|
* الطائف هلال الثبيتي
لم تكن قريحة شاعرنا تحديد اتجاه شعره بل كانت هذه القريحة يقودها حيث يشاء دون التقيد قال:
والدهر يومان يوم لك ويوم عليك، بديوي بثقافته ونظرته الشعرية صور لنا هذا اليوم «يوم عليك» عندما قال:
ومع كل ميلات الزمن وقسوته إلا أن بديوي الوقداني لم يمل ولم يكل في سؤال الله سبحانه وتعالى لتغيير الاحوال حينما قال:
تجاهل الكثير من شعراء اليوم شعر الحكمة في حين كان في وقت بديوي أمراً مألوفاً يحاول الشاعر من خلاله ان يصف اختلاف البشر وطريقة تعاملهم حيث قال شاعرنا:
إلى أن قال:
تلك هي المدرسة التي تربى بها بديوي حتى أصبح شاعراً لا يشق له غبار تلك هي المدرسة التي فشل الكثير منا في تحقيق النجاح فيها إنها مدرسة الايام والمدح والهجاء قلّما تجتمع في قصيدة واحدة واذا اجتمعت تكون تأكيداً قوياً على شاعرية الشاعر وهذا ما فعله شاعرنا عندما كتب قصيدته الشهيرة التي جمع فيها المدح والهجاء التي قال في مطلعها:
وعندما نتابع شاعرنا في قصائده نجده لم يقف عند حد وصف حال الدنيا بل واصل التحذير من الدنيا ومواجهة احوالها المتقلبة بالايمان والصبر والعزم حيث قال:
إلى أن قال:
شعر الموقف لم يكن غائباً عن شاعرنا ونجد ذلك في الكثير من القصائد التي أصبحت الرواة تتناقلها ولعل الموقف الذي صور فيه اصابته ببندقيته كان واضحاً عندما قال:
وإذا كان بديوي مدح وقال الحكم وشعر المواقف فإن شعر الغزل كان له في حياته مكان خاص عندما قال المجرور الشهير: يا بارقاً لاح في القطر اليماني بان نوه يقود دن الرعد وامطرا سريت أخيله وعيني ساهره يوم الخلايق رقود والفكر ما غيرا واوجد روحي على أيام مضت يا ليتها لي تعود لو كان بالمشترا وهناك جانب آخر أبدع فيه بديوي وهو شعر المحاورة وهذه الميزة التي تجمع بين شعر النظم وشعر القلطة ربما يكون قلة عند الكثير من الشعراء ولعل المحاورة التي جمعت بين بديوي والعليمي كانت دليلا على ما تمتع به شاعرنا من ملكة شعرية كبيرة. بديوي:
العليمي:
خاتمة: ها هو شاعرنا بديوي الوقداني الذي مات عام 1296هـ مازال شعره تتناقله الرواة جيلاً بعد جيل وذلك لما يتمتع به من قوة في الالفاظ وترابط وحكم جميلة ورائعة ساعدت شاعرنا على البقاء في ذاكرتهم. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |