Saturday 9th august,2003 11272العدد السبت 11 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

العيون وتغيرات الفصول العيون وتغيرات الفصول

  العيون تتأثر بالتغيير في الجو ونتكلم في هذا الموضع عن الحرارة أو الأتربة أو الجفاف الشديد أو تلوث الجو بالملوثات الأخرى التي تنتج من أبخرة المصانع، المكابس، أفران بلدية، ماكينات مصنعة قديما مما ينتج عنه تأثر في العين سواء من الخارج على الجفون والوجه أو على منطقة الرموش أو الملتحمة أو القرنية، أو طرف الكيس الدمعي أو القنوات الدمعية.
ولكي ندرك ماذا يحدث بشكل دقيق لابد ان نتطرق إلى تكوين هذه الأجزاء من العين والوظائف وطريقة عملها وقابلية المرض والدخول في تفاصيل عن العملية الفسيولوجية ثم نتطرق من هنا إلى باثولوجيا المرض حتى يدرك الجميع طبيعة هذه الأمراض وأسبابها وطرق الوقاية.
جفن العين يتكون من الجلد الخارجي وله طبيعة خاصة هي أن طبقة الكيوتين التي تغطيه ليست سميكة ولكن تحوي أعصاب ونهايات أعصاب كثيرة تمكن العضلة الداخلية من التنبه وعمل حركة الانقباض ومن ثم غلق العيون عند حصول أي تهديد خارجي مثل حشرات أو أجسام متطايرة أو أي تهديد خارجي وهناك مسار من نهايات الأعصاب للإحساس بالحرارة أو البرودة أو تغير الهواء حول الجلد أو خلاف ذلك والجزء الثاني من الجفن هو طرف الجفن أو الرموش وكل منهم له وظيفة حيث ان الرموش لها خط معين حول طرف الجفن وهي تتجه بزاوية منفرجة إلى الخارج والجذور مزروعة في مكان محدد وذلك يمنحها قدرة على وظائف معينة منها حماية العين من الخارج بأن تمنع الأتربة والأجسام الغريبة سواء عضوية أو معدنية أو كربونية من بقايا عوادم سيارات أو مكابس وهناك نهايات الأعصاب التي تساعد من خلال مسار داخلي سريع على رد فعل عكسي وهو موجه إلى عضلة الجفن مما يؤدي إلى غلق الجفون فوراً عند أي تهديد سواء أتربة، أجسام غريبة، روائح، خلاف ذلك ويتم غلق الجفنين معاً عند أي تهديد لأيهما.
ولكن هناك حركة غلق طبيعي للجفون وظيفتها تحريك سائل الدموع حول العينين لكي يبقى الحيوية وينشر المواد المطلوبة من اكسجين وجلوكوز ومواد الحماية ضمن الميكروبات وخلافه ويتم عمل الجفون بشكل منتظم أي غلق لا إرادي كل ثلاث ثوان وهناك أمراض تعطل غلق الجفون مثل العصب السابع أو العصب الخامس اللذين يؤديان إلى جفان العيون بسبب عدم تمكن سائل الدموع من الدوران حول العيون بشكل فعال وبالتالي فقدان الحماية والحيوية من سطح العيون خاصة القرنية والملتحمة.
إدراك تفاصيل وظائف الرموش وطرف الجفن هو شيء أساسي لإدراك أسباب جفان العيون وأمراض الملتحمة وأمراض تغيرات الفصول وخلاف ذلك.
والجزء الثاني من هذا المضمار هو الدموع وهي تتكون بأسلوبين أولا هو جزء الأساس أي طبقة بروتينية جيلاتينية تحمي العين من الخارج وتفرز أساساً من غدد الميبويمان في الجزء الداخلي للملتحمة والتصاقها مع الجفون وهذا يغطي العيون من الخارج بشكل مستديم ويستعوض فقط وهو السبب في شفافية القرنية من الخارج ويحمي المواد الغذائىة المنقولة للأغشية حول العين والسطح الخارجي للقرنية وخلاف ذلك.
وهناك الجزء الأوسط من الدموع ويحتوي على مواد بروتينية ومواد للمناعة وبعض مضادات البكتيريا وخلاف ذلك ثم هذه الطبقة تفرز أيضاً من غدد بالجفون ويمكن أن تستعوض من الغدد الدموية أو غدد الجفون الأخرى حيث تحتوي على مكونات عديدة أو الجزء السطحي وهو مادة مائية وأملاح وغير ذلك من الزيوت والأملاح وخلافه وهذه المكونات تتجسد في مجملها بإعجاز منقطع النظير لكي يكون مركبا في النهاية بتعادل يميل إلى مكافحة القلوي أو الحامض مما يؤدي إلى مكافحة أي تلوث أو جسم غريب حامض ولكن مقاومة الأجسام أو السوائل القلوية الكادية تكون ضعيفة مما يؤثر سلباً على القرنية والملتحمة ويؤثر بالتالي على الوظائف الحيوية للشفافية وكذلك حماية الأنسجة الأخرى.
الجزء الثالث الذي نتحدث عنه هو الجزء المهم وهو عضلة الجفون التي تتكون بايجاز شديد من دوائر من الأنسجة العضلية التي تنشأ وتثبت في أماكن معينة من أطراف الحجاج الذي يكون عبارة عن حجرة عظمية قشورية تحتوي على المقلة والعضلات الخارجية للعين.
وهذه العضلة بها جزء عضلات إرادية وجزء عضلات لا إرادية وهي تحمي العيون من الخارج كما ان لها وظيفة الحماية كما ذكرنا سابقاً ولكن هذه التركيبة الفريدة تسمح بغلق الجفون ولابد من الإشارة بأن حركة الجفن العلوي أساسية وحركة الجفن السفلي ثانوية وأساس الحماية من الجفن الأعلى ومدى صحة الرموش به والعضلة التي تنقبض ومن ثم تحمل في طياتها صلبة خاصة بالجفن تقوم بحماية الجزء الأمامي من القرنية ومن ثم العين ومثلها مثل الدرع المتواضع الذي يتحمل الجزء الأكبر من أي إصابة وبالتالي فإن عملية حركة الجفن اللا إرادية التي تحدث كل ثلاث ثوان هي شيء أساسي لحركة الدموع وحماية المقلة.
استمرار حركة الجفون متجانسة أساس لحماية العينين معاً وهنا أساس في هذه الوظائف.
الجزء الأخير هو الكيس الدمعي والقنوات الدمعية التي تكون جزءا مكملا أساسيا في هذه الوظائف حيث ان تحرك الجفون اللا إرادي يؤدي إلى استكمال دورة سائل الدموع إلى داخل فتحات القنوات الدمعية التي هي على طرف الجفن من ناحية الأنف وذلك من الجفن العلوي والجفن السفلي أما من ناحية الكيس الدمعي فهو محاط ببعض الألياف العضلية اللاإرادية التي تتحرك من الجفون لا إرادياً فتؤدي إلى عمل مضخة من الكيس الدمعي وبالتالي تقوم بشفط سلبي للدموع الواردة فتدخل القنوات الدمعية وتؤدي إلى التخلص من الدموع ومنها النفايات من أجسام غريبة وخلاف ذلك.
أي خلل في هذا النظام يؤدي إلى تقليل سرعة الدموع وبالتالي سكب الدموع خارج العين كما أن أي تغيير بالالتهابات في نظام الخلايا بالجفون يؤدي إلى أنواع مختلفة من جفان العيون التي مع استمرار التهابات صيفية ومتكررة إلى دائرة مفرغة من جفان العيون المزمن الذي إذا لم يعالج بشكل حاسم يؤدي إلى مشاكل وأمراض متعددة من الجفان. والاحمرار المزمن والالتهابات المتكررة والسحابات بالقرنية والملتحمة مع نقص في فيتامين (أ) يؤدي إلى زيروزس الذي دائماً مايكون في المكان الطرفي من القرنية وعلى الملتحمة كما يؤدي إلى تفاقم الجفان كذلك الالتهابات المزمنة غالباً ما تؤدي بعد سنوات إلى تكون غشاء مستمر مزمن وهذا فيه خطورة فعلا حيث يتحول إلى نوع من أنواع الأورام الموضعية الخبيثة التي لا نرغب ان نراها بسبب جفان بالعيون والتهابات متكررة.
لذلك فإن بداية خيط الالتهابات التي قد تتكرر مع تغيرات الفصول نتيجة عوامل قد تكون داخلية في الإنسان نفسه مثل الحساسية ضد بعض العوامل الجوية أو الالتهابات تؤدي إلى تغيرات في الأغشية والقرنية بالعينين وقد يكون الالتهاب أكثر في إحدى العينين عن الأخرى مما يؤدي إلى وجود مرض قد يساء تقديره ويعتقد ان هذا الالتهاب وقتي ولكن هناك أساليب كثيرة لقياس هذه الحالة مثل اختبارات الدموع وكذلك اختبار طبقة الحماية بالقرنية بالفلورسين أو قياس مقدار قدرة الكيس الدمعي في تخريج الدموع من خلال الأنف أيضاً باستخدام الفلورسين وهذا بالتالي يقيس سرعة اخراج الدموع وكميات خروجها.. وكذلك المعمل يقوم بدور كبير في عملية الحساسية المزمنة خاصة في السهر من 5-15 سنة وفي بعض الأحوال البيئية مثل مزارع الدواجن، الأسمدة، صناعة الحديد والصلب وبعض الصناعات الملوثة التي تحتاج للوقاية والمعمل هنا يقوم بعمل اختبار على سطح جلد الذراع للمصاب لكي نصل إلى أسباب الحساسية وبالتالي إضافة إلى طرق العلاج المختلفة يمكن تجنب هذه الأسباب هناك بعض الحالات التي تعاني من اعتلال مزمن في الغدد التي تفرز الطبقة البروتينية والجيلاتينية التي تحمي العين من الخارج خاصة القرنية والملتحمة وهذا من أثر تكرر التهابات قديمة في الطفولة مع عدم استخدام العلاج الواقي لهذه الحالات مثل حالات التراكوما المزمنة أو حالات الالتهاب الطرفي والميكروبي المزمن لطرف الجفن الذي يؤدي بدوره إلى تليف في الخلايا والغدد الصغيرة في الجفن التي تفرز طبقة الحماية مما يؤدي إلى انحلال مزمن وجفان يؤدي لتكرار الالتهابات بأنواعها.
ومن هذه النقط المتعددة لايجب ان يستهين المريض بحالته ويترك الاحمرار أو بعض الافرازات القليلة حتى تزول لحالها بل يكون من اللازم ان يتم الكشف الدقيق بواسطة الاستشاري حيث يتم اختبار السائل الدمعي ودورته وطريقة تصريفه كما ان اختبار الجفان من عدمه أثناء الفحص مهم للغاية في تقييم الحالة كما أنه في كثير من هذه الأحوال ومع وجود مرض السكر أو الروماتويد أو بعض أمراض التهاب المفاصل الأخرى لابد من إعادة الفحص وبعض التحاليل المهمة التي قد تصل إلى نتائج حاسمة في هذا الموضوع وقد تضاف بعض العقاقير اللازمة للحالة العامة ويهم في هذه الحالة ان الحد الأدنى من استخدام مواد الكورتيزون أو الاستعاضة عنه بالمواد المضادة للالتهاب الأخرى مثل الفلدين والفولكارين وخلاف ذلك وكذلك في القطرة تستخدم مواد مثل المضادة للاحتقان والملطخة التي تحل محل طبقة الدموع اللزجة وهي بشكل مواد جيلاتينية وجدير بالذكر مع كثرة استخدام العقاقير لابد من متابعة ضغط العين كثيراً وبشكل منتظم حتى لا يكون أحد العقاقير سبباً في زيادة ضغط العينين مثلا في انسان قابل لهذا أو ان يحدث ضمور في العصب البصري من دون ان يلتفت إليه وهذه الأمراض سارقة البصر لايجب ان تهمل لا من المريض لأنها في عينيه في الأساس وهو الذي من واجبه ان يواظب على الفحص بشكل دوري ومن ناحية الطبيب المتخصص والاستشاري يستطيع ان يساعد المريض بإذن الله على الشفاء وإن كان هناك نسب قليلة يحتار فيها أحاييل وعلوم الأطباء ومازال هناك الجديد في استخدام عقاقير مختلفة مع نسب مختلفة وبعضها يحتوي على مواد جديدة من مضادات الحساسية أو بدائل للكورتيزون أو بدائل من مواد جيلاتينية تحافظ على اللزوجة وتمنع الجفان والبعض يحتوي على مواد مركبة من الكروم ومشتقاته مما يقلل من تكوين الخلايا المثيرة للحساسية.
أرجو ان نكون في هذا الجزء قد فقدنا الكثير من أسباب الحساسية وجفان العيون من ناحية الاعراض، المضاعفات، طرق الوقاية والطرق العلاجية المختلفة وعسى الله ان يساعد الاطباء ومن معهم على الوصول إلى أنجح الطرق لحل هذه المشكلة المتكررة والصعبة بإذن الله.

د. محسن جابر
استشاري ورئيس قسم طب وجراحة العيون

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved