هناك قضية محورية لا أخال مربياً في مجال التعليم لا تعتلج في نفسه، ولا تراود فكره، كلَّما واجه الفجوة الكبيرة بين الأهداف التي تُرسم من أجل أن يكون الفرد في هذا المجتمع واعياً بمقتضيات المرحلة التي يعيشها من معارف مختلفة، ومواقف قائمة، وقضايا حيوية، وبين ما يكون عليه بعد أن يخرج إلى الحياة وهو لايزال فارغاً، هشَّاً، متسطِّحاً، رخواً، أقصى ما يمكن أن يقال فيه إنه ساذجٌ غير مؤهَّل للحياة كما يجب.
هذه القضية ملحَّة للغاية...
ولا أتوقَّع أنَّنا نغفل أهميتها...
ولم يعد الوقت مناسباً كي نتجاهلها، أو ندَّعي أنَّ مؤسسات التعليم تقوم بتنفيذ الأهداف الكبيرة على مستوى الحيِّز الزماني الممتد منذ أن يطأ الفرد المدرسة وإلى أن يخرج إلى الجامعة، وكذلك منذ أن يضع هذه الخبرات القليلة العامَّة، المشوَّشة على أوَّلِ مقعدٍ في الجامعة، وحتى يخرج منها إلى المجتمع.
إنَّ أقصى الخبرات التي يتلقَّاها الفرد هي محو أميِّته حيث يُحسن القراءة، ويجيدُ أبجديات الكتابة. ولكن كيف هو مستوى قدرات القراءة عنده،؟! وما هي محصّلاتها، وما هو مستوى قدرات الكتابة عنده؟ فهذا أمر ذو بال عند كلِّ من يتصدَّى لدراسة محصِّلات الكتابات التي يتلقَّاها الفرد، من خلال الخبرات، والمعارف التي يُلقِّنها في المدارس و...
إننَّا في مرحلة تحتاج إلى دقَّة، ومتابعة، وعمل، ودأب، ونزع أجفان النَّوم عن حدقات الرؤية، وتحفيز مكامن البصيرة...، إذ علينا التَّصدي لهذه القضية، كي نكون على بيِّنة ممَّا نودِّي في مؤسساتنا التعليمية.
|