Sunday 12th october,2003 11336العدد الأحد 16 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

20-12-1390هـ الموافق 6-2-1971م العدد 330 20-12-1390هـ الموافق 6-2-1971م العدد 330
الشؤون الإسلامية في العالم
الشورى.. نظام الحكم في المغرب

في الجلسة الأولى التي عقدها مجلس النواب المغربي مبتدئاً أعماله على اثر الاستفتاء العام على الدستور والانتخابات النيابية التي اعقبته ألقى العاهل المغربي جلالة الملك الحسن الثاني خطابا في افتتاح البرلمان حدد فيه المعالم الرئيسية لسياسة الحكم في بلاده ومميزات الدستور الجديد المعلن تنفيذه والذي أرسى قواعد النظام الملكي الدستوري على أسس الديمقراطية البرلمانية.
ومع أن هذا الدستور الذي منح الملك بموجبه صلاحيات كبيرة وبوأه مركز الحكم بين السلطات قد أثار حفيظة مجموعة من قادة الاحزاب السياسية والزعماء التقليديين الذين قاطعوا الانتخابات إلا ان الاستجابة الشعبية الهائلة والتأييد الواسع الذي احرزه الملك في طرحه الدستور على الرأي العام أكد بشكل لا يسمح بالطعن ان الشعب العربي المسلم في المغرب الشقيق كواحد من مجموعة الشعوب العربية المسلمة المؤمنة كان ومازال تواقا الى الحكم الصالح الرشيد ذي الابعاد الواضحة والأهداف الشاملة المنفتحة على الأمة عموما بمختلف طبقاتها وفئاتها وذلك هو التطبيق المثالي لسياسية الشورى التي جاء بها الإسلام ليصبغه بشخصية الإمام والخليفة والملك العادل القوي.
وقد دلل العاهل المغربي في خطابه صراحة على هذا المفهوم وهو يتحدث الى اعضاء مجلس الأمة حين قال: فسياستنا كما تعلمون مبنية على الديمقراطية، وقد لا اود استعمال هذا اللفظ لأنني كنت اود ان اجد في اللغة العربية الفصحى القحة ما يوازيه او يماثله، ونصح النواب لتناسي الاحقاد والخصومات فقال: أنتم تنوبون حتى عن خصومكم لأن الشورى في الدين الإسلامي والأمانة الكبرى والامانة العامة تقتضي من كل من يزاولها ان يتناسى وان يترفع وان يعمل للجميع لأن الديانة الإسلامية السمحة كانت دائماً مبنية على التسامح والتصافي والتوادد.
وقال جلالته مشيرا الى الازدهار الاقتصادي والنهوض الاجتماعي اللذين هما في مقدمة أهداف الحكم الديمقراطي الصحيح:
لا اريد ان أرى في هذه الأمة الغني والفقير، ولكنني اريد ان ارى المغربي الكريم العزيز الذي يحمد الله سبحانه وتعالى وبلده على ان وفر له رغد العيش والطمأنينة والامن والسلام والتعليم والصحة والسكن والشغل والطعام..
وختم جلالته خطابه التاريخي القيم بالدعاء الى الله سبحانه وتعالى ان يمدهم بعونه وقال: أحسن الختام ان نقرأ الفاتحة جميعا عسى الله سبحانه وتعالى ان يسدد خطانا ويهدينا سواء السبيل.
لعل في هذا المثل الرائع من انظمة الحكم المعاصرة في العالم العربي ما يحرك مشاعر الغيرة العربية الأصيلة وكوامن العقيدة الإسلامية الخيرة في نفوس العديد من القابضين على أزمة الحكم في الاصقاع العربية المهيضة التي غذتها نقمة الاعداء على العروبة والدين وارضعتها دعاة الالحاد والاستعمار الفكري والاقتصادي والسياسي عصارة الحقد على كل مظاهر العزة الإسلامية والمجد العربي الزاهر.. تلك النفوس الغارقة في الطيش والغواية والمتسترة ببراقع الكذب والخداع المهلهلة التي قضت على العقائد السامية باسم التحرر الفكري وكممت الافواه باسم الحرية وافقرت الشعوب باسم الاشتراكية وشتتت شمهلم باسم الوحدة المزيفة وقضت على كل معالم الامن والاستقرار والسعادة والرخاء باسم الثورية واشاعت الذعر في نفوس المواطنين واحكمت سيوفها في رقاب الابرياء وملأت سجونها بالصالحين من أبناء الامة وقادة الفكر فيها وهي تهرج باسم ديمقراطيتها العميلة الخبيثة للقضاء على «الرجعية» وتصفية «العملاء».

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved