Friday 10th october,200311334العددالجمعة 14 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

20-12-1390هـ الموافق 6-2-1971م العدد 330 20-12-1390هـ الموافق 6-2-1971م العدد 330
الكتب الجديدة
«التشريع النبوي» و «الشورى في الإسلام» لمحمود بابللي

أتحفنا الأخ الكريم المحامي محمود بابللي بمؤلفيه الجديدين كتابي (الشورى في الإسلام) و (في التشريع النبوي) اللذين أصدرهما باكورة لأبحاثه الإسلامية القيمة وإنتاجه المفيد الذي ينم عن سعة اطلاع في العلوم الشرعية والفقهية وطول باع في مصادر التشريع، وفي مقدمتها الكتاب والسنة، ولا غرو فهو قانوني معروف ودكتور في الحقوق، وقد كرس في كتابيه الصغيرين حجما الكبيرين أهمية وأثراً جهداً عظيماً مشكوراً إذ فصل للقراء والمتتبعين معنى الشورى كوسيلة عصرية من وسائل الحكم الناجح الصحيح، والذي اعتمده الإسلام منذ قيام دولته الأولى مبدأ للحكم مفروضاً على الحاكم من ناحية وصفة لحال المؤمنين في شؤونهم عامة من ناحية أخرى. وبيّن أن التشريع الإسلامي في سبقه لاتخاذ مبدأ الشورى أكد أهميته وضرورة استمراره في حياة الأمم وفي جميع شؤونهم العامة والخاصة..
وقد دعم أقواله بالأسانيد الثابتة من الآيات القرآنية الكريمة وأقوال رسول الله صلوات الله وسلامه عليه.
ثم تطرق بإيجاز إلى القواعد التي تقوم عليها نظرية الشورى في الإسلام والمجال الذي تكون فيه ملزمة للحاكم والمحكوم مع إيضاح أهل الشورى وبيانهم الذين هم أهل الرأي وأصحاب الحق بالمشورة دون سواهم وذكر شروطهم المشتملة على العدالة والعلم والرأي والحكمة والتجربة والاختصاص، وختم كتابه الأول هذا بخلاصة عن مدى انتشار مبدأ الشورى في أنظمة الحكم الحديثة وتطوره وقابلية مبدأ الشورى في الإسلام للتقنين.
أما كتابه الثاني الذي أسماه (في التشريع النبوي) فقد جمع بين دفتيه الصغيرتين الأنيقتين بحثاً جديراً بالإعجاب تناول فيه الرد على من ادعى بأن السنة النبوية المطهرة ليس لها أن تضيف أو تخصص حكما ورد نصه في آيات القرآن الحكيم وما لابس هذه الدعوة من شبهات تمسك بها بعض المتصدرين للمناقشة والجدل في الفقه والتشريع الإسلامي فبين للقراء والمطالعين أن سنته صلى الله عليه وسلم تعتبر بحكم النصوص القرآنية مستمدة قوتها من نص كتابه تعالى ويكون لها ما للقرآن العظيم من أثر ملزم.وقد أوجز غايته من هذا البحث المقيم في مقدمته التي قال فيها: انما حرصت على أن أوضح بالشكل الوافي الذي لا يخل بالمقصود منزلة الرسول صلى الله عليه وسلم من هذا الدين وصلته بالله تعالى ومهمته في تبليغ ما أنزل عليه مستشهداً بما سأقدم من آيات وأحاديث.. إلي أن قال:
«وأن الذي يطعن في صلاحية الرسول بأنه ليس له أن يأتي بحكم زائد عما جاء به القرآن نصا فيه، لا يستطيع أن يزعم بأن هذا القرآن لم يأتنا به الرسول صلى الله عليه وسلم كما جاءنا بتفصيل ما أجمل من أحكامه، لأنه إن تجرأ على نفي ذلك، وما أظنه يفعل، يكون كمن ينكر صراحة الحق ووضوح الحجة عن عمد وقصد شيء.
وفي الحقيقة أن المؤلف قد أوفى على بحثه وبلغ هدفه في صفحات كتابه التي لم تجاوز المائة عداً ولكنها حوت الكثير المجدي مما أورده فيها من مواضيع في تعريف السنة وموقفها من القرآن ومهمته صلى الله عيه وسلم ووجوب طاعته المقترنة بطاعة الله سبحانه وتعالى وبيان أن القرآن وحي والسنة وحي فهو عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى فهو رسول الهدى وتشريعه حكم لا افتراء، وبه أكمل الله عز وجل وأتم النعمة.
وختاماً نرى من الإنصاف أن يشاد بأثر هذين الكتابين وأن لا غنى لمستفيد وطالب علم ومزيد عنهما.. ونحث على اقتنائهما.. وشكراً للمؤلف الأستاذ بابللي على هديتيه الثمينتين.. وفقه الله وأعانه على تقديم المزيد مما يخدم به أمته ودينه.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved