تتعرض أشجار نخيل التمر في كل جزء من أجزائها لمهاجمة أعداد كبيرة من الآفات الحشرية مسببة لها أضراراً جسيمة. وتعمل هذه الأضرار في إضعاف النخلة مما يؤدي إلى خفض إنتاجيتها من الناحية النوعية والكمية. وأحياناً تقود هذه الأضرار لموت النخلة. هنا سوف نسرد بغض الآفات الحشرية الهامة التي تصيب نخيل التمر بدءاً من قمة النخلة حيث توجد القمة النامية وقلب النخلة والجريد والثمار ثم الآفات الأخرى التي تصيب أجزاء النخلة الأخرى مثل الساق والجذور.
من الآفات الحشرية التي تصيب قمة النخلة الحشرات القشرية مثل حشرة النخيل القشرية البيضاء Parlatoria blanchardii Targ. وحشرة النخيل القشرية الرخوة Phoenicoccus marlati Comstock وحشرة دوباس النخيل Ommatissus binotatus var. lybicus deberg. وتقوم الحشرات القشرية بامتصاص العصارة من الأوراق والجريد والثمار مما يؤدي إلى جفاف الأنسجة وضعف النبات وتشوه الثمار. وعند الإصابة الشديدة تغطى الأوراق والجريد والثمار بالحراشيف مما يؤثر على التمثيل الضوئي والتنفس. والثمار المصابة تكون مشوهة ومجعدة مما يخفض من قيمتها التسويقية. ويعتبر النسيج الأبيض هو الغذاء المفضل لحشرة النخيل القشرية الرخوة والذي يوجد تحت الأغلفة الليفية من قواعد الجريد أو قواعد العذوق. وتقوم الحوريات والحشرات الكاملة لحشرة دوباس النخيل بامتصاص العصارة من الجريد والثمار مما يتسبب عنه قلة حيوية النخلة وقوتها ويجعلها عرضة للإصابة بالآفات الحشرية المرضية. ويؤدي إفراز الندوة العسلية إلى نمو الفطريات وتراكم الغبار وإعاقة التمثيل الضوئي مسبباً تجعد الثمار مما يقلل من قيمتها التسويقية.
وهناك الحفارات التي تهاجم السعف والجريد مثل حفار عذوق النخيل Oryctes elegans Prell. (الحشرة الكاملة) وثاقبة جريد النخيل Phonapate frontalis Fahr. حيث تتغذى الحشرات الكاملة لحفار العذوق على الجريد وقواعد الشماريخ مكونةً أنفاقاً أو أخاديداً عميقة على الجريد والشماريخ مما يؤدي إلى كسر الجريد وجفافه وذبول الثمار وصغر حجمها ورداءة نوعها أو كسر الشمراخ وسقوطه. وتقوم اليرقات والحشرات الكاملة لثاقبة جريد النخيل بالحفر داخل الجريد ينتج عن ذلك كسر الجريد وجفاف السعف مما يقلل من مساحة المجموع الخضري للنخلة.
وهناك آفات هامة تهاجم الطلع والثمار مثل سوسة طلع النخيل Derelomus sp.، ودودة البلح الصغرى (الحميرة)Batrachedra amydraula Meyr. ، ودودة الطلع (دودة البلح الكبرى) Arenipses sabella Ramps، وحفار عذوق النخيل (الشماريخ) Oryctes elegans، ودبابير البلح (الأحمر والأصفر والأصفر المرقط)، وخنفساء نواة البلح و ديدان التمر (ديدان الإفستيا) والتي تقوم بمهاجمة طلع النخلة والشماريخ الزهرية قبل وبعد تفتحها كما تهاجم الثمار في أطوارها المختلفة مسببة تساقطها. وتقوم يرقات ديدان الطلع بالتغذية على قمة غلاف الطلع غير المتفتح وعند تفتحه تتغذى على الأزهار والثمار حديثة العقد وتظهر العذوق خالية من الثمار مما يقلل من إنتاجية النخلة. تغذية اليرقات تؤدي أيضا إلى ذبول كلي أو جزئي للشماريخ بالإضافة إلى تغيير في لون الثمار المصابة من الأخضر إلى الأصفر ثم الرمادي. وقد تتعفن الثمار المصابة وهي معلقة على الشماريخ ومن الآفات الحشرية الهامة التي تهاجم جذع النخلة سوسة النخيل الحمراء Rhynchophorous ferrugineus Olivier، وحفار ساق النخيل ذو القرون الطويلة Pseudophilus testaceus، ويرقات حفار عذوق النخيل (العنقرة) Oryctes elegans والتي تقوم بالحفر داخل جذع النخلة والتغذية على الحزم الوعائية والأنسجة الحية مسبباً ذلك للنخلة أضرار كبيرة قد تؤدي إلى موتها أو تؤدى التغذية إلى ضعف الساق وتعرضه للكسر عند هبوب الرياح الشديدة.
ومن الآفات الحشرية التي تهاجم جذور النخلة يرقات حفار عذوق النخيل (العنقرة) Oryctes elegans، والنمل الأبيض (الأرضة)، والحفار حيث تتغذى يرقات حفار العذوق على جذور النخيل مسببة ضرراً ضئيلاً ويكمن الضرر في مهاجمتها لأشجار النخيل الضعيفة المحتوية على أجزاء سفلية متحللة خاصة تلك الأشجار ذات الري والصرف السيئ. وقد تدخل اليرقات وتتغذى على هذه الأجزاء المتحللة وقد يستمر نخرها داخل الساق حتى الأنسجة الحية مما يجعل ساق النخلة ضعيفاً ومعرضاً للكسر خاصة في مواسم الرياح الشديدة.
تقوم كلية الزراعة والطب البيطري بالقصيم وتحديداً قسم إنتاج النبات ووقايته بخدمة المزارعين في المنطقة من حيث الفحص والتعريف وإعطاء الاستشارات اللازمة في مجال مكافحة أي من الآفات المذكورة أعلاه. كما أن مركز البحوث الزراعية والبيطرية في الكلية يقوم سنوياً بدعم عدة أبحاث متعلقة بدراسات متخصصة على بيولوجية وتجربة أساليب مختلفة في مكافحة تلك الآفات من أجل المساعدة في إيجاد حلول عملية وسريعة وآمنة لمشاكل تلك الآفات في المنطقة. ونهيب بجميع مزارعي نخيل التمر في منطقة القصيم بالتواصل وتبادل المعلومات مع المتخصصين في الكلية من أجل المساعدة في الوصول لهدف وطني وهو حماية هذه النخلة الكريمة.
(*) كلية الزراعة والطب البيطري- جامعة الملك سعود- فرع القصيم
|