Friday 19th september,2003 11313العدد الجمعة 22 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

حادثة وحديث حادثة وحديث
دور المرأة في الأحداث الراهنة
عبيد بن عساف الطوياوي ( * )

للمرأة دور هام، لاسيما فيما تمر به البلاد - حفظها الله من كل سوء - من احداث راهنة، على أيد من طاشت عقولهم، وانحرفت افكارهم، وانقادوا خلف فتاوى ظالمة، وتوجيهات جائرة، ووصايا آثمة، امليت عليهم بسبب دوافع سيئة، ومقاصد خاطئة، استعمل لها الدين مطية، والحرص على المجتمع طوية، جاءت نتائجها مرة، تكفير وترويع، وتفجير وتقتيل، ازهقت نفوسا طاهرة، وأسالت دماء مصونة، وقتلت ارواحا آمنة.
ومما لاشك فيه أن مسئولية امن المجتمع، وحفظه والعمل على صيانته، مسئولية كل فرد فيه، ومن بين هؤلاء، بل من اهمهم المرأة، التي بصلاحها تصلح إن شاء الله الامة، وبحرصها تستقيم التربية، وبجهودها يوجد الجيل المسلم، ولذلك عملت الجمعية - الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمدينة حائل - مساهمة منها لاجتثاث ذلك الفكر المنحرف، وايمانا بدور المرأة في المجتمع، ومنح الفرصة لمنسوباتها، عملت مسابقة لكتابة بحث بعنوان «دور المرأة في الاحداث الراهنة» شارك فيه مشرفات الدور النسائية، وعدد من المعلمات، وقد عكس البحث - ولله الحمد - وجهاً مشرقا، وفكرا نيرا، تحمله كل اخت في الجمعية، فقد جاء في البحوث المقدمة ما يأتي:
كتبت سلوى الشمري - مديرة دار الزهراء النسائية لتحفيظ القرآن الكريم - ان اعظم دور تقوم به المرأة في ظل الاحداث الراهنة هو حماية الابناء من الوقوع في مستنقع الارهاب، وذلك نظرا لكونها مربية الاجيال، فمثلما تهتم بغذائهم وصحتهم فالعقيدة الصحيحة اولى بالاهتمام وذلك عن طريق تنشئة الابناء على التعلق بالله سبحانه وتعالى، ومخافته بالسر والعلن، واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وجعله القدوة لابنائها، حيث تبين لهم كيف كانت طريقته في الدعوة إلى الله تعالى.
وتطرقت في بحثها الى اهل الذمة وما يجب لهم فقالت: ان اي عقل لن يقبل فكرة قتل اهل الذمة على انها نوع من انواع العبادة، فبدل أن يلقوا منا المعاملة الحسنة التي تجذبهم للاسلام يقوم المنفرون بتمزيق اجسادهم وهم آمنون في ديارنا!!
وذكرت في بحثها انه يجب على المرأة ان تؤصل في نفوس ابنائها طاعة ولي الامر وتوضح لهم الآثار السيئة المترتبة على عدم ذلك، وان تحثهم على طلب العلم الشرعي والالتفاف حول العلماء الموثوقين، وتحذرهم من الذين يدعون العلم وهم يضعون النصوص الشرعية في غير موضعها، وعلى المرأة ان تحذر ابناءها من الافكار المسمومة الوافدة عبر وسائل الإعلام المعادية للاسلام والمسلمين بقنواته الفضائية وكذلك ما تبثه تلك المنظمات الارهابية عبر مواقع الانترنت من فكر اجرامي تسعى به لتدمير الشباب المسلم، كما يجب عليها أن توجه ابناءها الى اعمال الخير وذلك للمساهمة بدور فعال في الجمعيات الخيرية حتى يشعر الشاب بمدى حاجة إخوانه المسلمين فتتحرك في قلبه الرحمة بدل ان يمتلئ قلبه قسوة وحقدا فيحمل السلاح في وجوههم.
إلى أن قالت: وعلى المرأة المسلمة، في هذه الاحداث، ان تؤكد لابنائها ان ايواء الارهابيين يعتبر مشاركة وتعاونا معهم في مخططاتهم الاجرامية ضد الوطن ولتحرك في عقولهم التساؤلات كيف لمسلم يخاف الله يتستر على فئة ضالة؟
وكذلك على المرأة وخاصة المتعلمة، بيان مفهوم الجهاد لابنائها، وان للجهاد ضوابط شرعية يجب الالتزام بها، والجهاد لا يكون الا بقيادة علماء الامة وولاة امرهم، ولو خرج الجهاد عن هذا النطاق لحمل كل انسان فاشل في حياته السلاح واستهدف به الابرياء بحجة الجهاد.
واما مزنة الحربي - مديرة دار ذات النطاقين النسائية لتحفيظ القرآن الكريم - فقد بدأت بحثها بأهمية دور المرأة حيث هي اساس الاسرة وهي التي بصلاحها يصلح المجتمع، وبأن دورها يتأكد في الاحداث الراهنة، فقالت: عليها أن تغرس مبادئ العقيدة الصحيحة في نفوس ابنائها، وتحذرهم من الافكار المنحرفة، والمناهج الباطلة، التي تروج في هذه الايام ضد بلاد الحرمين الشريفين، وان كانت معلمة فعليها ان توضح لطالباتها ما يخطط له اعداء الاسلام من محاولة لزعزعة امن بلادنا الطاهرة، وتحذرهن من الفتاوى الشاذة، وتأمرهن بالرجوع الى الكتاب والسنة على ضوء ما كان عليه السلف الصالح، وكذلك عليها ان توضح لطالباتها انه ليس من شرعنا ولا عرفنا الطعن في حكامنا، بل توضح اننا تربينا كما ذكر الدكتور: عبدالسلام البرجس على أن الحاكم بمنزلة الوالد، فكما اننا لا نقدح في والدنا فاننا لا نقدح في حاكمنا، فعن عمرو البكالي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «اذا كان عليكم امراء يأمرونكم بالصلاة والزكاة والجهاد فقد حرم الله عليكم سبهم وحل لكم الصلاة خلفهم» اخرجه البزار والطبراني في المعجم الكبير.
وكتبت بدرية الشمري - مديرة دار عائشة النسائية لتحفيظ القرآن الكريم - ان للمرأة دوراً عظيماً وخاصة في هذه الايام التي تمر بها بلادنا، على ايدي فئة ظالمة باغية ضالة، لاسيما بأن ما حدث ويحدث يغلف بزي الدين، والدين منه براء، فلا يمكن أن يكون الانتحار شهادة، ولا يمكن أن يصير قتل المسلمين جهادا، ولا يمكن أن يكون حمل السلاح في البلد الامين منهجا سليما.
وذكرت بدرية الشمري في بحثها، ان المرأة التي شاركت في المعارك الاسلامية، وحملت هم الدفاع عن الإسلام، بل ودافعت عنه بنفسها وبمالها وبولدها، لا يمكن أن تقف في هذه الايام مكتوفة الايدي تتفرج، انما عليها ان تساهم بما تستطيع لاجتثاث الفكر المنحرف، من عقول ابنائها ان وجد.
وكتبت مديرة الدار النسائية الاولى شعاع المقبل: ان على المرأة المسلمة أن تربي ابناءها على الالتزام الصادق الذي يحكمه العقل لا العاطفة وان تربيهم على المنطق الصحيح والمنهج الوسط حيث لا افراد ولا تفريط لتخرج للامة جيلا محبا لله ومطيعا له، ومحبا لوطنه، ساعيا دائما للاصلاح لا إلى الإفساد في الارض.
ومن دار عائشة، كتبت المعلمة حمدة الشمري: إن الاوضاع الراهنة التي حلت في بلادنا هي في الحقيقة دخيلة على مجتمعنا، جاءت نتيجة غفلة بعض الشباب والبعد عن المفهوم الصحيح للدين، وتأويل بعض الاحكام على حسب نظريات الجهال، وتأثر بعضهم بقنوات الاتصال المفتوحة التي تبث رسائل الارهاب والانحراف الفكري والتطرف والغلو في الدين.
وقالت حمدة الشمري: ولكي نسعى في قمع تلك الظواهر السيئة الدخيلة يجب علينا ألا نقف مكتوفي الايدي ونلقي بالمسئولية على طائفة او فرد دون آخر بل ان كل فرد يعيش في هذا المجتمع يقع على عاتقه جزء من المسئولية، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم «كلكم راع وكل مسؤول عن رعيته»، والمرأة مهما كان موقعها في المجتمع لا تخلو من تلك المسئولية، فعليها تنبيه ابنائها الى عدم قبول الشائعات المغرضة، وعليها أن تغرس في نفوسهم تعاليم الاسلام لاسيما في هذه الايام تأكيداً لديهم لطاعة الله عز وجل وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وطاعة من ولاه الله امرهم، وتحذرهم مما يفعله الجهلة البغاة الطغاة، من قتل الانفس التي حرم الله، وتحثهم على حضور حلقات الذكر، وتوجههم إلى حفظ كتاب الله تعالى.ومن دار ذات النطاقين ذكرت المعلمة شماء الشمري ان للمرأة دوراً كبيراً في المجتمع لاسيما في مجال تربية ابنائها الذين هم من النعم التي انعم الله بها عليها، فعليها ان تتقي الله عز وجل فيهم، وتقوم بدورها تجاههم وتربيهم تربية صحيحة سليمة، لا تشوبها شائبة، وتنشئهم على العبادة الصحيحة كما جاء في الكتاب والسنة.
واخيرا من نفس الدار كتبت المعلمة نورة الظاهر وذكرت ان المرأة سريعة التأثر وتستطيع التأثير، فهي التي تدفع الاب، وتشجع الاخ، وتعين الزوج، وتربي الابن، وتعلم الجيل، فباستنارة فكرها تنهض بالامة بأجمعها.

(*) حائل ص ب 3998

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved