي السكني أن يوفر السلامة والآمان والخصوصية والاتصال الاجتماعي، والترفيه وتوفير الخدمات والتلازم والاستراحة بين هذه المتطلبات.
الحجم الأفضل
حددت المخططات السابقة لمدينة الرياض بأن تكون أحجام الأحياء متطابقة وبمساحات 2*2كلم. ودلت كثير من الدراسات والتطبيقات أن هذا الحجم كبير جداً وأن معدل المساحة المسطحة الملائمة 1كم2 وبحدود 400-450 مسكن، مضافاً اليها الخدمات والطرق التي ستغطي حوالي 45% من المنطقة وسكان بين 1600- 2500 نسمة.
وبناءً على تحليل هذه الاعتبارات السابقة والمؤثرات المحيطة من ناحية بيئة الرياض الاجتماعية فإنه يمكن اقتراح أن يكون معدل عدد الوحدات السكنية بين 500-650 وحدة وعدد سكان بين 3000-4000 شخص حيث ان هذا الحجم هو الأفضل للتحكم في أداء الحي من ناحية حركة المرور والآمان والخصوصية.
لذا يفضل التركيز على جزء من الحي الحالي وبدلاً من 2*2كم يحدد حجم الحي بربع هذه المساحة لتتكون أربعة أحياء بدلاً من واحد.
السلامة
ثبت من الدراسات السابقة ان استقامة الشوارع وسعتها وتقاطعاتها داخل الأحياء السكنية قد أصبحت من العوامل المهددة للسلامة.
الشارع المغلق!!
ووجد أن أفضل الشوارع للبيئة السكنية هو الشارع المغلق ولكن بعمق كاف للخصوصية ولحماية السكان من الحركة النافذة. والأفضل من هذا النوع شارع الميدان المغلق إذ أنه يوفر أعلى درجة من الحماية الأمنية والخصوصية وتقليل الإزعاج، ويمكن مراقبة ملاعبه ومواقفه.
إن من أهم العوامل التي تزيد نسبة الحوادث في الأحياء السكنية هو ارتفاع عدد نقاط التقاطع داخل حركة المرور وبين حركة المرور وحركة المشاة. لذا يفضل عدم استخدام التقاطعات إلا في حالة الضرورة.
وينبغي التركيز على تقاطعات «T» وتكون المسافة بينها 30متراً، وقد وجد أن استخدام دوائر الحركة المرورية بدلاً من الاشارات الضوئية يوفر أماناً أكثر.
وبالإمكان استخدام عناصر تهدئة السرعة في توفير السلامة والأمان خصوصاً لذوي الحواس الضعيفة كالأطفال وكبار السن، حيث ان المطلوب هو تخفيض السرعة في الشارع السكني الى سرعة المشاة 18كم/ساعة تقريباً، وذلك عن طريق التواء الشارع وتبليطه ووضع بعض المعوقات.
شوارع خاصة!!
كما وأن الاتصال بالأحياء السكنية الحالية متعدد ويبلغ معدله 54 مدخلاً تقريباً. وهذه المداخل بدورها تشجع سهولة الاختراق وتؤدي الى تهديد سلامة سكان الحي، لذا يفضل تحديد مداخل محددة تؤدي الغرض من ناحية خدمة سكان الحي فقط.
وبالنسبة لمواقع الوحدات السكنية فإن المفضل هو إقامة المنازل داخل شوارع سكنية خاصة، وفي حالة وضع منازل على شوارع تجمعية «أو ثانوية» فإنه ينبغي وضع منطقة عازلة بين المساكن وحركة المرور. ويمكن أيضا إقامة الوحدات السكنية الأعلى كثافة من الوحدات السكنية كالدوبلكسات والشقق حول مركز الحي أو الشوارع الرئيسية داخله.
