Friday 3rd october,2003 11327العدد الجمعة 7 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رياض الفكر رياض الفكر
تنقية الشوائب
سلمان بن محمد العُمري

يبدو أن المسلمين تقاعسوا كثيراً في تجلية حقائق ديننا ربما كان من الخير لنا أن نصاب ببعض التحديات التي تجعلنا نقرأ كتاب ربنا من جديد، وسنة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - بعين منفتحة على طبيعة الأموردون أن نتعسف في فهم النصوص ودون أن نتفهم سنن الله ونتيجة لتخلف المسلمين لعدة قرون ظهر من حاولوا فهم القرآن الكريم دون أن تتوافر فيهم الشروط التي تؤهل لهذا الفهم السليم، وتؤهل للفقه الصحيح، ففهم كتاب الله الفهم الذي تنبني عليه أحكام، وتنبني عليه قواعد، وتنبني عليه سلوكيات لا بد له من متخصصين يفقهون لغة القرآن الكريم، ويعلمون دلالات الأحكام، وحقائقها، وما بين كناياتها واستعارتها ومجازاتها وما إلى ذلك، ويفهمون اللغة العربية، ويفهمون علوم القرآن كلها من ناسخ ومنسوخ وعام وخاص أو مطلق ومقيد ومحكم ومتشابه وأسباب نزول وغير ذلك.
وإننا إذ نحمد الله الذي يحمد على كل حال أننا أصبحنا الآن نعمد إلى الفقه الصحيح لكتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم ولعله من الأمور الحسنة جداً أن تبادر وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لتنفيذ برنامج وطني شامل لرد الغلو وآثاره، وأن تنظم ندوة عن «أثر القرآن الكريم في تحقيق الوسطية ودفع الغلو» على هامش مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم في مكة المكرمة.
ويأتي ذلك في سبيل تنقية ما شاب بعض فقه الناس لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من بعض غير المؤهلين وبعض المتعجلين الذين يجتزئون النصوص ويفهمونها وفق الذين يقعون في شركٍ عظيم حين يجعل الواحد منهم نفسه دولة، ويجعل نفسه قضاء، ويجعل نفسه سلطة منفذة ليعطي نفسه كل شيء ليقوم بالاغتيالات أو بالقتل أو بأية وسيلة من وسائل الإيذاء، مع أن المجتمعات تقوم على قواعد، وعلى ركائز، ولها أنظمة، ولها جهات معنية لا بد أن تُحْتَرَمَ، ولهذا كنا نعجب من تركيز سيد الخلق نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - على أحاديث الطاعة حثه - عليه الصلاة والسلام - على السمع والطاعة لولاة الأمر، ما أقاموا الصلاة حتى لا تقع مثل هذه الفتن، والآن نرى في أعيننا صدق ما أخبر به رسولنا - عليه الصلاة والسلام - حين جاءه أحدهم قائلاً: اعدل فقال له الرسول ويحك من يعدل إذا لم أعدل، وكان هذا من بدايات الخروج والخوارج،
وقال الرسول المصطفى لهذا الشخص يخرج من ظهره من تحقرون صلاتكم عند صلاتهم يقرأون القرآن لا يجاوز تراقبهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، إنهم أسرع الناس خروجاً عن دين الله، ذلك لأنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية،
ويعطون أنفسهم حقوقاً ليست لهم، ويختصرون كل وسائل التنفيذ ووسائل الفقه ووسائل التشريع لأنفسهم، وهذه مرحلة استعلائية لا تجوز لمسلم.
ولا شك أن دور العلماء والمؤسسات الإسلامية المعتبرة مهم في هذه المرحلة لبيان حقيقة الإسلام فيما يتصل بمواقف الغالين والمنقادين، ويجب على الجميع عدم التواطؤ على الأخطاء أو الانحراف عن جادة السلف، ولا نرضى بوضع الأمة الإسلامية في الخندق،
ولكن ليس طريق الإصلاح طريق تدمير، وهذا طريق يمكن أعداء الإسلام أكثر ويعطيهم ذرائع وحججاً لاغتيال بلاد المسلمين بلداً بعد بلد فعلينا الصبر والتعقل والأناة والفقه الصحيح، ودخول البيوت من أبوابها واللجوء إلى أهل الاختصاص وإلا أصبحت الأمور فتنة عمياء، وكما قال صلى الله عليه وسلم «فتن يحار فيها الحليم»، وهذا يكون من النذر التي نخرب فيها بيوتنا بأيدينا ونعوذ بالله من هذا المصير.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved