Saturday 9th august,2003 11272العدد السبت 11 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

12-8-1390هـ الموافق 13-10-1070م العدد 315 12-8-1390هـ الموافق 13-10-1070م العدد 315
خطى على الطريق
عن جزيرة بعيدة في المحيط؟!..
بقلم: عبدالعزيز العمران

في مطار «ريكيافيك» - قبل عامين - قال لي موظف الجوازات وهو يضع تأشيرته على جواز سفري: انت صحفي.. هل ستكتب عن «آيسلند»..؟
قلت: بالتأكيد.. سأكتب..
وابتداء من هذا الاسبوع سأتحدث عن «ايسلندا».. وفاء لوعد سجلته على نفسي في المطار.. ووفاء لاسبوع واحد عشته - طولا وعرضا - في تلك المدينة الصغيرة.. البعيدة.. الشبيهة جدا بالحي الامريكي في مدينة الظهران.
«ايسلندا».. جزيرة منعزلة في مكان قصي من الدنيا.. بديعة الطقس بالعزلة.. والوحشة.. اول ما يوحي به الليل.. واشد ما تكابده النفوس.. في صدور اهاليها..!
مكانها على الخريطة شمال الاطلنطي.. في منتصف الطريق تقريبا بين النرويج.. وكندا.. ليس وراءها الا جزيرة «جرينلند» الجليدية المقفرة.. والمحيط المتجمد الشمالي.. انها - باختصار - على حافة القطب.. حيث يشير محور الارض وهي تدور حول نفسها.. الى ناحية من السماء لا تغيب عن الانظار.. الامر الذي يفسر: لماذا «ايسلندا» ابداً في كبد السماء نجومها..؟!
في الماضي البعيد كانت «ايسلندا» جزيرة مجهولة الى ان اكتشفها «الفايكنج».. اكثر القراصنة شهرة بالقسوة.. والوحشية.. في البداية كانت مجرد مخبأ امين لاساطيلهم.. ثم اصبحت وطنهم مع السنين.. اما اليوم «فايسلندا» بلد مستقل.. السكان اقل من ر بع مليون.. العاصمة «ريكيافيك».. والمدينة الثانية «كلفافيك» وكلاهما على الطرف الجنوبي الغربي للجزيرة.
اقتصاديا.. تعتمد «ايسلندا» على المعونة الامريكية.. وصيد الاسماك.. والسياحة.. وتنتمي اقليميا الى «النادي السكندينافي» مع الدنمرك والسويد والنرويج وفنلندا.. وهي في حلف الاطلسي اصغر الشركاء.. باستثناء «اللكسمبورج» طبعا..!
دوليا.. «ايسلندا» بلد مغمور.. نادرا ما تتجه اليها الاضواء.. ليس لها وزن في العلاقات الدولية.. ربما بسبب فقرها ومكانها القصي من الارض.. لكن لها اهمية «استراتيجية» قصوى بالنسبة للولايات المتحدة وكندا.. فيها قاعدة بحرية كبرى للغواصات الذرية الامريكية.. المزودة بالصواريخ ذات الرؤوس «الهيدروجينية».. وفيها محطة «»للانذار المبكر» بالهجوم الجوي السوفياتي.. تابعة للقيادة الجوية الاستراتيجية للدفاع عن امريكا الشمالية.. فصحارى سيبيريا الشاسعة ليست بعيدة من هنا.. على مرمى حجر وراء القطب الشمالي.
باختصار:
قالت: هل الجبناء.. اطول اعمارا من الشجعان..؟!
قال: العجيب ان الشجعان اطول اعمارا.. ربما لانهم وهم يدورون حول الموت يكتسبون «قوة طاردة» تبعدهم عن المركز.. انهم يسقطون عندما لا يدورون.. او عندما يدورون بسرعة أقل.. فيفقدون بالتالي افلاكهم ويسقطون!
واذا كان كثير من الجبناء يعيشون طويلا.. ولا يسقطون الا بعد حين - والموت هو مركز الدائرة في هذا المثل - فليس معنى ذلك انهم «اجرام».. ابداً.. كأنهم نشارة من الخشب تلهو بها الريح في الفضاء.. ثم تتجه الى القاع عندما لا تهب الرياح..!
قالت: اذن.. هل انت جرم».. او نشارة خشب؟!
قال: أنا لي نظرة خاصة الى الموت.. تقوم على الايمان.. لقد اكتشفت بعد تفكير طويل في حقيقة الحياة والفناء ان ثلاثة ارباع الرهبة من الموت قد تبخرت من نفسي.. وبقى الربع فقط..!
واضاف ضاحكا: وهذا «الربع» رهن اشارتك.. متى تأمرين..!
قالت: هل حياتك رخيصة عندك الى هذا الحد..؟!
قال: ابدا.. انها عزيزة .. وغالية.. لكني اضعها تحت تصرف من يقدرونها اكثر مني.. وهم يقررن متى اموت.. يختارون الزمان.. والمكان.. والقضايا؟!
* ثريا قابل - كما تعرفون - من ابرز الكاتبات السعوديات. .. واكثر اذا وضعنا دورها «الاجتماعي» في تقديرنا..!
اسلوبها جذاب.. «وترغى» كأية ست بيت معتبرة.. لكن بالقلم.. بدلا من اللسان!
العجيب أن كلمة «الرغي» وردت في يومياتها أمس في «عكاظ».. أربع مرات..؟!
* مساء الاحد الماضي قال لي الاستاذ صالح السالم مدير عام مؤسسة الجزيرة..وهو يفتح «درج» مكتبه.. ويقدم لي نسخة من ملحق «اليمامة» النسائي: انظر هذا من انتاجنا.. يقصد ان الملحق طبع على مطابع الجزيرة.. لقد كتب هذا الملحق الاعتقاد السائد بأن مجلة اليمامة اصيبت «بالعقم» او انها بلغت «سن اليأس» فالمدلول الاول لمجلة «هي» اثبات مقدرة اليمامة.. على انجاب مولود بهي الطلعة.. جذاب التقاطيع..!
ان محمد الشدي.. وخيرية السقاف.. يدفعان الكرة الى الامام.. ومن حقهما ان نصفق بشدة.. «كمتفرجين»..!!
آخر الكلام


احرام على بلابله الدوح
حلال للطير من كل جنس..؟!

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved