Friday 10th october,200311334العددالجمعة 14 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

قلق وهم بعد ترك الالتزام قلق وهم بعد ترك الالتزام

ما بين سن «14 حتى 25 سنة» كنتُ مُلتزماً جاداً ما بين البيت إلى المكتبة إلى المسجد والمدرسة والمحاضرات هناك أسباب جعلتني شيئاً فشيئاً أتغير بل أُنظّر بضم الألف وتشديد (الظاء) وأسفه بعض الحالات قصرت اللحية قليلاً قليلاً، رماني بعض من كنتُ معهم بالمنتكس أو هكذا خيل إليَّ، ووجدت من احتواني / مادياً ومعنوياً/ على سيري في هذا الطريق ولي أيضاً حوالي ثلاثة يُشابهونني واحد منهم بدا ينتقد من كان معهم، وينظر طريقتهم، وهذا بدا كاستاذ كبير يُحلل ويُصنف، ويتوسع في المعرفة حسب فهمه لا أدرى. شخصياً إستمعت إليك في محاضرة فذكرت الحالات النفسية المتردية التي قد يكون عليها الإنسان بعد تركه للالتزام منها حبه للشهرة وعدم اكتمال حقيقة التوحيد.. سوء فهم لفقه الواقع الغرور المبطن الميل للجاه إلخ.. لست أدري في داخلي قلق وهم خاصة بعد التهاون بأمور مهمة تصل إلى 70% بل 90% مع أنني أبداً لا أستمع إلى صوت العقل المؤمن في داخلي.
ماذا ترى لي..؟
م/ن/ص/و/ر.. الكويت
ج: حالتك التي تصف لا تبعد كثيراً عن حالة سبق لي الإجابة عنها في العدد 11313 في يوم 22/7/1424ه جاء هناك: (جرِّب مرة واحدة تطبيق ما ذكرته أنت إذ تقول «في أعماقي الغائرة أشعر بذنب وأنني مصلحي إلخ...)
جرب الجلوس المتجرد الحر الأمين النزيه بأن تتدبر وضعك جيداً من قبل وما أنت عليه الآن بصرف النظر عن أي انتماء إيدلوجي أو حزبي، مهما كان أو صداقة أو عداوة أو ديناً أو جاهاً أو مالاً ثم أنظر صلتك بحقيقة (فقه الواقع) على أساس سليم جيد من تدبر ضوابط التوحيد بتنزيلها على: السلوك/ والغرائز/ والوجدان ثم سر على هذا بثقة وجد وجولة مع ضرورة إتقان ومع فطنة تامة لحظ النفس وحظ العقل السالم من كل عور وشبهة وخلط وتبجح. «بقى أن أبين لك أنك لست مُنتكساً لكن هذا ما ظهر منك لهم ولست مُنسلخاً... إلخ» فآمل العودة إلى ذلك العدد بتأمل وفطنة ووعي، على أنك إذا كاشفت نفسك في حال صفاء ووضوح وفقر إلى الله وجلست مع نفسك بحرارة صدق ونزاهة وفتحت المجال لأغوار عقلك الصافي الحر الكريم واستمعت إلى (الفطرة) مهما كان عليك من هذا من (شدة وعنف) فسوف يتبين لك هناك أنك بحاجة جادة دائمة إلى: الإنصات إلى نفسك الصافية وعقلك الفطري البار النزيه حتى تعي كيف كنتُ ثم كيف كنت.
تدبر، مع هذا بهدوء وتأمل ولهف، سورتين فقط/ الشعراء/ والفرقان تأملهما ببعد نظر وسعة أفق واستنطاق حر جبار أبي، ولا تحاول العجلة في هذا فتلك أم الندامة، بل الهدوء لكن النفسي والعقلي، وكن أريحياً شفافاً.
ألست تقرأ كلاماً تؤمن به.
ألست تقرأ علماً يقينياً،
ألست تقرأ ما تُخاطب به (بضم التاء).
ألست تقرأ ما تبحث عنه.
إذاً هما: الشعراء والفرقان افعل ثم انظر.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved