حاول ان ينام.. أغمض عينيه.. تقلَّب ذات اليمين وذات الشمال.. لم يستطع وكأن بينه وبين النوم ثأراً قديماً حان تصفيته!
رمق الساعة.. كانت عقاربها تشير إلى الواحدة بعد منتصف الليل.. اطبق عينيه مرة أخرى.. تمنى ان يذهب في سُبات من نوم لكنه ذهب في سُبات من تفكير..!!
أطلق لخياله العنان.. وراح يفكر في الأيام الثلاثة الباقية التي تفصل بينه وبين حياة جديدة تنتظره.
تنفس بعمق وارتسمت على شفتيه ابتسامة تفاؤل.. وقال في نفسه: سأكون زوجاً مخلصاً وسأحيا حياة سعيدة.
فجأة.. تبدلت معالم الابتسامة.. تحولت إلى دهشة.. رأى كرت دعوة ما زال قابعاً في غرفته!
لمنْ هذا؟ قَلَبَهُ على ظهره فوجد اسم زميله خالد والعائلة المحترمة.
آه.. نسيت بطاقة خالد!!
شعر برغبة عارمة ان يوصلها إليه الآن.. كان سعيداً وأحب ان يشاركه أعز أصدقائه السعادة..
هبَّ مسرعاً وامتطى سيارته.. كان جسده في السيارة لكن عقله وقلبه هناك.. حيث الحياة الجديدة!
ضاعف سرعته شيئاً فشيئاً.. إشارات قلبه كلها خضراء..
التفت بجانبه ليتأكد من وجود بطاقة الدعوة..
ثانية واحدة من عمر الزمن، وإذا بالشارع الخالي يزدحم بالناس، ورجال الأمن يحيطون بالمكان.. ودويُّ سيارة اسعاف يخترق صمت الليل..
كان رأسه متكئاً على مقود السيارة بكل خشوع.. كانت الدماء «الحمراء» تجلل جسمه النحيل.. كان ما يزال ممسكا ببطاقة الدعوة التي تشوه بياضها ببقع حمراء..
ملازم أول/ محمد عبدالعزيز المحمود / شرطة بريدة
|