تقول أم فلانة بنت أم يوسف أخت فطيمة: أنا ما أحب أروح للعزاء ابد ما أدري ليش كل ما رحت يحصلي مواقف سخيفة وكلن يضحك عليّ والله اني من شدة الاحراج أحيانا أقول لأهل الميت الحمد لله على سلامته والرجال مات وشبع موتا والا بكل لقافة أسألهم وشلون مات؟! لين يجين الرد: مات وبس لازم تعرفين وشلون مات؟.. واحيانا يرأفون بحالي ويعلمونني انه كان يشتغل بالعمارة وطاحت على رأسه ماسورة ومات.. وبكل ذهاااانه اقول الحمد لله فك الله عينه.. تقول: أنا مدركة اني ما عندك احد بها الأمور بس وشوله اتبيزع واروح اعزي؟!!!
وعلى قلة روحات خويتنا للعزاء الا انها في كل مرة يحصل لها موقف اشين من الثاني ويوم سألناها يا ام فلانة وشوله تروحين. قالت: وش اسوي تطلب وحد من الزميلات اروح معها وتعرفين انا راعية فزعة والا ان اللي يموت يصير قريب جدا ويتطلب حضوري «تكفين» على بالك عندك سالفة»
تحايلنا عليها تعلمنا عن مواقفها الطريفة بالعزاء واظنها قالت جزء من الحقيقة.. لأنها المسكينة باين من وجهها انها تحاول تلطف المعلومة بس ما تقدر.. تقول ذاك اليوم قاعدة في مكتبي ما عندي من الشيطان طريق دق التليفون وانز ذاك النزه عرفت ان ها التلفون وراه مصيبة ومن الصرقعة رفعت السماعة وقلت من عند الباب؟ وكان ولد خالتي يصيح يوم سمع من عند الباب ويموت من الضحك المشكلة وهو يضحك قلت له وراك تصيح تذكر الرجال ورجع يصيح ثانية قال ابوي مات.. ومن الفجعة صكيت السماعة بوجهه لا ومن شين الطبايع يوم شفته بعد فترة قلت له ليش صكيت السماعة بوجهي المهم تقول: ما كذبت خبر اتصلت على امي وقلت له يمه رجل خالتي مات وتراه يسلم عليك!! قالت: هاه!!! قصدي خلينا نروح عند خالتي وبنته ومريت على أمي واخذتها ورحنا نركض لبيت خالتي.. يوم دخلنا واثر خالتي وعيالها يصيحون.. قلت وشبكم.. وكأني ما دريت.. قالوا انت اصلا وش جايبك هالحزه.. قلت لهم عشان سمعت ان ابوكم مات.. «الحمد لله والشكر.. و«الله جايه تواسي»!!!!
المهم قعدت يوم شفتهم يصيحون واقعد اصيح بصوت عالي وهات يا صياح «والله انه من قلبي صدق» لدرجة ان خالتي وبنتها سكتوا وقعدوا يواسونن وخلاص يا بنت الحلال الله يرحمه ما راح الا بحقه وادعي له ما يبي الا الدعاء.. واخيرا سكت.
ومرة من المرات.. كنت قاعدة بالبيت ودق الجوال والا وحده من الصديقات تقول يا الله بسرعة انا عند الباب نبي نروح نعزي ام آل فلان.. يا ربييه رحت اركض للدولاب ولبست اللي لبست واخذت عباتي ومن العجلة لبستها بالشارع.. وركبت مع أم عمر.. يوم دخلنا والا البيت ملياااان من الاوادم يوم ناظرت والا على دراعه حمراء كأنها فستان سهرة تلمع من الشك.. يا خزياااااه وادور شيلتي عشان اتصنف واثري مالبست والشعر مستشور على سنجه عشره.. ناظرتني أم عمر ولقطنا ضحك بالحوش قبل ندخل.. وكل من دخل يناظر وش هااللي جايين لعزاء ويضحكون.. والله اني من الفشيلة بغيت اطلع واخيرا تشجعت ودخلنا وأم عمر بكل ثقة دارت على المجلس على كبره وعزتهم وانا وقفت على الباب وحطيت النقاب بالعرض على رأسي وقلت بصوت عالي عظم الله اجركم يا جماعة والتفتوا كلهم يناظرون والا الدراعة الحمراء اللي تلامع والنقاب نزلت الربطة حقته على وجهي وصارت تحرك كنها «بندول ساعه» والتفتت ام عمر وشافت الموقف وبخت من الضحك.. وسحبت كرسي وجلست عند باب المدخل مع الناس اللي يستقبلون قالت وحده وشلونك يا اختي.. قلت الحمد لله والله اني امي تعبانه واختي توه طالعه من المستشفى مع اعيالها مصاخين وظروفنا بالبيت صعبه بس ما جيت الا عشانكم.. وقصيت قصة حياتي.. يوم حسيت ان الناس شرهة علي لبست نقابي كني طقاقات منول وطلعت للسيارة واتصلت على أم عمر وقلت لها بتطلعين والا امشي؟!! يا خزياه وتذكرت ان السيارة سيارتها.. بلعت العافية وسكت لين طلعت أم عمر وهي ميتة على نفسها من الضحك كنها طالعة من مسرحية «شاهد ما شفش حاجة».
المهم الموقف هذا صار له سنة وللحين اذا شافتن ام عمر قالت وش اخبار دراعة العزاء.. الله لا يعيده!!!
وآخر المواقف.. رحت اعزي انا والوالدة في عم وحده من الزميلات مرينا على المستشفى نشوف بنت ولد خالتي تعبانة.. يوم دخلنا عليها وانا اعط الصياح واتذكر اني ما بعد رحت للعزاء تونا في زيارة المريضة.. وطلعنا من المستشفى على بيت أهل زميلتي يوم دخلنا والاطفال يلعبون كوره بالحوش.. يا ربييه حتى الكورة تعرفن جتني تركض وشتها عليهم وقاموا يشوتونها علي، امي بغت تشقق ثيابها من الفشيلة حتى الصغار نقدو علي.. ودخلنا للصالة.... «وقفت فجأة» والله اني شكلكم تضحكون علي بس عناد والله ما اعلمكم وش صار بالصالة....!!! «خلصت كلامها»
على فكرة خويتنا ام فلانة تراها واعية ومثقفة ولها مواقف مشرفة لا تحسبونها أي كلام بس ما لها حظ مع العزاء.. يا لله حظ الآخرة!!!!
|