|
|
بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك أرفع اسمى التهاني لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين والنائب الثاني وقادة الحركة الرياضية في هذا البلد الأمين، كما اهنىء جميع المسلمين على بلوغ هذا الشهر الكريم، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل من الجميع صيامه وقيامه وان يجعلنا من عتقائه من النار، فحلول رمضان المبارك في هذه الايام جاء في وقت مناسب تحتاج فيه النفوس المسلمة بصفة عامة والرياضية بصفة خاصة الى العودة الى المنابع الصافية من الأخلاق الإسلامية النبيلة ودماثة الخلق وحسن التعامل مع الآخرين والمحافظة على حقوق المسلمين من نفس وعرض ومال والتزود بما يوجه مواقفنا ويضع الامور في نصابها، فما يحدث هذه الايام من حرب وهجوم على التحكيم والحكام الذين هم اخوان لنا في الدين والوطن أمر غير مبرر مهما كانت الاسباب وحجم الأخطاء التي ترتكب، فنحن بحاجة الى هدنة رمضانية لهذه الحملة حتى يستطيع اصحاب القرار اتخاذ ما يرونه مناسبا بعد دراسته بتروٍ، وبما يحقق المصلحة العامة، فقضية التحكيم قضية معقدة لأن محورها ابن الوطن الحكم السعودي الذي بذل المسؤولون من اجل تطويره الغالي والنفيس من إمكانيات مادية ومعنوية منذ تأسيس الاتحاد وليس من الموضوعية والعدالة نزع الثقة منه والاستعانة بعنصر اجنبي لا نعلم عن إعداده ومستواه إلا اليسير، فالحكام الناجحون على المستوى الدولي ليسوا بالضرورة منزهين عن ارتكاب الاخطاء التحكيمية الجسيمة التي قد تغير نتيجة المباراة، وقد يخفقوا في الكثير من المباريات المحلية في بلادهم والشواهد على ذلك كثيرة سواء في الدوري الإنجليزي أو الإيطالي، وهذه القضية التحكيمية معقدة ايضا لأنها تستمد وقودها من الإعلام الرياضي من صفحات وبرامج رياضية واستوديوهات تحليل ومنتديات في شبكة المعلومات، فمن الصعوبة بمكان قطع هذا الوقود والتحكم في تدفقه، فقد ننجح محليا في الحد من تدفقه بتضافر جهود المسئولين في وسائل الإعلام المختلفة مع اتحاد اللعبة، ولكننا لن نوقفه. وما نحتاجه كمجتمع رياضي للتصدي لهذه الظاهرة في الحقيقة هو العمل على عدة محاور مختلفة. لا يمكن ذكرها تفصيلاً هنا يأتي في مقدمتها دور الاتحاد السعودي لكرة القدم من خلال التعامل الحازم مع هذه الظاهرة بالإعلان عن عدم قبول فكرة الاستعانة بالحكم الأجنبي شكلا ومضموناً في هذا الوقت وأن قراراً كهذا يحتاج الى دراسة عميقة ولائحة تنظيمية عادلة تحفظ الحقوق المعنوية والفنية للحكم السعودي بما يكفل دعمه وتطويره محليا ودوليا، والتأكيد على انه هو الخيار الاول لأن الوطن لا خيار فيه. كما يجب على اتحاد اللعبة التعامل بحزم مع كل شخص مهما كانت مكانته سواء كان عضو شرف أو رئيس ناد، إداريا أو مدربا، أو حتى إعلاميا تسول له نفسه الهجوم اللا أخلاقي والبعيد عن الروح الرياضية على الحكام والتحكيم بغرض إثارة البلبلة والتشكيك في نزاهة الآخرين وقدراتهم والتأثير على قراراتهم، وقد يكون هذا التصدي بالإيقاف أو المنع من مرافقة الفرق أو نقل مباراة للفريق الذي ينتمي اليه هذا الشخص، فالحلول كثيرة وما على الاتحاد إلا اختيار العقوبة المناسبة لحجم السلوك غير الرياضي المرتكب وبشدة. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |