Friday 10th october,200311334العددالجمعة 14 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

روسيا لن تزود إيران بالوقود النووي ما لم تلتزم بإعادة المستنفد منه روسيا لن تزود إيران بالوقود النووي ما لم تلتزم بإعادة المستنفد منه
موسكو تعرب عن قلقها من الهجوم الإسرائيلي ضد سورياوإيفانوف لا يعتبر الإعلان عن الصواريخ الإستراتيجية تهديداً

  * موسكو سعيد طانيوس:
أعربت موسكو عن قلقها لقيام سلاح الجو الإسرائيلي بقصف الأراضي السورية.واعتبرالكسندر ياكوفينكو الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية «ان مثل هذه الأفعال ستقود إلى توسيع الإطار الجغرافي للمواجهة وتنطوي على انجرار بلدان أخرى إليها، ويمكن أن تقود إلى عواقب مأساوية أكثر بالنسبة إلى المنطقة المشحونة بالتوتر أصلا وكذلك بالنسبة إلى الأمن الدولي».
وقال ياكوفينكو إن تطور الأحداث في الشرق الأوسط يثير قلق موسكو وجزعها أكثر فأكثر، لا سيما بعدما «قصف الطيران الإسرائيلي لأول مرة خلال أعوام طويلة الأراضي السورية في منطقة قريبة من دمشق حيث يجري حسب المزاعم الإسرائيلية تدريب مقاتلي المنظمة المتطرفة «الجهاد الإسلامي».واضاف، ومما يثير قلق موسكو ايضا ورود أنباء عن احتمال تنفيذ إسرائيل لعمليات جديدة ضد الإرهابيين في أي مكان كانوا، لذلك «نحن ندعو كافة أطراف النزاع بإلحاح إلى إبداء أقصى قدر من ضبط النفس والعمل بصورة موزونة ومسؤولة من أجل الحيلولة دون تصعيد العنف وتفادي اضطراب الوضع في المنطقة الذي من الصعب تصور نتائجه المأساوية».
وأكد الناطق على ان استمرار تصعيد حدة التوتر في الشرق الأوسط يتطلب من المجتمع الدولي القيام بأفعال نشيطة أكثر.
وقال ياكوفينكو «من المهم الآن استمالة أطراف الأزمة إلى التعجيل بإنهاء المواجهة واستعادة العملية السياسية التي يجب ان تكون غايتها النهائية إجراء تسوية شاملة في المنطقة».
وترى موسكو ان من الواجب قبل كل شيء فتح الطريق أمام تنفيذ خطة «خارطة الطريق» التي تعتبر الصيغة التي لا بديل لها لمعالجة الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية.وفي الختام قال ياكوفينكو «يجب على الفلسطينيين والإسرائيليين استئناف الحوار والشروع بتنفيذ التزاماتهم المنبثقة عن هذه الوثيقة».
وجاء هذ الموقف الروسي في الوقت الذي بدأ فيه وزير الخارجية اللبناني جان عبيد زيارته إلى موسكو مستهلا اياها بلقاء شخصيات دينية أرثوذكسية وإسلامية، حيث التقى الشيخ راوي عين الدين رئيس مجلس المفتين في روسيا والأرشيمندريت نيفون رئيس بعثة كنيسة انطاكية الأرثوذكسية بموسكو وقام بزيارة كاتدرائية المسيح المخلص.
وسيلتقي الوزير عبيد أثناء زيارته إلى موسكو التي تستمر من 5 إلى 8 تشرين الأول/أكتوبر وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما وديمتري روغوزين، بالإضافة إلى اجتماعه بالسفراء العرب في موسكو.
وكان الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية قد اعلن أن الاهتمام سيتركز خلال المباحثات التي سيجريها عبيد مع المسؤولين الروس على تجاوز الأزمة الراهنة في الشرق الأوسط.
وقال ياكوفينكو ان «روسيا تدعو وكذلك لبنان إلى اتخاذ خطوات منسقة عاجلة من أجل تطبيع الوضع واستعادة عملية التسوية السياسية على أساس تنفيذ خطة «خارطة الطريق».
وسيناقش عبيد أيضا الوضع المحيط بالعراق ولاسيما دور هيئة الأمم المتحدة في حل مشاكل البلاد بعد الحرب.
إلى ذلك، اعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف لدى وصوله إلى كندا في زيارة رسمية ان بلاده لن تقوم بتزويد مفاعل بوشهر الذي تبنيه في ايران بالوقود النووي قبل توقيع طهران على بروتوكول تتعهد فيه بإعادة الوقود النووي المستنفد إلى روسيا، ورجح المراقبون في العاصمة الروسية ان يكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد اتفق مع نظيره الأمريكي جورج بوش اثناء القمة الاخيرة التي عقداها في كامب ديفيد، على قيام الكرملين بارسال اشارة قوية إلى ايران تفيد بعدم السماح لها باستغلال التعاون النووي معها من اجل تطوير قدراتها النووية العسكرية مقابل كف واشنطن عن مطالبة موسكو بالتخلي عن تعاونها النووي المخصص للاغراص السلمية مع إيران.ووجه وزير الدفاع الروسي اللوم إلى دول الغربية متهما اياها بممارسة «معايير مزدوجة» فيما يتعلق بالتعاون مع إيران. وقال للصحفيين الذين يرافقونه في زيارته لكندا ان عددا من الدول الأوربية يقوم بتوريد مواد إلى إيران تحظرها كل الأنظمة الدولية، مثل أجهزة الطرد المركزي التي وجدت طريقها إلى إيران والتي تحظر الوكالة الدولية للطاقة النووية تصديرها لانها قد تستخدم لإنتاج السلاح النووي. وأكد ايفانوف قائلا انه لو قامت روسيا بتصدير مثل هذه السلع لتعرضت لعقوبات صارمة للغاية.
وأكد ايفانوف قائلا اننا نتمسك بالخط الرامي إلى الامتثال إلى قواعد السلوك الصارمة التي تفرضها الوكالة الدولية للطاقة النووية. ولن يبدأ توريد الوقود النووي إلى بوشهر إلا بعدما توقع إيران البروتوكول حول إعادة الوقود النووي المستهلك إلى روسيا.
واضاف اننا نعارض بحزم انتشار الطرائق التكنولوجية التي من شأنها ان تؤدي إلى صنع السلاح النووي، إلا ان إيفانوف قال اننا نعتبر محاولات إجبار روسيا على التنازل عن التعاون مع إيران في مجال الطاقة النووية منافسة عديمة الذمة، أما تغلغل الطرائق التكنولوجية التي يمكن، فعلا، ان تستخدم في انتاج أسلحة الإبادة الجماعية الى إيران فإنه يتنافى مع مصالحنا الوطنية.
ووصف ايفانوف إعلان الرئيس الروسي يوم الخميس الماضي عن امتلاك روسيا لصواريخ استراتيجية جديدة من طراز «أو.أر.- 100 أن - أو.ت.ت.خ أ.» التي يعلن عنها لاول مرة، بأنه إشارة تستهدف لا الجمهور في داخل البلد وحسب بل وخارجه أيضا.وقال الوزير ردا على سؤال حول أسباب اختيار هذا الوقت بالذات لهذا الإعلان، بأن الهدف من هذا الإعلان هو تكذيب الشائعات حول الوضع المتأزم الناشب في القوات النووية الاستراتيجية الروسية وكذلك الادعاء بان هذه الصواريخ تعود إلى عهد ما قبل الطوفان وتشكل خطرا على الجيش الروسي نفسه، لكن الوزير ايفانوف أكد مع ذلك أن إعلان الرئيس بوتين بهذا الخصوص لا يحمل في طياته أي تهديد عدواني. وقال ان ما من أحد يستعجل وضع هذه الصواريخ في الخدمة القتالية، إذ ليس «في نيتنا تعدي الحدود التي وضعتها معاهدة عام 2003 حول الأسلحة الاستراتيجية الهجومية ولكن الاحتياطي الموجود يتيح لنا فرصة التقاط الأنفاس وتركيز الاعتمادات المخصصة للتسلح على تطوير أنظمة جديدة مبدئيا».وشدد ايفانوف قائل ان «علينا أن نتطلع إلى المستقبل لفترة 20 أو حتى 30 عاما».
وردا على سؤال حول ما إذا كان الغرب يرى في هذا الاعلان تهديدا له؟ أعلن ايفانوف أن ردود الفعل الأولية لا تدل على أن تصريح الرئيس بوتين يفسر كتهديد.
وعلاوة على ذلك، فإن أي معاهدة هي شارع ذو اتجاهين، على حد قوله، وأعاد إلى الأذهان أن المعاهدة الثانية حول تقليص الأسلحة الاستراتيجية الهجومية (سالت-2)والتي وقعتها روسيا مع الولايات المتحدة في عام 1993 لم يبدأ تنفيذها حتى الآن في حين لا تتطرق المعاهدة حول الأسلحة الاستراتيجية الهجومية إطلاقا إلى قضية العودة إلى القدرات السابقة.
وأكد قائلا: ما دامت المعاهدة لا تمنع ذلك فان خطواتنا في هذا المجال تعتبر مشروعة تماما. وكان ايفانوف قد وصل اليوم إلى كندا في زيارة رسمية تستغرق يومين يجري خلالها مفاوضات مع نظيره الكندي، جون ماككال، تتناول قضايا التعاون الثنائي بين الوزارتين وكذلك القضايا الملحة الخاصة بالأمن الدولي.على صعيد آخر، فاز مرشح الكرملين إلى الانتخابات الرئاسية الاولى التي اجريت امس في الشيشان لاول مرة منذ استعادة موسكو السيطرة على هذه الجمهورية القوقازية المتمردة، وافادت المعطيات الاولية التي اعلنت ظهر اليوم ان رئيس الادارة الشيشانية المعين من قبل الكرملين، أحمد قاديروف، حصل على نسبة 1 ،81 بالمائة من الأصوات في انتخابات رئيس جمهورية الشيشان. أعلن عبد الكريم ارساخانوف رئيس اللجنة الانتخابية الشيشانية في مؤتمر صحفي عقد في غروزني، ان قاديروف حصل على أصوات 315 ألفا و305 ناخبين. وقال «يعتبر قادروف الفائز بصورة مطلقة ولا يمكن ان يلحق به أي واحد من المتنافسين على منصب الرئاسة».
وفيما رحب الرئيس بوتين بنتائج هذه الانتخابات والمشاركة العالية للمواطنين الشيشان فيها. معتبرا انها تفتح عهدا جديدا للجمهورية الشيشانية ضمن الاتحاد الروسي، اعلن وزير الداخلية الروسي بوريس غريزلوف أنه تم إبطال مفعول 13عبوة ناسفة في الشيشان قبيل بدء الانتخابات اثناء الاجراءات الامنية المشددة التي تم اتخاذها لضمان أمن هذه الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم أمس في الشيشان، وقال ان 42 نائبا من نواب الدوما وأعضاء مجلس الاتحاد، و129 من ممثلي وسائل الإعلام والعديد من المراقبين الدوليين شاركوا في مراقبة سير هذه الانتخابات..

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved