Friday 10th october,200311334العددالجمعة 14 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

د. صالح السدلان لـ( الجزيرة ): د. صالح السدلان لـ( الجزيرة ):
95% من المشتغلين بالدعوة ليس عندهم رصيد علمي يؤهلهم للفتوى!!

* الجزيرة - خاص:
يؤكد فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن غانم السدلان الاستاذ بكلية الشريعة بالرياض في معرض رده على الاسئلة الخاصة بحقيقة الخطر المحدق جراء ارتكاب الأعمال الارهابية بأن سفك الدماء وإتلاف الأموال وترويع المؤمنين تكفي لتجريم فاعلها. كما يتطرق الدكتور السدلان إلى واجب الأئمة والخطباء والدعاة في تبصير الشباب بما يخطط له الاعداء، وأشار كذلك إلى أهمية أن يبرز الخطباء والائمة سماحة دين الإسلام.
وتحدث الشيخ السدلان عن المتنطعين من أنصاف المتعلمين الذين يهاجمون المنهج المعتدل ومسؤولية العلماء والدعاة تجاههم
* ما واجب الائمة والدعاة في مواكبة روح العصر، وما السبيل الأمثل لمواجهة المشكلات بأسلوب متجدد غير متشدد؟
- واجب الائمة والخطباء والدعاة الوقفة مع ما يكون فيه دفاع عن المسلمين دفع الشبه التي توجه اليهم هذا امر، الامر الثاني احتواء الشباب على اختلاف مراحلهم وفي جميع مناطق المملكة يجب احتواء الشباب وتبصيرهم بما يخطط له الاعداء وصرفهم عما يكون تحت المتابعة او المجهر بحيث تتابع احوالهم بعيدة عن العنف وعن الصلف وعن الشدة وان يبرز الدعاة والخطباء والائمة سماحة دين الإسلام والتعاون في الإسلام ووسائل المحبة في الإسلام والتكافل في الإسلام، الرحمة والتعاون بين المسلمين وبيان موقف الإسلام من اعدائه وأن يكون المسلمون وفي كل هذه الأحوال ينطلقون من كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما اقره أهل العلم.
* كثر المتنطعون من أنصاف المتعلمين الذين يهاجمون المنهج المعتدل بل والطعن في مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية ترى ما سبب ذلك وما مسؤولية العلماء والدعاة؟
- اسباب ذلك كثيرة اهم سبب ما يخططه اعداء هذه العقيدة السلفية والمنهج السلفي والدعوة الى التوحيد الخالص فهناك من يخطط لهذا الشيء ويسعى جاهداً ان يستغل كل وسيلة يمكن أن يستخدمها ضد الدعوة السلفية سواء كان من شباب يفسدون افكارهم او دعايات اخرى او تشويه للدعوة السلفية وليس هذا امراً غريباً فكوننا نستغرب ما يوجه للدعوة السلفية وما يكاد لها وما يقوم به اعداؤها من وضع خطط ورسم وسائل للتشكيك في العقيدة هذا لا ينبغي ان نستغربه ابداً فإن طريق الحق علامة صدقه وانه على الحق أن يوجد من يعارضه، فليست المعارضة عيباً فيه وانما العيب أن لا يكون لك معارض، واما مسؤولية العلماء والدعاة أن يكون هناك عكوف على الخطة التي تواجه بها هذه الحملات المغرضة والهادفة والمواجهة ضد الدعوة السلفية وأن يكون هناك مرجعية للعلماء، واما الاحداث الذين يتكلمون فهم أول سبب لذلك هو ما يقوم به اعداء هذه الدعوة، الثاني الجهل وانهم ناس يستبقون الامور قبل اوانها والعلماء في السابق على مدى القرون الثلاثة المفضلة ثم القرون التي تليها ثم القرون التي ضمت ثورة العلوم وتعريب الكتب الاعجمية اليونانية وغيرها وانتشار العلم في مشارق الارض ومغاربها في ذلك الوقت كان العلماء علماء الشريعة يضعون قيوداً لمن يتكلم فكان بينهم كلمة يقولون لا يفتي الواحد من الطلبة حتى يخضبه الشيب يعني يتعلم ويتعلم ولا يتكلم كأنه ابكم في المجالس لا يتكلم حتى يكبر ويخضبه الشيب واذا خضبه الشيب احتاج الى اجازة من العلماء وانت اذا قرأت تراجم العلماء وجدت أن هذا الامر واضح لا يتكلم احد من التلاميذ الا بعد ان يجيزه الشيخ اما في الفتوى واما في الرواية واما في التفسير واما في اللغة وغير ذلك اما اليوم فأصبح اولاً الشباب شيوخهم منهم وتجد الشيخ قد يكون يعني اكثرهم اكبر منه غير انه عنده شيء من الذكاء والاطلاع فيصغون له ويصابون بالاتكالية وعلى انه ما قاله فلان هو الحق، فأولاً: كما قلت ما يخطط لهذه الدعوة، والامر الثاني، الجهل انهم يفعلون شيئاً عن جهل وعن غير علم، والامر الثالث: يعني الاعجاب بالرأي ومحاولة أن يكون لك رأي ولك كلمة ولو كان صغير السن تجده في العشرينات في الثلاثينات وله اتباع وله تلاميذ وله اشياع يعني ينشرون اخباره وينشرون عنه القصص ويضربون له الامثلة ويذكرون له الحكايات الذكية والمواقف الى غير ذلك، الامر الرابع: وهو ضعف الإيمان.. النبي - صلى الله عليه وسلم - لما سئل عن قول الله تعالى {يّا أّّيٍَهّا الّذٌينّ آمّنٍوا عّلّيًكٍمً أّّنفٍسّكٍمً لا يّضٍرٍَكٍم مَّن ضّلَّ إذّا اهًتّدّيًتٍمً }
قال: لم يأت وقتها بعد وإنما اذا رأيت شيئاً مطاعاً وهواء متبعاً وإعجاب كل ذي رأي برأيه فهذا زمانها الآن في الإعجاب بالرأي الاغترار بالرأي والاعتماد بالرأي الى آخره.
* يلحظ قلة المخزون لدى بعض العاملين في الحقل الدعوي، حيث نجد أن البعض ينحرف للفكر على حساب العلم الشرعي.
- لاشك أن معظم إن قلت خمسة وتسعين بالمائة من المشتغلين بالدعوة ليس عندهم رصيد علمي يؤهلهم للتكلم والكتابة والفتوى والنقد والتوجيه وهذا ما عليه اكثرهم وهذا كما قلت يخالف ما كان عليه سلف هذه الامة بل ويخالف نصوصاً من القرآن والسنة تضمنت هذه المعاني.
* في الآونة الاخيرة كثرت تفاسير الرؤى خاصة ما يتعلق في الأمور الجارية في الساحة الإسلامية.. فهل ترون أن ذلك ظاهرة صحية؟
- كثرة المؤولين ليست ظاهرة صحية وليس امراً محموداً أن يتبنى الرؤية فلان وفلان ثم يخرج على شاشة التلفاز او المذياع او يجلس بين الناس او على الهاتف ويقول أنت سيحصل لك كذا وكذا يعني جزم كأنه يوحى إليه من الخطأ والمبالغة وان ينصب الإنسان نفسه لهذا الامر ففي المجلس الواحد يؤول الثلاثين او اربعين رؤيا فهذا من الامور غير المعروفة عند السلف وليس امراً صحياً.
* يلاحظ ان بعض الناس لا يعون حقيقة الخطر المحدق جراء ارتكاب بعض الاعمال الارهابية فبذلك يخوضون في تحليلها والكلام عنها وربما يصل الامر الى اصدار فتاوى مصيرية.. ماهو تعليقكم؟
- في الحقيقة الامر عند اهل العلم قاعدة وانه لا يترك اليقين بالشك يعني اذا حصل عندك امر يقين لا تنتقل الى الشك ثانياً لا ينتقل من اليقين الى الامر المضمون ثالثاً لا ينتقل من الامر المتيقن الى الامر المحتمل وهؤلاء الذين يؤولون ويحللون ما حصل من مخالفات شرعية ومخالفات وطنية غير ذلك هؤلاء يؤولون ويحللون ويبررون الى آخره، هؤلاء عندهم غبش في عقيدتهم في منهجهم عندهم غبش في فهم الامر وعندهم ايضاً ان شئنا ان نزيد نقول عندهم توجه واعجاب بهذه الامور ولكنهم كأنهم يأملون خوفاً من ان يحاسبوا او يساءلوا عن هذا الامر والا فالذي يعتدي على الارواح وعلى الاموال وعلى الابدان مهما كان تأويله ويزعج الآمنين ويتعدى على من لا يجوز التعدي عليه من مسلمين وكفار ويتخطى سلطة ولي الامر وعدم الاعتراف بولي الامر وان طاعته في هذه الامور غير واجب كل هذه من الامور التي ادت بهؤلاء الى التأويل، يؤولون ويبررون ويقولون هؤلاء معذورون هؤلاء يريدون الجهاد هؤلاء مغرر بهم يعني الاسلام امرنا ان نترك شيئاً واضحاً ويقيناً، وننتقل منه الى الشك او الى الظن او الى محتمل او نأخذ بالامر الظاهر هذا انسان سفك الدماء واتلف الاموال وروع الآمنين واحدة من هذه تكفي في تجريمه واعطائه ما يستحقه شرعاً بغض النظر عن التأويلات هذه لا تجدي على اهلها شيئاً وإذا كان شيء منها صحيحاً فنحن لنا الظاهر وهذه الامور الداخلية والسرية هذه لهم هم ليست لنا.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved