سواليف
شين وقوي عين
فوزية بنت ناظر النعيم (*)

حصيصة المسكينة أمها ماتت وهي في عمر خمسطعش سنة وعاشت مع مرت أبوها ميثاء اللي خلتها شغالة بالبيت. ما تصدق حصيصة يأذان العشاء عشان تصلي وتنام وحيانا بعد تصليها مع الفجر وتقعد ساعة على السجادة تدعي على مرت أبوها.. أبوها يوم شاف الوضع رأف بحالة بنيته اليتيمه وقدم على شغالة أندنوسية وقامت مرت الأبو ورقت البنت شوي وصارت مساعدة شغالة.. المهم عاد حصيصة راقت شوي وتفرغت لنفسها وبدت تجلس عند المرايه كثير وتحط أحمر الشفايف والظل البرتقالي يعني باختصار حصيصة اكتشفت أنها بنت مزيونه ولازم تهتم بنفسها شوي لأنها بعين الزبون.. وذاك اليوم وحصيصة بالبيت لحالها وقاعدة قدام المرايه تحورف بروحها لين صار وجهها كنه كراسة بنت أولى ابتدائي وعقب ما كانت شغالة عند مرت أبوها صارت تحط رجل على رجل وتنادي «يانور» جعلك الوجعة وين الشاهي؟ سبحان مغير الأحوال!!! المهم دق التلفون وراحت حصيصه تركض وترد بكل ميااااعة البنات الوووو... قالها الله يا حلوك.. طارت عيونها وسكرت السماعة من الفجعة وراحت تركض للمرايه.. يمه وش دراه أني حلوه.. أكيد عنده كاشف «الله يخس أبوالدباشة.. وش دخل الكاشف» البنيه قامت ترقع الطبوله في صدرها وشكل قلبها يمشي بمعدل 180 في الساعة وقطع خط القصيم المدينة رايح جاي في 3 ساعات «والله يالبنات مخفة وممكن توقع من أول كلمة» المهم دق التلفون مرة ثانية وما صدقت حصيصة شالت الجهاز بكبره عند اذنها عشان تتأكد لين خرق الرنين طبلة بطينها الأيسر «رفعت السماعة وبكل دباشة قالت وش تقصد.. فيه أحد يشيل السماعة ويقول وش تقصد استدركت بسرعة وقالت أسفه قصدي الووووو وبنفس النغمة لين الولد بدأ يمشي ويكلم نفسه.. قالها لحظة الله يخليك لا تصكين السماعة تراني ما اتحمل.. البنية جاهزة يا عمري.. أصلا من زمااان هي تدور على أحد يسليها ويحسسها بقيمتها.. قالت طيب بس أخاف أبوي يرجع من الدوام ويشوفن أكلم.. قالها لين جا أبوكي قولي أكلم صديقتي صالح.. قصدي صالحة قالت والله فكرة جهنمية ما عندي مانع.. طيب وش اسمك.. أنا اسمي هدى ويدلعوني منيرة «بدينا بالكذب يا حصيصة» قالها وأنا عبدالله ويدلعوني «عوعو» يمه هذا دلع وإلا فيلم رعب.. ليش خفتي يا عمري أنا بس قصدي اضحك أنت هبلتني والله أني من الخرعة تخيلت مرت أبوي داخلة علي بعصى المكنسة.. قالها تخسي مرت أبوك والله لو تمد يدها عليك أني لأكسر ضلوعها هي ورجالها.. المهم تطورت المسألة وصارت حصيصة تسهر الليل على التليفون وذاك الليلة المسكينة شكلها تعبانة ونامت وهي تكلم «عوعو» والسماعة على أذنها.. «عوعو» اكتشف ان الشكمان مكسور وان حصيصة تعزف أنواع الموسيقى حتى دخل نغمات لجواله والباقي سجلها على شريط كاسيت.. ارتفعت وحدة من النغمات بسبب انغلاق المجرى التنفسي وقامت حصيصة مذعورة وقالت الو السلام عليكم. مين معي.. قالها أنا عوعو يا عمري.. ليش يا عوعو تأخرت تعبت وأنا انتظر «ما درت هالمخفة أنها كانت تكلمه ونامت على التلفون» قالها أنا ودي أسمعك شيء.. وفتح على الشخير اللي سجله لها.. يوم خلص.. قالها وش رايك «قالت وشو هذا مصنع وإلا حظيرة دواجن.. قالها لا هذي نغمات جوال جديدة المهم «عوعو» وده يشوف حصيصة بأي وسيلة وعرض عليها الفكرة قالت طيب.. إذا طلعوا كلهم الصبح أبدق عليك عشان تمر من عند البيت وتشوفني مع الدريشة.. قالت طيب.. هذي والله النشبه يا حصيصة وشلون بتوقفين على الدريشة وأنت شيفه الشيف وش بيقول.. فكرت حصيصه. وأخير كلمت بنت خالتها «سويره» وشرحت لها الوضع وطلبت منها تجي توقف بالدريشه عشانها مزيونه وكلها ملح.. وشكل «سويره» من زمااان ودها تستعرض ووافقت على طول.. المهم ذاك الليلة ما نامت حصيصه ولا عوعو من الونااااسه «أغداً اللقاك.. يا خوف فؤدي من غدي» عوعو تكشخ كنه يبي يعرس بعز الضحى.. والمسكينه حصيصة جابت بنت خالتها ورزتها بالدريشه.. وهي وقفت عند الباب وفتحته شوي عشان تشوق المزيون إذا اقبل.. وجا أبوعابد ما فيه كريم ما حطة في وجهه وصار يلمع مع الشمس كنه خبز تنور رفع رأسه للدريشه وانخرش الرجال ولمح الباب وهج راح يركض للبيت عشان يكلمها يوووه يا هدى ما تخيلت إنك حلوه بها الشكل وقعد ساعه يوصفها شعرك كنه الليل وعيونك كنها عيون بسكال وفمك كنه حبة كرز وخشمك كنه سلة مهملات.. قصدي سلة سيف.. البنت صارت كنها عصفور طايحن بالماء وعلى بالها إن كل هالمدح فيها موفي بنت خالتها «سويره» ويوم خلص من المدح والبنت ساحت قالها بس بقولك شيء.. شغالتكم الشيفه اللي واقفة عند الباب لا عمرها تفتح الباب أبد.. وقامت حصيصه تلفت من الفشيلة وبكل دباااشه قالت أنا شغالة يا حمار لا وبعد شيفه الولد أنفجع وعرف أنها خطه.. قال الله يحوم سبدك هذي انتي يالمطفوقة ومنين كل هالشين جايبته.. قالت هالمسكينة وهي تبولع ريقها أهم شيء الأخلاق وإلا الزين أغسال أيدين والحمد الله أخلاقي ما تسمح لي أتكلم مع واحد صايع مثلك ما همه إلا الزين ولا يفكر بالأخلاق.. وش رأيكم؟!!!!