Friday 19th september,2003 11313العدد الجمعة 22 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

موظفو الدولة والشركات موظفو الدولة والشركات
مندل عبدالله القباع

يفني الموظف عمره في عمله سواء كان ذلك العمل مدنياً أو عسكرياً، وسواء كان عملاً حكومياً أو عملاً خاصا أو شبه حكومي مثل الشركات الكبرى التي يعمل بها مئات، بل آلاف الموظفين والعمال.
ومنذ اللحظة التي ينتسب فيها الموظف إلى وظيفته يبدأ في تطبيق كل ما تعلمه في حياته لمصلحة الوظيفة ويتدرج فيها ويحصل على المهارات والتدريبات التي تؤهله للترقي مفضلاً في ذلك المصلحة العامة على المصلحة الخاصة ومصلحة الوطن على مصلحة أسرته الكبيرة والصغيرة فهو يهب نفسه للوظيفة التي يرتبط بها ويهب حياته للشركة أو للمؤسسة أو للوزارة التي يعمل بها.
وهذا يعني أن ثلاثة أرباع عمر الإنسان يقضيه في الوظيفة والربع الباقي في التعليم استعداداً للوظيفة أو في التمتع بما بقي له من عمر بعد أن يصل إلى سن المعاش ويصبح غير قادر على القيام بأعباء الوظيفة.
وهذه الفترة من عمر الإنسان هي التي نود أن نلقي عليها الضوء، فبعد أن كان يحصل على راتبه فيكفيه أو لا يكفيه أصبح يحصل على نصف راتبه أو أكثر قليلاً بينما تزداد التزاماته يوما بعد يوم ويكبر أبناؤه وبناته ويحتاج هو وزوجته للعلاج في أواخر العمر والذي قد يتكلف الكثير والكثير من المال.
فإذا نظر الموظف إلى الخلف تمنى لو بقي في الوظيفة وإذا نظر إلى واقعه بعد التقاعد لم يجد ما يسد به احتياجاته والتزاماته ويغطي به نفقاته المعيشية اليومية خاصة مع ارتفاع تكاليف المعيشة بصورة مستمرة فيجد نفسه مكتوف اليدين غير قادر على التصرف.
ورغم قيام الموظف بواجبه طوال حياته وتفانيه في العمل الذي يعمل فيه بكل وقته ومهاراته وقدراته يترك عمله؛ أو بمعنى آخر يتركه عمله غير آسف عليه، فهناك من الموظفين من يحل محله ويؤدي عمله ويجد نفسه شخصاً غير مرغوب فيه.
ويحصل موظفو الشركات على رواتب ضخمة ورواتب تقاعد وتصفيات تصل إلى مئات الآلاف، بل قد تصل إلى المليون، كما يحصلون على مميزات مثل السكن وهذا ليس حسدا، بل غبطة ونرجو من الله أن يزيدهم من فضله ويسبغ عليهم نعمه ظاهرة وباطنة.
ولكن موظفي الدولة والذين قضوا في وظائفهم ما يزيد على ثلاثين عاماً ويحملون أعلى الدرجات العلمية يعطون ثلاثة أشهر فقط مكافأة وثلاثة أشهر إجازة وراتب التقاعد وأحيانا لا يكفي هذا الراتب التقاعدي لما كان يسده الراتب العادي من نفقات واحتياجات الموظف في السابق.
وتقدم شركة أرامكو السعودية قيمة السكن الفاخر عند بدء التعاقد وتقوم بخصم المبلغ على خمس سنوات فلا يحس بها الموظف وهذه المساعدة في حد ذاتها تعتبر عنصراً مهماً من عناصر تشجيع المواطن على العمل وبذل الجهد المضاعف. وعندما يودع الموظفون أحدهم ويعلمون أنه قد حصل على نصف مليون ريال أو أكثر أو أقل كتصفية في نهاية عمله بالإضافة إلى راتب التقاعد فإنهم بلا شك يعملون بدأب للوصول إلى هذه اللحظة ولا يخشون من التقاعد، فمثل هذا المبلغ يمكن أن يكون نواة طيبة لعمل مشروع مربح وحتى لو تركت في البنك فإنها تساعد الموظف على حمل عبء أسرته التي يتكفل بها والتي تكبر وتزداد مصروفاتها باستمرار ويكبر أفرادها من أطفال إلى شباب ومن شباب إلى كهول، فالشباب يحتاج للزواج والكهول يحتاجون إلى العلاج بالإضافة إلى الاحتياجات التي يعرفها الجميع من سيارات وخدم وسائقين وتغيير أثاث المنزل من آن لآخر ناهيك عن الفسحة والسياحة في آخر العمر.
كما أن شركات مثل سابك تعطي تصفية سنوية تزيد عن الستة أشهر كل عام وغيرها من الشركات مثل شركة الكهرباء والاتصالات، فهل يعطى الموظف الحكومي شيئاً من هذا الخير الوفير الذي يناله غيره من موظفي الشركات فالجميع يعمل في منظومة واحدة من أجل خدمة هذا الوطن، ولكن هذه التفرقة التي تقع على الموظف الحكومي بدون تقصير منه تجعله ينظر إلى موظفي الشركات كما لو كانوا من كوكب آخر.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved