Tuesday 7th october,2003 11331العدد الثلاثاء 11 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

2-11-1390هـ الموافق 29-12-1970م العدد 325 2-11-1390هـ الموافق 29-12-1970م العدد 325
كلمة الجزيرة
مؤتمر كراتشي.. ورابطة العقيدة...

منذ أن اشرقت دعوة محمد صلى الله عليه وسلم على العالم أجمع من منطلق الرسالات وارض النبوءات جزيرتنا العربية والفتن تتقلص وحرمة الاموال والانفس تصان بعد أن كانت هذه الجزيرة مسرحا للاقتتال ومرتعا لانتهاك الحرمات، فلم تكن رابطة الدم واواصر القربى من قبلية او عائلية كافية لتجنيب الامة العربية المكاره والمآسي الى أن نزلت شريعته السماوية الطاهرة شاملة كاملة عن كل نقص او قصور مستوعبة ما جد ويستجد في مستقبل البشرية من وقائع موفرة الحلول لجميع مشكلات البشر ما اقترن بالنمو الطبيعي او بظروف العلم الحديث من مبتكرات ومخترعات جرح بها الانسان خد القمر الوضاء من خلال طموحه العلمي، فشريعة الله سائدة رائدة في هذا الكون تشد الانسان بأخيه الانسان بأقوى رابطة هي رابطة الدين والمعتقد، لا فرق بين ابناء هذه العقيدة لا من حيث الجنس او اللون او اللغة او النسب فالكل سواسية كأسنان المشط.
ولقد واجهت دعوة الفيصل لمثل هذا التجمع الاسلامي الفذ معارضات عدة وتنكب جلالته المشاق في سبيلها وقام برحلات طويلة في الشرق والغرب ولم تثن عزيمته المعارضات والمصاعب شأن كل مخلص مؤمن بالله عاملا لخير امته الاسلامية وخير الانسانية جمعاء للعمل على خلق ظروف احسن لدعم السلام في العالم.
وقد وجدت اول غرسة نمت لهذه المنظمة الاسلامية في مؤتمر الرباط وتعمقت جذورها على ارض الجزيرة وفي جوار الكعبة المشرفة في مؤتمر جدة بعد حج العام الماضي.
واليوم ونحن نتطلع الى مركز مؤتمر كراتشي تملأ نفوسنا الغبطة وتشرئب اعناقنا لما سيحققه هذا اللقاء على صعيد المحبة والثقة من قرارات جريئة للتصدي لجميع القضايا الراهنة ولعل اهمها ما يعانيه اخوة مسلمون من تنكيل واستفزاز لمشاعرهم وتعرض لمقدساتهم على ارض القدس الجريحة.
ولعل في مساندة العالم الاسلامي لاخوتنا في العروبة ما يعيد الى نفوسهم الطمأنينة الى مساندة من اقصى شرق آسيا واقصى غرب افريقيا لا تقربهم لهم رابطة من دوم او لون او لغة وانما هي قرابة مبنية على عقيدة ازلية سمحة لا تزعزعها افكار مستوردة ولا عقائد شاذة.!
ولقد مر ابناء العروبة بتجارب عديدة من خلال الاحداث التي اجتاحت منطقتهم وهزت كياناتهم اعاصيرها العاتية كاختبار لاراداتهم وامتحان لايمانهم، ولقد راح ضحية ذلك من خدعتهم الشعارات الضالة والوعود الكاذبة فاعتنقوا على اساسها مبادئ دخيلة وترسموا طرقا معوجا في معالجة مشكلات العصر بعيدة عن عقيدتنا الاسلامية ومبادئها السليمة، فتفرقت بهم الطرق واستبدت بهم الحيرة الى أن قيض الله لدعوة الفيصل الاستجابة من الجميع والقى المناوئون آخر شحنة من عبواتهم للتصدي للدعوة الصادقة.. فالتأم الصف ورتق الفتق وظلل الجميع سقف هذه المنظمة الوليدة ولم يعد لها مكابر او مناوئ، ولسوف يحقق هذا التآخي مولد كتلة ثالثة في العالم نصيرة للسلام داعية للخير في ربوع المعمورة صامدة امام العابثين بأمن البشرية مقتلعة كل ما يهز الضمير ويقلق امن الانسان، ولسوف يرعب اسرائيل ومن يعبث بأمن الشعوب في شرقنا العربي وفي كل مكان من العالم الثالث والله ناصر من ينصر دينه ويعلي كلمته.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved