|
| |||
يقول الله تعالى: {وّلا يّغًتّب بَّعًضٍكٍم بّعًضْا أّيٍحٌبٍَ أّحّدٍكٍمً أّن يّأًكٍلّ لّحًمّ أّخٌيهٌ مّيًتْا فّكّرٌهًتٍمٍوهٍ} فالغيبة هي ان تذكر اخاك بما يكرهه، ولو بلغه، سواء ذكرته بنقص في بدنه أو نسبه أو في خلقه، أو في فعله، أو في قوله أو في دينه حتى في ثوبه، وداره ودابته، وهذه الظاهرة السيئة انتشرت في المجتمع بشكل كبير.. وان المجتمع غافل من عواقبها عند الله سبحانه وتعالى وإضرارها بالمجتمع، فهذه الظاهرة تسبب العداوة والبغضاء والكراهية بين المسلمين، وأنها محرمة عند الله سبحانه.
إن الواقع مرير جدا، فقد سلم اليهود والنصارى، من ألسنة البعض، فما فائدة قولنا نحن مسلمون، واخوة في الله ووو.. إن القلوب بحاجة الى معالجة شديدة، والألسنة بحاجة الى إمساك، وإلا الفوضى عامة والضربة موجعة.. وهذا ما يريده أعداء الاسلام. وان هذه الظاهرة لها أضرار كثيرة في الدنيا والآخرة، من عصيان الله تعالى، وظلم وتعدٍّ على الآخرين، وأنها تؤدي إلى تفكك المجتمع، وأنها تدل على خبث نية صاحبها، وسوء لسانه، وأنها تؤدي إلى عذاب شديد يوم القيامة، وأنها تؤدي الى نقص الحسنات. من أقوال السلف: قال وهب: نذرت أني كلما اغتبت إنساناً أن أتصدق بدرهم، فمن حب الدراهم تركت الغيبة. قيل للربيع بن خيثم: ما نراك تعيب احدا، فقال: لست عن نفسي راضياً، فأتفرغ لذم الناس. قال ابن المبارك: لو كنت مغتاباً أحدا لاغتبت والديّ، لأنهما أحق بحسناتي. فأنصح اخواني المسلمين بالابتعاد عن هذا المرض الخطير، واجتناب كل طريق يصل إليه، وأنصحهم بالابتعاد عن هؤلاء المغتابين الذين هم شر المجتمع فعندما تجلس مع هؤلاء المغتابين سواء كان صديقاً لك أو قريباً فيبدأ بالمدح والثناء فيك والضحك معك، فعندما تخرج من مجلسهم تنقلب الموازين فيبدءون بالسب والشتم واللعنة فيك، فهؤلاء المغتابون يشعرون بنقص وقلة قيمة ومكانة في المجتمع، وأنهم فاشلون من جميع النواحي، وهذا أسلوب المغتاب، وهذا أسلوب عجز يتخذه المغتاب، فهو لا يواجه الناس بالكلام، وإذا غابوا عنه أخذ يهتك بأعراضهم. واعلم أنه لا يذمك ذامّ إلا لعظمة مكانتك وفضلك وما يغتابك فيك إلا إنسان حقير عاجز ناقص.
وأقول لهؤلاء المرضى والناقصين والحقيرين إنكم مكشوفون في جميع طرقكم وأحوالكم وأفعالكم وأساليبكم، والواجب على المسلمين أن يخافوا الله تعالى، وان يعلموا أن الغيبة معصية لله وأن يتجنبوا الكلام في أعراض بعضهم وان يعرف كل واحد أنه إن وجد عيباً في أخيه المسلم فإن فيه عيوبا كثيرة لا حصر لها.
|
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |