قال محدثي وهو يدلف الى سن الاربعين بكل ثقة انني وجيلي «محظوظون»!! قلت له لماذا يا سيدي؟!
فرد بسرعة وميض البرق قائلاً: نحن عشنا في بيوت الطين وهم يقصد جيل العشرينات وما تحت فتحوا عيونهم في «الفلات» والقصور!!
وقال ايضا: نحن ركبنا «الحمير» والونيتات وهم وجدوا انفسهم يقودون «الشبحات»!!
ومضى يسترسل في الحديث: نحن يا صاحبي لبسنا الشماغ و «المقطع» اي الثوب وهم لبسوا «التوبات» واعتمروا «القبعات»!!
ونحن يا صديقي كنا نسمع صوت ام كلثوم عبر المذياع ونقضي جل وقتنا امام الابيض والاسود مع التلفاز وتلفون «ابو هندل» وهم وجدوا انفسهم بين العالم الرقمي والانترنت والجوال!!
ونحن ايضا كنا نحلق رؤوسنا ب «الموس» وهم ابتكروا احدث القصات بقزعها وكابورياها وغيرها!!
نحن شربنا حليب الخلفات وهم شربوا حليب «النيدو»!
ونحن اكلنا القرصان والجريش والمرقوق وهم يأكلون «البيتزا هت» و«الشيزبرجر» ويحلون ب «الاندومي». ونحن كانت العابنا «الكعابه» وسبع الحجر و «المصاقيل» وهم وجدوا انفسهم بين الاتاري والانترنت والملاهي يلعبون! لقد عشنا زمن المراوح و «المهفات» في حر الصيف اللاهب وهم لا ينامون الا تحت «الاسبلت»!!
لكن مع هذا كله نحن افضل منهم بمراحل اما لو سألتني لماذا فأقول اننا عاصرنا الماضي بآلامه والحاضر بكل ما فيه ومثلما عشنا في بيت الطين وركبنا الحمار فقد سكنا مثلهم في الفلل وتعلمنا الانترنت وركبنا «الفياغرا» لكننا بالكاد لن نأكل اكلهم ولن نلبس لبسهم ولن نمارس يوما من الايام العابهم!
اخيراً يقول صاحبي لمن هم في عمره وما فوق افرحوا فأنتم الجيل المحظوظ الذي عايش الحاضر بكل ما فيه وتعايش مع الماضي بعبقه وستعيشون المستقبل باكتشافاته متى ما كتب الله لنا عمراً طويلاً وأقول «هارد لكم» اجيال «الاندومي» فهلا فهمتهم يا اصحاب القبعات والتفحيطات أنكم جيل غير محظوظ !!؟
|