* تقرير - سامي اليوسف:
لم يكن النصر بحاجة لخدمات أو مساعدة رباعي التحكيم المؤلف من عبدالرحمن العمري (دولي) فايز كابلي، محمد الجهني، ورابع معتوق المالكي.. كي يتفوق على القادسية في استاد الأمير محمد بن فهد بالدمام في الأسبوع الرابع من الدوري الممتاز.
فالتشيكي الدكتور بيفارنيك مدرب القادسية لم يبخل على النصراويين بشيء وهو يقصقص أجنحة فريقه ويقدم الفوز على طبق من ذهب للنصر بتكتيك عقيم وتبديلات عجيبة..!
***
** منذ الدقيقة الأولى مارس الدولي العمري استفزازاً لمشاعر لاعبي وجماهير القادسية.. وبالمناسبة هي ليست المرة الأولى التي يذبح فيها العمري فريق القادسية أمام النصر من الوريد إلى الوريد، فلقد سبق أن فعلها قبل موسمين وعلى نفس الملعب.
وعندما قلت إنه من الدقيقة الأولى.. فإنني أعني حينما سمح الحكم بلعب فاول بالقرب من منطقة الجزاء للنصر ليشكل تهديداً خطراً على شباك القادسية وهجمة ناجحة أسهم في صناعتها العمري لمهاجم النصر عبدالرحمن البيشي.. فموضع الخطأ كان بالأصل قريبا عند خط المنتصف ويبعد ب (مترين) على الأقل من المكان الذي نفذ منه اللاعب النصراوي الخطأ..
***
** بخلاف ذلك.. فإن تساهل العمري مع الخشونة النصراوية بلغ حداً مكشوفاً للغاية.. فاللاعب النصراوي عندما يخاشن يقوم بلفت نظره شفهياً أو يأمر بمواصلة اللعب.. أما اللاعب القدساوي فالويل له.. فإن الإنذار والعين الحمراء بالمرصاد .. وهذا ما يسمى بالعرف (الكيل بمكيالين) بل إن إحدى اللعبات لم تكن تستوجب انذاراً لكابتن القادسية في الشوط الأول عند خطأ احتسب في منتصف ملعب القادسية .. راح العمري يشهر البطاقة الصفراء للرويعي بإيعاز من كابتن النصر إبراهيم ماطر.كريري وياسر القحطاني ومحسن الشهري كلهم لاعبون قدساويون تضرروا من الخشونة النصراوية.
حصانة الحارثي:
من حق مدافعي فرق الدوري السعودي في واقع الأمر.. أن يغبطوا مدافع وكابتن فريق النصر اللاعب محسن الحارثي فهذا اللاعب يمارس كل أنواع الضرب مع المهاجمين دونما رقيب أو حسيب.. أو حتى إنذار من حكم جريء يردعه عن ايذاء الخصم والتهاون مع القانون في مسألة تعريض سلامة اللاعبين في الملعب للخطر.. وكما فعل في مباراة ديربي العاصمة عندما أخرج نجم المباراة أحمد الحربي من الاستاد مباشرة إلى المستشفى حيث أصيب الأخير بكسر من جراء اللعب العنيف للحارثي الذي نفذ بجلده دون بطاقة صفراء على أقل تقدير من الحكم المجتهد علي المطلق وتلك كانت أبرز أخطاء هذا الحكم المتألق في المباراة.
فإن الكابتن النصراوي كرر فعلته ولم يتلق حتى إنذاراً شفهياً من العمري وكان الضحية هذه المرة (قلب القادسية النابض) سعود كريري تحديداً في الدقيقة (23) من الشوط الثاني حيث تعرض الأخير لضربة خطافية من الحارثي أسقطته على الفور أثناء هجمة قدساوية على مرأى ومسمع من الحكم العمري الذي اكتفى بعد خروج الكرة من الملعب باستدعاء الإسعاف لنقل اللاعب للخارج وظل اللاعب ينزف دماً من أنفه وأصر على إكمال المباراة إخلاصاً منه للقميص القدساوي.. رغم أن الحكم عندما طلب اللاعب العودة إلى الملعب مجدداً لم يكلف نفسه عناء تفقد اصابته أو الاطمئنان عليه وهل وضعه يسمح باكمال المباراة أم لا.. رغم أن هذا من صميم مهام الحكم.
فالمادة الخامسة من مواد قانون كرة القدم تقول بالنص (التأكد من مغادرة أي لاعب مصاب بنزيف من جراء أحد الجروح لميدان اللعب ويجوز للاعب العودة فقط لدى تلقيه إشارة من الحكم الذي يجب عليه الاقتناع بتوقف النزيف).
فالعمري أخطأ مرتين في هذه الحادثة.. بتساهله مع الضرب وعدم طرد أو إنذار الحارثي على الأقل.. ثم تهاونه بدخول لاعب إلى ميدان اللعب وهو يعاني من نزيف..!
الشاهد من هذه الحادثة.. أن كابتن النصر واصل ضربه للخصوم دونما إنذار أو طرد.. أمام ناظري العمري وسط صيحات الجماهير القدساوية الغاضبة واحتجاج زملاء كريري فأين العدل في مسألة استخدام الكروت وتقديري الأخطاء وإدارة المباراة.
هدفان موضع شك..!
** سجل النصر هدف التعادل من لعبة مشكوك في صحتها عند الدقيقة (38) من الشوط الثاني عندما مرر نشأت اكرم - وكانت حسنته الوحيدة في المبارة - كرة إلى البيشي الذي هيأ الكرة بأعلى الكتف وتوغل بها داخل منطقة الجزاء القدساوية ليواجه الحارس المتألق هاني العويض ويسجل التعادل وسط ذهول مدافعي القادسية..
بينما كانت «الكارثة التحكيمية» في هدف النصر الثاني وهو هدف الفوز.. الذي جاء من خطأ احتسبه الحكم لا ينتمي إلى عائلة الأخطاء والسلوك التي تشكل المادة ال (12) من مواد قانون كرة القدم وزاد على خطئه الفادح بخطأ أكبر عندما قام بإنذار اللاعب القدساوي وكانت تمثيليات السقوط والاعاقة التي تحايل بها البيشي مهاجم النصر قد انطلت بسهولة على الحكم الدولي العمري.
محاولات الاجتماع والحديث من لاعبي القادسية مع الحكم ذهبت سدى حتى صيحات الجماهير القدساوية المغلوبة على أمرها لم تكن تخفف من شدة تحامله على فريقهم بلا مبرر..!
البيشي واصل تمثيليات السقوط بمباركة من الحكم!!
تقييم:
** كانت لياقة العمري عالية مكنته من الاقتراب من موقع الكرة واللاعبين كما ينبغي لكن هذا القرب لم يتواكب معه حسن تقدير للأخطاء.. قيادته وسيطرته على المباراة كانت جيدة.. وبرع في مبدأ اتاحة الفرصة وتعاونه وتفاهمه مع مساعديه لكنه فشل في تحقيق عنصر (الحياد) في القرارات وفي مسألة الإنذارات وبرأيي أن الحكم الدولي عبدالرحمن العمري يستحق ثمانية درجات ونصف من عشر كتقييم قياساً على أهمية المباراة.
***
** من جهة أخرى.. فإن المساعدين كابلي والجهني لم يبتعدا في مستواهما من الحكم العمري.. رغم أن كابلي تفوق بدقة رايته وتحركاته ورشاقته واشاراته الواضحة لكنه لم يشترك في الاشارة إلى الأخطاء التي وقعت بالقرب منه كما أنه لم يراع مبدأ (التريث) في رفع رايته واحتساب التسللات خصوصاً في الشوط الأول.
أما المساعد الثاني الجهني فإنني أتوجه إليه بنصيحة أخوية صادقة أن يعيد قراءة المادة (11) وهي مادة التسلل وكيفية احتساب اللاعب في موقف التسلل وأن يطبق ما قرأه ويحرص على مشاهدة مباريات دولية لمساعدين دوليين ليتعلم متى يرفع رايته ويحتسب تسللاً (صح) قبل أن تقع الفأس بالرأس .. والأهم أن يستفيد ويتعلم من أخطائه..!
ضغط الرابع:
** عانى مدرب واداري واحتياط القادسية بأكمله من الحكم الرابع معتوق المالكي الأمرين.. فلقد ظل قريبا ورقيبا على تحركاتهم وتصرفاتهم بحزم على العكس تماماً من تعامله مع احتياطي النصر .. الذي لم يقترب منهم حتى التنبيه للمدرب النصراوي كان يتم عن بُعد..!
وللحكم الرابع المالكي نذكره بإحدى فقرات تعليمات معسكر التشيك التي تألفت من (40) فقرة.. جاء في إحداها .. (إذا لم تكن شجاعاً فالقانون يمنحك الشجاعة) .. فالحكم أيا كان موقعه إذا لم يتحل بالشجاعة فمن الأفضل له الجلوس على مقاعد المتفرجين..
فالإداري النصراوي يصل إلى خط التماس ليوجه لاعبه حيناً .. والمترجم يقف بجوار المدرب ليوجها اللاعب النصراوي حيناً آخر وسط مباركة الحكم الرابع الذي يرفض المساواة للقدساويين في هذا الحق..!
***
خلاصة
** ختاماً نقول عوداً على بدء ان النصر لم يكن بحاجة لخدمات رباعي التحكيم ليحقق فوزه الذي أراه مستحقاً على القادسية عطفاً على ظروف المباراة الفنية.. فلقد كان الاكثر استحواذا على الكرة والأخطر والأكثر هجوماً.. فالفوز الثالث له في الدوري كان جديراً.
وهدفنا الرئيسي من هذا التقرير للتأكيد على وجوب توفر عنصر «الحياد» في القرار والتعامل بالكروت الملونة من لدن حكام المباريات في الدوري خصوصاً إذا كان حكم النزال من العيار «الدولي» كالعمري الذي سبق أن أشدنا بنجاحه في إدارته لموقعة الشباب والهلال عندما نجح وسعى بقوة وحياد نحو النجاح..
اذن نحن نقول «للمحسن أحسنت.. وللمسيء أسأت» وننطلق من قاعدة الحرص على التطوير والإصلاح دون التشكيك بنزاهة حكامنا الأعزاء.. وان بلغ النقد قسوته..!
|