هناك عبارة اقتصادية تقول: إن الناس يتطلعون دائما الى نظام اقتصادي يعطيهم أكثر مما يستحقون. وفي المقابل يقول المنطق إن الناس يتطلعون غالبا الى تعليم يكسب أبناءهم معرفة ثرية وقدرات علمية راقية ومهارات متقدمة في التفكير والإبداع، وفوق ذلك يعزز لديهم أفضل العادات السلوكية وأنبل القيم الانسانية. ولو صح تماما هذا المنطق في حالنا لكنا في وضع يختلف عما نحن فيه الآن.
لكن واقع الحال لدينا يقول: ان الناس تبحث عن الطريق المختصر للنجاح «Short Cut» وفي التعليم لا يوجد مثل هذا الطريق. ففي الناس من يطالب نظامنا التعليمي باجازات دراسية أطول وساعات عمل أقل، بل إن فيهم من يتطلع الى اختراق نظم التعليم ليحقق مآربه الخاصة.
وفي المعلمين من يتطلع الى نظام تعليمي لا يحاسبهم ويكيل لهم تقديرات أداء فنية عالية لا يستحقونها، وفي الطلاب من يتطلع الى تحقيق أعلى الدرجات بأقل جهد وبأساليب غير مقبولة، وفي الباحثين من يتطلع الى الحصول على أكبر عائد مادي بأقل جهد بحثي، وفي القيادات من يتطلع الى أعظم سلطة ووجاهة ممكنة بأقل انجاز ممكن. الخيط المشترك الذي تنتظم فيه كل هذه الظواهر هو مطالبة الناس نظامهم التعليمي بما لا يستحقونه. والأنكى من ذلك كله هو أن يجد هؤلاء الطريق سالكاً الى تطلعاتهم.
|