الأمان
يساعد انفتاح الأحياء الحالية والضوابط العمرانية المتبعة وانخفاض الكثافة وضعف الجيرة وقلة الحيوية على حدوث الجريمة. حيث ان كثرة المداخل للحي ونفاذية شوارعه تهيئ الفرص السهلة لاقتراف الجريمة لقلة احتمال التنبه الى ذلك.
تقوية النسيج
إن من أهم الأبعاد التخطيطية للحماية الأمنية هي تقوية النسيج الاجتماعي عن طريق النسيج الفراغي، والذي ينبع من المبادئ الاسلامية.
إذ يجب توجيه تقسيمات الأراضي وتصاميم الشوارع والعناصر الفراغية لتتواكب مع النظام الايكولوجي للإنسان.
وهذا يشمل ربط الأنظمة الفراغية بالطبيعة الفطرية للانسان ودورة حياته العمرية، وهو ما يعرف بالنطاقية.
ويحتاج ذلك الى توفير أماكن خاصة بالنساء والأطفال وكبار السن والرجال وحمايتها من تهديد حركة المرور وحرارة الشمس وتوفير الخصوصية المطلوبة لها.
كل ذلك يحفز ويظهر حيوية السكان والإحساس بالانتماء والوجود. كل هذه النشاطات تساعد في توفير أهم مطلب للحماية من الجريمة وهو «المراقبة الذاتية» لذا فمن الأفضل في هذه الحالة ايجاد خلايا سكنية اجتماعية قوية ومحمية وذلك عن طريق استخدام الشوارع المغلقة.
الاختلاط والحيوية
لذلك تجد أن أهم العوامل التي قللت الحيوية في الأحياء السكنية الحديثة هي العزل بين الاستخدام السكني والخدمات التجارية والاستهلاكية والخدمات الأخرى. لذا فإن هناك أهمية لتحديد درجة مقبولة من الاختلاط بين السكن وبعض الاستخدامات الخاصة في مراكز محددة وايجاد محلات تجارية صغيرة واستعمالات أخرى داخل الحي وذلك من أجل اضفاء نوع من الأمن والحيوية داخل الأحياء السكنية.
أما بالنسبة للخدمات فيمكن استخدام أحجام الخدمات وتوزيعها بحيث تساعد في ردع الجريمة ويشمل ذلك تصغير وزيادة عدد الخدمات ونشرها على كامل الحي وتوجيهها فراغياً للسكان المعنيين. فالخدمات الحالية كبيرة الحجم وتقع على طرق تجمعية وموجهة للحركة النافذة للحي مما يجذب مستخدمين من خارج الحي.
فراغي سلوكي
ومن أهم العوامل المنظمة لعناصر الحي هي النطاقية الفراغية، إذ تساعد النطاقية في التنسيق بين العناصر الخاصة والعامة، ففي الوضع الراهن يتكون الحي من عنصرين فقط هما العنصر الخاص جداً وهو المنزل، والعام جداً وهو الشارع العام وبدون أي تنسيق أو فاصل فراغي. لذا لابد من تحديد فاصل فراغي سلوكي يبدأ من السكن ويمر بالمدخل، والمنطقة التحولية العازلة وشبه الخاصة الى مناطق شبه عامة وعامة كي تدعم وتنسق طبيعة تركيبه وعلاقات أنشطة السكان الفطرية بين الأعمار والأجناس المختلفة والتي يمكن مشاهدة أهميتها في الأحياء التقليدية وكذلك في الأحياء المغلقة. تعتبر كثرة ثغرات الاتصال بالحي والخدمات والشارع والمسكن والحركة العابرة من أهم أسباب جذب الجريمة.
ومن المسوحات التي عُملت في المرحلة الأولى من المخطط الاستراتيجي، وُجد أن الأحياء المغلقة والقليلة المداخل تتمتع بدرجة عالية من الأمان مقارنة بالمخططات الشبكية. ويمكن اضفاء درجات من الخصوصية على المداخل والخطوط الموصلة الى أجزاء الحي المختلفة لتسهيل تحكم سكانها بها.
تلاصق واتصال
إذ كلما قل عدد المساكن في الشارع الواحد كلما ارتفعت درجة التحكم في الاتصال به نظراً لما ينتج عن ذلك من قوة في العلاقات والتكامل.وينطبق التحكم أيضا في الاتصال بالمسكن، حيث وُجد أنه كلما ارتفعت نسبة التلاصق بين المساكن ارتفعت نسبة الأمان، وهذا ناتج عن اقفال أغلبية جهات المسكن ما عدا الواجهة كما في الدوبلكسات. ويمكن أن يكون التلاصق بالدور الأول أو بعض الجهات.كل ذلك يعود بنا الى أهمية اعتبار المساكن الفنائية لامكانية توجيه فتحات المنزل على الداخل ومنع امكانية الاتصال من الخارج. لذا فإن من المهم اعطاء أهمية لتخطيط وتصميم جميع المداخل والاتصالات من الناحية الأمنية على مستوى الحي والشارع والمسكن.
الخصوصية
وتعتمد الخصوصية أيضا على درجة التجانس حيث أنه كلما ارتفعت درجة التقارب والعلاقات الاجتماعية قلت الحاجة الى الخصوصية والعكس صحيح كلما قل التجانس ازداد الخوف وتولد احساس أقوى بالحاجة الى الخصوصية.
ويعاني سكان الأحياء السكنية يومياً من تأثير الضوابط السكنية المطبقة على خصوصية الأحياء والشوارع والمساكن والخدمات، حيث إن الحي وشوارعه وخدماته مفتوحة لعامة الناس ويشعر سكان الحي بالغربة والفرقة داخل شوارعهم.
وتندرج الخصوصية على كامل الحي، حيث إنها أقوى ما تكون على المنزل ويليها الشارع السكني والخدمات.
الأسلوب الفعَّال
إن أهم العوامل المحققة للخصوصية هي نوعية تقسيمات الأراضي وأحجام المساكن وتوجيهها والمسافات بينها وبين فتحاتها. والأسلوب الفعال لنا هو استخدام توجيه فتحات المباني، وهذا يعتمد على حلول ابداعية يمكن افتراض احدها بوضع ضوابط تنسيق بين خصوصية الوحدات السكنية عن طريق فتحات الشبابيك، فبدلاً من الوضع الحالي الذي يفتح فيه كل مالك جميع الجهات مع عدم الاستفادة منها، فإنه يمكن السماح له بفتح شبابيك من بعض الجهات فقط واعطاء الفرصة لجيرانه لفتح شبابيكهم من جهات أخرى.
مجال أفضل
ويطبق التوجيه أيضا على توزيع قطع الأراضي بحيث تتخالف بشكل أفضل في التوجيه وكذلك فتحات الأبواب انطلاقا من خصوصية المداخل وتخالفها في الأحياء الاسلامية بحيث لا تتقابل. هنا يمكن تخالف قطع الأراضي وكتل المباني والأبواب لتقليل فرص التواجه واعطاء مجال أفضل للاتصالات البصرية.
إن توفير الخصوصية للفراغات الخارجية للمسكن يساعد على تمكين ساكنيه من الترويح والترفيه. لذلك يحتاج الى تنسيق الفراغات الخارجية للمساكن بحيث يمنع تجاوزها حتى يستطيع ساكنو المنزل من مزاولة أنشطتهم الاجتماعية بدون خوف من اختلاف خصوصيتهم من الجيران.
ومما يجب الإشارة إليه أنه تمت مناقشة أهم المواصفات الفراغية للأحياء السكنية لأنها تعتبر أهم العوامل المؤثرة في نوعية وبيئة التجمعات السكانية بالمدينة حيث ان التقسيمات الحالية للأراضي قد أغفلت هذا الجانب.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved