أول برقية تلقيتها من مدرسة ابني المستجد في المرحلة المتوسطة كانت في اول يوم من أيام الدراسة. ومن صياغة البرقية أو الخطاب العاجل يبدو الاهتمام بموضوعه بقدر الاهتمام البالغ والحرص على ايصاله لولي الامر لاقناعه بأهمية تسجيل الابن ببرنامج للحاسب الآلي في واحد من المراكز التي بدأت تكثر مؤخراً في المدن والقرى ولعلها مفيدة. غير ان الملفت ان الرسالة تمعن في الثناء على البرنامج والقائمين عليه كخبرات نادرة ويعتبر الطالب خاسرا لو لم يسجل ضمن المتدربين لديهم، وتقدم الرسالة عروضاً مغرية لأولياء الأمور ضمنها خصم خمسين ريالا إن سجل اثنين من أبنائه في هذه المدرسة لدى المركز ذاته وفي البرنامج نفسه، مع التحذير بأن الفرصة ستفوت على من لا يبادر من الغد. وتساءلت وغيري من اولياء الامور عمن سمح بتوزيع تلك الرسائل العاجلة على الطلاب صبيحة اول يوم دراسي ومن المستفيد في المدرسة من توزيعها؟ وكان المنتظر من ادارة المدرسة ان توزع نماذج ذات حقول تعبأ من قبل اولياء أمور الطلاب بإشراف المختص بالمدرسة تتضمن معلومات كاملة وشاملة عن احوال الطالب الاسرية والاجتماعية والمرضية ان كان يعاني من الحساسية او نحوها، وهل هو برعاية والديه أم يتيم ونحو ذلك من الامور التي يجب ان تكون مدونة في ملفه الخاص بالمدرسة. وقد يكون ملفه القادم من الابتدائية يحتوي شيئا من ذلك ورغم ان تلك المدرسة لم تعمل به فان من الواجب تحديث المعلومات وادخالها بالحاسب والاستفادة منها عند أي طارئ للطالب بدلا من استدعاء ولي الامر عند كل صغيرة وكبيرة لاثبات ان ابنه يعاني من عارض او يحتاج لشيء يلزم تعاون المدرسة نحوه، العملية التربوية التعليمية لا تتضمن الترويج لبضائع او مراكز حاسب أو اندية رياضية ونحوها.. والمربون مؤتمنون على ذلك.
|