Saturday 9th august,2003 11272العدد السبت 11 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

التداوي بالتداول ...! التداوي بالتداول ...!
عبدالله بن محمد السحيم /alsohaem@hotmail.com

حين يسبر الناظر في المجتمع الثقافي يجد ان الانطلاقة الفاعلة والمؤثرة يكون مدى تأثيرها وفاعليتها متعلقاً بمستوى الهم الذي يدفعها الى مرحلة الانطلاق ومن هنا تبرز لنا أهمية تلك الفكرة المتداولة والمطروحة وتكمن أهميتها في معالجتها لقضية ما، تلك المعالجة التي تبعث على روح النقاش والالتحام الثقافي والتبادل المعلوماتي بين شرائح وفئات شتى، غير ان هذه التجمعات المعتركة أحياناً قد يحمى الوطيس النقاشي بها إلى مرحلة الجدل ومن مرحلة الجدل إلى مرحلة حب الانتصار ومن ثم كره الآخر ومحاولة ملكية أدوات النقاش أو العلاج مثلا والاستنساد بها رغم مجانبتها أحيانا لجادة الصواب المستقيمة بل قد يكون هذا الاحتكار العلاجي لا يفي وحده بمتطلبات ذلك الجسد المريض الا بالنزر اليسير منه، هذا الخطأ الفاحش كان نتيجة طبيعية لغياب وإهمال تدويل الفكرة وتدويل التفاعل معها وتدويل العلاج الناجع لها، ذلك التدويل المصاحب بأطباء العقول والأقلام وأخصائيي الفكرة الهادفة ومستشاري الحس الثقافي الإسلامي الرائد الذين يقضون على العنف الاحتكاري ذلك العنف الذي يفني بدوره على رواد الفكر في مهد الحرف المنتظر كما يطمسون على معالمه ويهمشونها ويلقونها بعيداً غير آسفين عليها في غياهب الجهالة ، غير ان إهمال التداول يجعل المهملين والمغيبين يبحثون عن متنفس لهم ولو كان هذا المتنفس في مستنقع آسن ما دام انه سيجد فيه أو حوله مكانا خصبا لنمو فكره وتغذيته بل قد يدفعه الحنق مع الحمق أحيانا إلى طبيعة الانتقام من أولئك الذين أغلقوا في وجهه الأبواب أو طردوه للأسف وما يحمله معه من فكرة لم يهتم لها أو يتمكن من طرحها أو شائبة لم يساعد على زوالها أو شبهة باطنة لم يتضح له وجه خطاها أو فكرة صائبة لكنها لم تجد التفاعل معها أو طاقة لم يحسن توجيهها فيرحل عنا ذلك الحبيب وقد تحول والكل يتحمل جزءا من ذلك التحول إلى أداة في يد غيرنا قد توجه في يوم ما ضدنا، إذن ففتح الأبواب أمام المستفسرين قد يسقط أغلب قناعاتهم فقط عند عتباتها، وعلى هذا فإننا حين ندعو إلى ضبط الإقدام وضبط الإحجام فإننا نعتب أولاً على من يبالغون في ضبطهما أو يتساهلون بالضد من ذلك نحوهما كما نعتب على من ينتزعون الاقتناع ولا يهتمون لأسباب الامتناع عن الاقتناع ومحاولة علاج ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة أو معالجة الخطأ المصاحب لمحبي الانتزاع بالقوة بعد ان يعترف الجميع انهم ذوو أخطاء وان الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل وان الأقوى دائماً والأكثر جمهوراً وحشداً لا يعني بالضرورة انه الصحيح فكراً ومذهباً فقد يعميه غبار الاغترار عن إبصار سبيل الأبرار، فلو اعترف كل منا بخطئه لأمكننا بإذن الله ان ننمي مؤسسات الإصلاح وان ندفع عجلاتها وان نتدارك أوضاعنا بجدية وإخلاص ولكن المشكلة ان البعض قد يتساهل في المحافظة على سلامة جسده حتى يمرض ثم يتساهل في البحث عن الدواء حتى يستفحل الداء وبعد ان يستفحل ذلك الداء تبدأ معالم الحزن والحسرة تدب فيه وفي أوساط أهله والمقربين منه وهم يرون الجسد يستأصل عضواً عضواً بعد ان أكلته الآكلة وهم بلا ريب سيشاهدون مراحل الموت شاخصة أمام أعينهم.
نعم إنهم أبناؤنا وإخواننا فلذة أكبادنا نحبهم ويحبونا يهمنا ما يهمهم ويحزننا ما يحزنهم فهل نفتح لهم صدورنا وهل نحتويهم بأيد حانية وقلوب عطوفة ورحيمة؟؟
ألا تساعد الغريق بإلقاء الحبال إليه؟ ألا نرشد التائه إلى طريق الوصول؟ ألا نسعف المريض بالدواء المفيد؟ بل ألا نهتم بأمر الجميع لنكون منهم كما ثبت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ونسارع إلى العمل بذلك لننعم بالخير والاطمئنان .. آمل ذلك..

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved