* كتب - سالم الدبيبي:
أربع مباريات في جدة والرياض والخرج تقام مساء اليوم في ختام الجولة الخامسة من بطولة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين.. حيث يلتقي الاتحاد على أرضه بالاتفاق، بينما يستضيف النصر الخليج، فيما يتقابل الجاران الرياض والشباب، وأخيراً يحل الطائي ضيفاً على نظيره الشعلة.
الاتحاد والاتفاق
يدخل الاتحاد مباراته الخامسة وهو الوحيد الذي يحمل غلة مبارياته السابقة كاملة بعدما استطاع أن يحافظ على وتيرة الانتصار متربعاً على عرش الصدارة ب (12) نقطة كدلالة دامغة على ما يتمتع به الفريق من مناخ أكثر من رائع يخوله للمضي في طريقه الواثق بكل جدارة واستحقاق.. وقد يكون المستوى الفني لا يرقى إلى حجم المزايا التي يكتنزها العميد، لكن ذلك لا يخرج عن تأثير البدايات الذي لم تفتك من وخمه جميع الفرق الاخري، غير ان الاتحاد لديه البدائل التي من خلالها يتمكن من الوصول إلى هدف الانتصار نظير ما يضمه من خبرات تترجم ذلك على أرض الواقع وهو يبدو ملموساً للمتابع حينما يستعرض أسماء لاعبيه داخل الميدان أو حتى على قائمة البدلاء.. ولقاء الليلة قد يكون اصعب المحطات عطفاً على لقاءات الفريق السابقة الأمر الذي يجعله تحت المجهر النقدي لجماهيره خصوصاً وللمتابعين بشكل عام بانتظار أن يؤكد عزمه الساعي إلى فرض سيطرته على البطولة مع بدايتها وحتى النهاية.
في المقابل لم ينجح الاتفاقيون في حساباتهم حينما وضعوا اتقاء شر الخسارة كهدف يجب تحقيقه في المباريات الاربع التي استضافوها بشكل متتال، بعدما كسر الرياض هذه المعادلة النظرية وخطف النقاط الثلاث من عرين الاتفاق الجولة الثانية وكبده خسارته الأولى في البطولة فبقي فارس الدهناء ثالثاً في قائمة الترتيب العام برصيد سبع نقاط.. وعليه اليوم أن يدخل بمفهوم جديد يضع مباريات البطولة على كفة واحدة في ميزان القوى إذا ما أراد البقاء داخل دائرة الضوء التنافسية، فضلاً عن حتمية أن يتخلص لاعبوه من وهج الاتحاد للدخول أمامه بثقة تعزز مقدرتهم على الوقوف في وجهه بقوة سعياً إلى تحقيق ما يمكن الخروج به لتعويض الخسارة الماضية والعودة مجدداً إلى المسار الذي بدأ به الفريق.
النصر والخليج
سرعان ما أعاد النصر توازنه بين جولة وأخرى، فبعد الأداء المتواضع الذي عكسته مجموعته في لقاء الهلال يوم أن اعتبر تعادله بحجم الانتصار قياساً بسير المباراة الذي كان يعطي الهلال الأفضلية بمراحل فارقه، جدد الأصفر روح لاعبيه وظهر بشكل مغاير ترجم بالفوز المهم على القادسية خارج أرضه وبعيداً عن جاهيره ليحافظ على وصافته للترتيب برصيد بلغ (10) نقاط.. وبغض النظر عن الخصوم التي قابلت النصر حيث لا تحوي من التهديد سوى ما شكّله الهلال والقادسية، لكنه من الناحية الرقمية أثبت الفارس عزمه الصريح على الثبات في خطى المنافسة وضمان ذلك في وقت مبكر من عمر البطولة.. والخليج لا يمكن وضعه خارج متناول الأصفر للتباين الواضح في المعيار الفني الذي تميل مؤشراته للنصر زيادة على كفة الخبرة التي تميل لأصحاب الأرض بشكل كبير ومقنع.
وعلى صوت الدوي للمفاجأة الكبرى التي فجّرها الخليج يأتي أبناء سيهات للرياض في ظرف ثلاثة أيام تفصلهم عن انتصارهم الساحق على الشباب الجولة الماضية بنتيجة رباعية لم تكن بالحسبان .. وهو الانتصار الأول الذي انتظر الفريق الصاعد تحقيقه لتأكيد مقدرته للبقاء في دوري الأضواء والشهرة، لكنه بالتأكيد غير كاف، ومازال الطريق طويلا ووعرا تملؤه العراقيل لتحقيق هذا الهدف، لذلك على الخلجاويين أن يأخذوا من انتصارهم السابق ما يساعد على رفع عطاءاتهم، وأن يعتبروا سقوط الشباب تهاديا للحاجز النفسي الذي كان يفصلهم عن التفكير بثقة أمام أسماء وأحجام الفرق الأخرى.. يحتل الخليج المرتبة الحادية عشرة بثلاث نقاط.
الرياض والشباب
انتظرونا في المربع الذهبي، كلمات حملتها تصريحات رئيس الرياض، بعد الفوز المعتبر الذي خرج به فريقه الجولة الماضية خارج أرضه على الاتفاق، مما رفع رصيده في بنك البطولة إلى (6) نقاط يحتل بها المرتبة السابعة.. يأتي ذلك على خلفية التطور الملحوظ الذي شهده أداء الفريق في الجولتين الماضيتين حتى وإن لم تواكبه النتيجة أمام الاتحاد إلا أنه قدم مستوى رفيعا أكد به تجاوزه للبداية الضعيفة التي استهل بها المشوار، والرياض مؤهل للظهور الفاعل والمؤثر متى حافظ على مناخه بذات الجودة التي يمر بها حالياً، ولكن عليه أن يبرهن ذلك بالنتائج فهي دائماً المقياس الذي يوضح مقدرة الفرق .. ومساء اليوم يتمتع أبناء المدرسة بصحة فنية ونفسية لتسجيل انتصار جديد يعزز لديهم التحدي الذي أعلنه رئيسهم في وقت مبكر لم يكشف بعد مسارات واتجاهات فرق البطولة.
وعلى النقيض يدخل الشباب لهذه المباراة يجتر ألم الخسارة الموجعة التي تكبدها أمام الخليج يوم أن رسم علامات استفهام كبيرة حيرت النقاد والمتابعين في إيجاد الاجابة الشافية لها، ومعرفة ما الذي يحدث للفريق!؟.. فبعد أن كشر عن أنيابه في أولى المباريات بالفوز العريض على الطائي ومن ثم الظهور بمستوى جيد أمام الهلال رغم تفريطه بالنتيجة.. بدأ يأخذ منحنى التراجع وينخفض بشكل بلورته مباراة الخليج الماضية بصورة متدنية وهزيلة، وهو ما يبعث على الحيرة خصوصا والشباب يمتلك العوامل الكافية لتقديم شكل مختلف عن ذلك تماما.. ربما يكون لدى المدرب بعض القناعات التي لابد أن تتغير في توقيت يجب أن يبحث فيه عن إيجاد الحلول المؤدية إلى الاستقرار قبل أن يفوت الركب ولا يستطيع اللحاق بالموقع المناسب الذي يستحقه الشباب.
الشعلة والطائي
فاجأ الطائي الجميع وأولهم أنصاره ومحبيه، بالسقوط المذهل على أرضه الجولة الماضية أمام الوحدة بعدما فتح شباكه على مصراعيها لتستقبل (6) أهداف اعادت فارس الشمال إلى حيث ما بدأ به الدوري يوم أن تجرع من الشباب سباعية مشابهة، بينما اعتقد الجميع أنه قد استطاع تجاوز هذا المطب بعد عروضه الجيدة التي تلت على الرغم من أن النتائج جاءت سلبية لتبقي الفريق في المؤخرة بلا رصيد من النقاط.. وينتظر ثمار التحرك الذي جاء عقب المباراة الأخيرة وذهب ضحيته المدرب الألماني ماسيلو من الناحية المعنوية على الأقل حتى يستطيع الفريق تحقيق نتيجة تساعد على الخروج من مأزقه الحالي قبل أن يتم ترتيب الأوراق وتنظيمها في المقبل من الأيام بما يكفل عودة الطائي إلى توهجه السابق.
ويرجع الشعلة إلى أرضه التي شهدت فوزه الوحيد حين تغلب على الأهلي وظفر برصيده الحالي البالغ (3) نقاط حيث يدخل المباراة وهو يحتل الموقع العاشر في سلم الترتيب.. ولم يكن الفريق سيئاً رغم خسارته للمباريات الثلاث الأخرى التي لم تخل عنه التوفيق خلالها، وأبناء الخرج لديهم خصوصية مختلفة حينما يستضيفون المباريات على ملعبهم فمن النادر أن يطير المنافس دون أن يتنازل عن بعض النقاط إن لم تكن جميعها كاملة.
والفريق يمر بفترة رغم الخسائر جيدة ومستقرة مبنية على حصيلة التجربة التي أهلت لاعبيه على التعامل بشكل جيد يحافظ على التوازن النفسي المهم في دوري الكبار لاسيما لو كان الهدف المرسوم لا يتجاوز تحقيق البقاء، وهو مايكفل معانقته النجاح في تسجيل عدد قليل من الانتصارات .. ولقاء اليوم يدخل في خانة الممكن بالحسابات الشعلاوية الخاصة لذلك من المتوقع ان يكون أداء وعزم لاعبيه على درجة تفي بالمطلوب.
مباريات الجولة السادسة
الأربعاء 27/7/1424هـ
الشباب\ الاتفاق الرياض
الوحدة\ القادسية مكة
الخليج \ الأهلي الدمام
الخميس 28/7/1424هـ
الشعلة \ الهلال الخرج
الرياض \ النصر الرياض
الطائي \ الاتحاد حائل
|