Friday 10th october,200311334العددالجمعة 14 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

في الوقت الأصلي في الوقت الأصلي
إلى رئيس الهلال مع التحية
محمد الشهري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية اسمحوا لي ايها الامير النبيل بأن اعترف صراحة وبدون اي تواضع بأنني لا املك من الجاه الاجتماعي.. او السحر البياني مايضعني موضع الصوت المسموع او المؤثر.. وأن مؤهلاتي في الجانب الذي سأتناوله من التواضع بحيث لا تتعدى الاخلاص في الود، والصدق في القول، والامانة في النقل او الطرح.. لذلك يمكنكم الاخذ بما شئتم مما سأطرحه لاحقاً عملاً بمقولة «يضع سرّه في أضعف خلقه» كما يمكنكم تجاهله وكأن شيئاً لم يكن.
** ولعلي هنا انتهز هذه السانحة للتذكير فقط بما أعلمه مما تتمتعون به سموكم من تواضع جم، ومن سعة في الافق.. ومن قيم دينية وأخلاقية وأدبية عالية لا يجادل عليها الا أحمق.. وهو ما يبعث على الطمأنينة الى ان التخاطب معكم قد لا يستدعي اي قدر من التكلف والابتذال بقدر ما يستدعي اكبر قدر ممكن من الصدق.. مع حفظ المقامات.
** من هنا فانه لا حاجة لي الى التذكير بالمسلمة التي تقول «الكمال لله وحده» مع يقيني بأن مخزونكم الثقافي المعطر والمؤطر بالعديد من المثل والثوابت الكريمة لا بد ان تكون هذه المسلمة احدى مفرداته.. وان من تلك المفردات التسليم بأنه لولا الوقوع في الاخطاء لما استبانت سبل الصواب.
** لذلك فان من المعلوم بأن العمل في الاندية، وبخاصة الكبار منها هو من اكثر الاعمال عرضة للاخطاء دون شك نظراً لخضوعه او وقوعه تحت طائلة العديد من المستجدات والمتغيرات، فضلاً عن عوامل اخرى متعددة، منها تبعات الاخفاقات وتعدد المتطلبات تبعاً لتعدد الانشطة المنضوية تحته، الا انه في المقابل من أمتع وأنبل الممارسات، ذلك ان النجاح من خلاله، وتحقيق الانتصارات والمنجزات، انما يمثِّل واحدة من اهم وأمتع الملذات المباحة.. وذلك كونها لا تقتصر في بهجتها ومسراتها على مجموعة محدودة من الناس، وانما هي تشمل مئات الآلاف من شرائح مختلفة.. مما يدخل السرور والغبطة الى نفس كل من ساهم في صنع تلك البهجة وذاك الحدث السعيد فضلا عن تدوينه في صفحات التاريخ.
** كل ما تقدم ما هو الا توطئة لما اود قوله كخلاصة.
** فأقول مستعيناً بالله: أليس من الظلم لكم وللهلال معاً يا سمو الامير ان تتمخض تجربة عام كامل من العمل الدؤوب والتطلعات والآمال المشرعة والمشروعة عن ثمرة «مشوهة»«؟!»
** ثم أليس من الانصاف ان تستفيدوا انتم من تجربة رئاسة الهلال بعد ان خضتموها ومن ثم تسخير ايجابياتها لصالح هذا الكيان العظيم، وبالتالي لصالح تطلعاتكم المستقبلية بعد ان وفرت لكم تلك التجربة العديد من فرص الوقوف والتعرف على مكامن الاخطاء بنفس القدر من توفيرها لفرص التعرف على مواطن النجاح والصواب «؟!»
** أليس من الغبن ان تهدر فوائد التجربة وايجابياتها بجرة قلم، اياً كانت المبررات «؟!».
** أليس من الاجحاف بحقكم اولاً ثم بحق الهلال ثانياً دفن التجربة في مقبرة الاصرار على المواقف.. والبدء بالبحث عمن يقوم بالتبرع لخوض تجربة اخرى مبتدئاً من نقطة الصفر.. أوليس في ذلك هدر للطاقات والاموال ومن يدري فلعل التجربة قد لاتحقق النجاح المأمول لسبب او لآخر، مما يعني العودة مجدداً للبحث عمن يتصدى لتجربة جديدة وهكذا دواليك.. وما بين التجربة والاخرى يفقد الزعيم العديد من فرص اضافة المزيد من الالقاب والمكتسبات؟!
