Friday 3rd october,2003 11327العدد الجمعة 7 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

« شواطئ » في رحلة قنص « شواطئ » في رحلة قنص
الطيور المهاجرة على موعد مع «الساكتون»!

  * إعداد- فهد الضبعان:
تعبر ارض المملكة هذه الايام اسراب الطيور المهاجرة في رحلتها الاولى قادمة من شمال روسيا والدول المجاورة لها باتجاه افريقيا وهذه الطيور امثال «الخضاري، طيور الماء، الصفاري، الرهو، القميري والاخير يعتبر المطلب الاول لهواة الصيد حيث يستعد له الآلاف لاستقباله في رحلات جماعية وخاصة في العطل الاسبوعية وقد رافقت شواطئ بعضاً من الهواة في رحلاتهم واخذت بعضاً من المواقف والآراء.
في البداية تحدث الينا الاخ ابو خالد الذي قال بأنه من عشاق هذه الهواية منذ زمن بعيد و«كنا نصيده «بالنباطة» وهي المصنوعة من خشبتين صغيرتين ونربط فيها مطاطين من لستك الهواء نجعل في اخره دائرة مطاطية نضع فيه الحجر ثم نسحبه للخلف ونتركه يتجه بقوة صوب الطائر اما الان فإن البندقية الهوائية أو ما تسمى الساكتون هي السلاح المستخدم واضاف بأن له ما يزيد على 15 عاماً وهو يتبع هذا الطائر في رحلة الشمال والجنوب اضافة إلى هواية المقناص «بالصقور» التي سنستعد لها قريبا وعن المحصول اليومي من هذا الطائر والطيور الاخرى قال بأنه هو وزملاؤه لا يسرفون حيث يحصلون على ما يكفيهم في وجبة الغداء والعشاء من كل يوم».
وتحدث لنا الاخ نواف الجدي صاحب مزرعة فقال بأنه هو وزملاؤه يتخذون من المزرعة سكناً لهم في ايام الهجرة لاستقبال هذا الطائر المميز بلحمه الشهي لحلاوة مذاقه واضاف الجدي بأن الدخل والرهو والقميري مطلبهم اثناء ايام الهجرة التي تستمر لمدة شهر تقريبا يتركون خلال هذه الايام اللحوم بأنواعها كل ذلك لاجل ان يتلذذوا بلحوم هذه الطيور التي تمر مرتين بالسنة في بلادنا.
وأضاف بأن اصحاب المزارع يتعرضون لمضايقات واحراجات من بعض الهواة مثل دخول السيارات الى المزرعة ويتلفون المحاصيل الزراعية مسببين خسائر كبيرة لهم أو متعمدين كسر الباب أو كسر الشبك المحيط بالمزرعة بسبب ان يأخذوا طائراً «ما» اصطادوه والمفروض ان يأتوا إلى الباب الرئيسي ويطلبون الاذن بالدخول فهناء لا نمانع اطلاقاً وبالعكس نرحب بهم ونعطيهم ما يريدون وما يطلبون من مياه وفواكه فالرزق من الله سبحانه فأنا في مره من المرات خرجت من مزرعتي فإذا بشاب واقف ينتظرني فلما اتيته قال استأذنك بالدخول لاخذ طائر«وقع» في احدى زوايا المزرعة فرحبت به واسكنته في المبنى طيلة يومين كاملين لانه من خارج المنطقة وهذه دعوة اوجهها عبر شواطئ لهواة الصيد بعدم العبث بالمحاصيل والابواب والاسوار لأنها كلفت الآلاف وليأتوا لنا لندخلهم مع الابواب الرئيسية ضيوفاً اعزاء.
أما نواف الهديب فقال بأنه يستقبل هذه الطيور فور وصولها ارض المملكة فعندما تكون الهجرة من الشمال فإنه يتجه هو وزملاؤه نحو شمال المملكة أما عندما تكون الهجرة من الجنوب فإنهم يذهبون الى السواحل امثال ينبع وضباء واضاف بان هذا الطائر «محبوب» من الجميع محبه خاصة.
واضاف بأن هذه الطيور تأتي اسراباً كبيرة تسير بالليل وهذه حكمة ربانية وعندما يقترب الصباح يهبط بالمكان الذي هو فيه ليستريح من عناء المسير فتجده في المزارع وفي البراري وفي اشجار الطلح والسدر أو يضطر الى الاختباء في الاحجار الكبيرة يبحث عن الظل ويطلق عليه الكثيرون «الطائر الغبي» لأنك تصطاد احدى هذه الطيور والاخر بجانبه ينظر اليك لا يحرك ساكناً حتى تصطاده هو الاخر وعن المصاعب التي يواجهونها قال ابن هديب بانهم لا يواجهون مصاعب في هواية ولكن ربما تقول بأن هناك من يواجه مصائب بالمعنى واقصد اصحاب المزارع التي شرحها زميلي الجدي واضيف عليها بان العاملين بها تتعرض حياتهم للخطر كثيرا بسبب الصحيح ان بعض الهواة يطلق ذخيرة بندقيته الهوائية باتجاه الطائر الذي لا يعلم ما خلف هذا الطائر فهناك اناس يسكنون المزارع وعمالة وابل واغنام وابقار واشياء كثيرة ربما تصاب بهذه الذخيرة من غير قصد والشواهد كثيرة واوجه الدعوة لجميع الهواة بأخذ الحيطة والحذر لأن السلامة مطلوبة في كل شيء.
وتحدث بدر الجدي عن طريقة الصيد فقال بأنهم يرقدون مبكراً ويصحون مبكراً لاداء صلاة الفجر ثم الافطار الخفيف ثم الذهاب إلى المزارع واشجار الطلح في الاودية لكونها تتكاثر الصباح ثم يعودون «الضحى» للراحة القليلة وانزال المحصول ليعد وجبة غداء من الزميل الموجود الذي عليه «السراء» في اعداد القهوة والشاي والغداء ثم يعودون لمواصلة البحث إلى ما قبل العصر قليلا ثم يعودون لتناول الغداء وهنا يكون الشخص مخيراً بعده بالذهاب أو الجلوس لأن الوقت الذي يوجد فيه الطائر بكثرة انتهى وهو الصباح الباكر أو ما بين الظهر والعصر.
أما الاخوة فهد العريفي، وفهد مرضي.. وفهد الجهز، ونايف العقيلي، وسليمان الفراج فإنهم اتفقوا على ان هذه الهواية المميزة جداً يتبعها آلاف من الناس من شرق المملكة وغربها والخليج فهي بالاضافة إلى كونها هواية فإنها ترويح عن النفس وتغيير لروتين الحياة المدنية وبعد عن الاضواء ولقاء اخوي لأصدقاء وزملاء ورحلة برية لاتلهيهم فيها مشاغل الحياة اليومية ولا يزعجهم منبه سيارة أو رنين هواتف ثابتة وجوالة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved