مصرع ضابطي شرطة في غروزني في أول عملية تعقب الانتخابات هناك!

* موسكو - سعيد طانيوس:
لقي ضابطان من الشرطة الشيشانية الموالية لموسكو مصرعهما في العاصمة الشيشانية غروزني، في أول عملية من نوعها تعقب الانتخابات الرئاسية التي اجريت الاحد الماضي في هذه الجمهورية القوقازية المتمردة وفاز فيها مرشح الكرملين رئيس الادارة المعين، احمد قديروف، وسط تشكيك كبير بنزاهة وديموقراطية هذه الانتخابات.
وذكرت متحدثة باسم وزارة الداخلية الروسية أن مجهولين اطلقوا النار بالرشاشات على سيارة للشرطة كانت متوقفة في شارع جوكوفسكي فقتل رئيس قسم حفظ النظام العام لفصيلة الشرطة المتنقلة ونائبه.
وفيما وصفت الخارجية الروسية انتقادات المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ريتشارد باوتشر بشأن عدم نزاهة وديموقراطية الانتخابات الرئاسية في الشيشان بأنها نابية وغير صحيحة. دعا السفير الروسي في الولايات المتحدة، يوري أوشاكوف، واشنطن للتخلي عن نمط التفكير القديم على صعيد العلاقات بين البلدين، وقال في مقال نشرته صحيفة «واشنطن بوست» ان اللقاء بين الرئيسين فلاديمير بوتين وجورج بوش مؤخرا في كامب دفيد أظهر أن العلاقات الأمريكية الروسية تستمر في التعزز، وان تفاهما رائعا نشأ بين الرئيسين على الرغم من ان آراءهم قد لا تلتقي في جميع الأحيان، غير انه اضاف قائلا انه من دواعي الأسف انه ليس الجميع في روسيا والولايات المتحدة يشاطر الرئيسين موقفهما هذا وليس كل مواطن في بلدينا مستعداً للقبول بالوقائع الجديدة، فالقوالب القديمة لاتزال تعيق الاستفادة القصوى من قدراتنا المشتركة على مكافحة الإرهاب وانتشار أسلحة التدمير الشامل وتحول دون الرد على التحديات الأخرى.
وساق أوشاكوف أمثلة على عقلية الحرب الباردة التي ما زالت سائدة في بعض الدوائر الأمريكية، فذكر خاصة، ان الموطنين الروس العاملين في سكرتارية الأمم المتحدة في نيويورك مطالبون، كما في السابق، بإشعار السلطات الأمريكية مسبقا بسفرهم خارج منطقة 52 ميلا حول مقر الأمم المتحدة، وضرب السفير أيضا مثل تعديل جكسون - فانيك الذي اقر عام 1974 من أجل المساعدة على حرية هجرة اليهود من الاتحاد السوفيتي، ولكن حرية الهجرة باتت عندنا أمرا واقعا منذ زمن بعيد وهذه الحقيقة لا تقبل الجدال، والمشكلة التي تواجه اليوم المواطنين الروس المتجهين إلى أمريكا لا تكمن في صعوبة مغادرة البلد وإنما في صعوبة دخول الولايات المتحدة بالذات. وفي سياق الحديث عن برنامج ناننا - لوغار الخاص بالتخفيض المشترك للخطر النووي تساءل أوشاكوف: لماذا يصورونه كنوع من الجائزة التي يمكن ان تمنح لنا أو لا تمنح؟ فمن البديهي ان هذا البرنامج لا ينفع روسيا وحدها وانما يفيد أيضا الولايات المتحدة والمجتمع العالمي بأسره.