الدمار. الخراب. التشرد. الضياع. تمزيق الأبدان.
جمل عديدة وحروف قاتمة السواد مرعبة ومفزعة للأفئدة.
مصائب وهموم مسمومة تكتنفنا في هذا العالم. احزان رائحتها تكتم الأنفاس تحيط بالكل، انفجار هنا وانقلاب هناك. أغفلنا أن نكون كما أراد الله لنا خير أمة أخرجت للناس. نسينا الله فنسينا، أهملنا فضائلنا وماضينا المشرق، تناسينا أن عنترة بن شداد سقط عن جواده ألف مرة قبل أن يصبح أبا الفوارس، اصبحنا نسير ونقف على قبور اصدقائنا بأحزان ودموع مزيفة.
إن نظرة واحدة الى عجلات سيارة شحن تدهس شاباً في ريعان شبابه فتمزق جسده كفيلة بأن تملأ نفس الإنسان بالفزع والخوف، وإن حريقاً كبيراً يقضي على سكن بأجمعه وبمن فيه من سكان كفيل بأن يولد في نفوسنا أسى وألماً شديداً.
أيها العراق شهدت مولد الأرض والآن من سيشهد ميلادك من جديد.
أيها العراق كنا نعتقد أنك ستشيع الأرض الى الفناء والآن من ذا سيشنيعك بعدها. هل هو طائر البوم.
دماء تسيل. جثث ترمى في العراء. تاريخ يمسح وكأنه لم يحدث شيئاً.
ايها العراق كم من طفل تيتم فوق أرضك وكم من أم اثكلت على ثراك.. لم يرحموا صغيراً ولم يرأفوا بكبير.
أيها العراق ما بالك ترتعش.. وتضطرب هل عرفت أية جريمة أُرتكبتْ في حقك وأية صفقة ثمن قبضت.. ولكن..
عندما يدق ناقوس الخطر معلنا لنا بأن الدنيا خطر.. آنذاك تتلبد السماء بالغيوم.. بما يمنع الرحمة وانهلت الدموع باكية على تلك البشرية المتطاحنة في الأرض وعلى عراقٍ مضاع. وهنا احتجبت الكواكب والنجوم وغاب القمر غاب الفرح لإفساح المجال للسماء لتذرف الدموع الحارة على ظلم بني الإنسان. غنت الكواكب الحانها الحزينة على أوتار مبتورة وأهازيج قاسية ليلة سقوط بغداد العراق.. ولكن..
ربما تضيء السماء عن جموع شعب العراق الأبي. لإعادة السكون للعراق وهنا نقف فخورين لننشد ولتردد الدنيا معنا لحنا كالرعد في صوته وكاللحن في رقته ومن تنكر له الحظ فسيموت ولن ننساه ولن تجف دموع أبناء وطنه عليه.
وقفات:
1 من قصيدة الوحش الكاسر في بغداد السلام بغداد الرشيد للشاعر العراقي عبدالكريم العلاف.