* باريس - وهيب الوهيبي:
تمثل تربية الكلاب ظاهرة شائعة عند المجتمع الفرنسي ويشد انتباهك وانت تتجول في العاصمة باريس وضواحيها اهتمام الفرنسيين بمختلف أعمارهم ومستوياتهم الثقافية بالكلاب والتجول بها معظم أوقاتهم اليومية وإجازاتهم الأسبوعية. هذه المنزلة الكبيرة التي تحظى بها الكلاب جعل منها بعض رجال الأعمال الفرنسيين فرصة سانحة للاستثمار والتجارة في مجاله من خلال انشاء صوالين خاصة بها وتوفير جميع المستلزمات والأغراض المتعلقة بتربيتها وتدريبها ولذا لا يكاد مركز تجاري في فرنسا يخلو من اقسام خاصة بأطعمة الكلاب وأدوات تنظيفها إلى درجة تصل توفير وسائل الترفيه والترويح عنها بأسعار باهظة الثمن. وتمتد العناية والاهتمام بتربية الكلاب في فرنسا إلى ان تحتل مساحة كبيرة من وقت الإعلانات التجارية التلفزيونية اليومية ربما تجاوزت في كثرتها عن السلع والمستلزمات المنزلية الضرورية!! وتتساءل بعد ذلك عن الدور الايجابي وراء هذا الحرص الشديد فلا تجد إلا المشقة والتكلفة والنباح الطويل الذي لا ينقطع!! والغريب في الأمر ان العناية بالكلاب عند بعض الشباب الفرنسي تفوق عنايتهم بالآباء والأمهات. ويؤكد حقيقة ذلك موجة الحر الاستثنائية التي اجتاحت فرنسا مطلع شهر اغسطس الماضي وبسببها تجاوز عدد حالات الوفيات العشرة آلاف شخص ونقلت الصحف حينها ان أعدادا من المتوفين وهم من كبار السن لم يسأل عنهم أحد رغم ان لديهم أبناء يعيشون بينهم.
|