** وهذا لا يعني انه ليس من حقكم مطالبة اعضاء الشرف وبإلحاح شديد بالوفاء بما التزموا به تجاه ناديهم.. فأنا اضم صوتي الى صوتكم ومن حقكم على جماهير النادي دعم مطالبكم المشروعة تلك.. كما انه من حق الهلال على الجميع عدم التخاذل حيال المحافظة على مكتسباته وسمعته.. فالهلال يستحق التضحية.. ويستحق التميز الفني والاداري والشرفي والجماهيري.. وعلى اعضاء الشرف الكرام الذين لا شك في حبهم واخلاصهم وحرصهم على ناديهم عليهم ان ينظروا الى الآخرين الذين يدفعون ويدعمون ويتكبدون المشاق ثم لا يجنون سوى الحصرم«؟!»
** لذلك ومن هذه المساحة المتواضعة اطالبكم ايها الامير المستنير باسم جماهير الزعيم بالتخفيف من حدة التهديد والضرب على وتر الاستقالة المحددة ب«15» رمضان حتى في حالة عدم اكتمال شروط الاستمرار المتفق عليها او بعضها.. ولو لم اكن في كامل يقيني من انك رجل مواقف ما ذكَّرتكم بأن الرجال مواقف، وان كنت اثق في انكم لستم بحاجة الى تذكير فمنكم نتعلم ومنكم نستفيد.. كما اثق في فطنة سموكم من ان الموقف الهلالي الراهن يتطلب التضحية منكم تحديدا وذلك بالبقاء على رأس العمل الهلالي الى نهاية الموسم على اقل تقدير. اذ ان الانسحاب في هذا الوقت بالتحديد سيشكل كارثة بحق النادي لا قدر الله وأنا اربأ بكم ان تساهموا بنصيب الاسد من تلك الكارثة ان حدثت.
** هذا ما اردت قوله، وأرجو الله ان يجعل قولي هذا برداً وسلاماً.. فما اردت إلا الصلاح والاصلاح، والله على ما أقول شهيد.
أنصفوا هؤلاء الرجال
** كما في كل القطاعات والمجالات المختلفة، فان القطاعات الشبابية والرياضية والثقافية لا تخلو من عينات من الرجال الذين نذروا انفسهم لخدمة مجتمعهم من خلال مواقعهم التي يشغلونها دون ان ينتظروا اي مردودات مادية او معنوية تأتي من هنا او هناك فهم يجدون لذة كبيرة في اداء واجباتهم ومهماتهم تلك في صمت.. ولأن ذاك هو ديدنهم وقناعتهم الذاتية، لذلك فان اخلاصهم وتفانيهم لا يتوقف عند اهداف او اطماع خاصة تتبدل احوالهم وتنقلب رأساً على عقب بمجرد تحقيقها.
والاستاذ حسن القحطاني الذي لا تربطني به اية رابطة من اي نوع.. او حتى معرفة عابرة.. ورغم ذلك وبكل تجرد، فانني اصنفه ضمن هذه الفئة من الرجال.
** ذلك انني استقيت من اكثر من مصدر موثوق معلومات تؤكد ما يتمتع به هذا الرجل من صفات اخلاقية رفيعة، فضلاً عن الجهد الجبار الذي يبذله لخدمة زعيم الاندية والبطولات من خلال منصبه، وبخاصة في قطاعي الناشئين والاشبال.. وما يجسده من عطاءات وتضحيات تتعلق بهذا الجانب الهام جداً.. وما يتجشمه من مشاق في سبيل النهوض بقدرات هذين القطاعين الانتاجية من خلال الرعاية الخاصة لأولئك الخامات لكي تكون لبنات مستقبلية صالحة، معدة ومهيأة لخدمة الوطن رياضياً واجتماعياً إن شاء الله.
** بالقطع ستزول كل علامات التعجب من رأس القارئ الكريم كما زالت من رأسي بمجرد ان علمت بمن وضع هذا الرجل في ذلك المكان، ومن ثم وضع الثقة كاملة فيه، انه رائد مدرسة الزعيم «سمو الأمير بندر بن محمد».
** لذلك فان اقل حقوق هذا الصنف من الرجال علينا كحملة اقلام ان نشيد بهم وبمجهوداتهم وتفانيهم بعيداً عن اي تزلف او تملق.
** فشكراً لهم.. وأكثر الله من أمثالهم..
ومضة
عاد الزميل المتألق أحمد الرشيد، والعود أحمد.. فأهلاً به وحمداً لله على السلامة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved