|
| |
يدرك كل من يعمل في القطاعات العسكرية أن مستلزماته العسكرية من ملابس ورتب ونحوهما في أيدي أناس من جلدته فأمر له أهميته لكونه يشيع في نفوس هؤلاء شيئاً من الطمأنينة والاعتزاز والأمن أيضاً، من هنا فإن هذه المستلزمات العسكرية التي يقوم بتأمينها وبيعها أشخاص غير سعوديين والتي هي تمثل الزي الرسمي لكل قطاع عسكري، أن تكون هذه في أيدٍ غير سعودية يدخل في نفس المنتمي للمجال العسكري شيئاً من عدم الرضا وربما الإحساس بعدم الأهمية مع كون هذه المستلزمات مما له صبغته الرسمية التي يجب ألا يقوم عليها غير سعودي بل لابد أن يتولاها سعوديون يحافظون عليها ويسألون عنها.
ولعلك تسأل عن هذا المذهب الذي أومئ إليه بهذا البيت، وأقول لك إنه ذمم أولئك الرجال من السعوديين الذين سجلت بأسمائهم هذه المحلات. ولقد كثرت الأحاديث عن السعودة منذ تكشفت مساوئ البطالة التي شكا منها الشباب ذكوراً وإناثاً، واستجابت الدولة لتلك الأصوات فسنت النظم والقوانين لذلك لكن أين التطبيق؟ إن أرباب الأعمال والأموال يأبون إلا أن تتضخم مكاسبهم ولو على حساب المصلحة العامة فأين روح المواطنة؟ ثم أين هي المراقبة التي يمكن عن طريقها تطبيق ما سنته الدولة من أنظمة، إن الناس أسرى لما ألفوا ما لم يفرض عليهم تطبيق النظام حتى يألفوا العمل به، والكسالى الذين يعيشون على حساب مصالح الآخرين ليس النظام بمسؤول عنهم، وليس المجتمع بمسؤول عنهم أيضاً، ثم هم لم تقع عليهم معضلة أو خسارة فنفتش عن المسؤول عن ذلك، وإنما هي مصلحة فردية نفتش عن طريق تحقيقها، بل نفتش عن طريق تطبيق حلول مشكلاتها. القضية إذن قضية تطبيق لما سنته الدولة من نظام، فمَن المسؤول عن تطبيق هذا النظام؟ أرباب ميادين العمل، أم المراقبون؟ أم مَن؟ سؤال يبحث عن جواب فهل من مجيب؟.... والله من وراء القصد. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |