Saturday 9th august,2003 11272العدد السبت 11 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الشاعر الكبير حسن فتح الباب.. لأول مرة: الشاعر الكبير حسن فتح الباب.. لأول مرة:
في الحب والحرية والمقاومة وتنويعات على لحن السندباد
قصائد المقاومة والحب تناسب اللحظة الراهنة للأمة العربية

* القاهرة - مكتب الجزيرة - عتمان أنور:
يعد الشاعر حسن فتح الباب من أبرز من كتبوا الشعر بمدارسه المختلفة وهو صاحب اصدارات وفيرة في مجال الشعر كذلك في مجال النقد وأدب الرحلات غير أنه لأول مرة يقوم بترجمة مجموعة من القصائد لشعراء عالميين واصدر هذه الترجمة في كتاب حمل عنوان «في الحب والحرية والمقاومة» مؤكداً أن هذا الكتاب يأتي في لحظته المناسبة لما يشهده العالم العربي من أحداث تتطلب التحدي والمقاومة.. حول اصداراته الأخيرة ومشواره الأدبي كان هذا الحوار.
* ماذا عن تجربتك في ترجمة الشعر وكتاب في الحب والحرية والمقاومة الذي صدر أخيراً؟
بالفعل صدر لي مؤخراً كتاب لأول مرة قمت فيه بترجمة مجموعة من القصائد العالمية بعنوان «في الحب والحرية والمقاومة» ولكن هذه ليست المرة الأولى التي أقوم فيها بالترجمة فانا أترجم منذ 20 عاماً، ولكن هذه أول مرة انشر فيها ولم يخرج مجال الترجمة عن مجالي سواء الشعر أو محور كتابتي الشعرية وهو الحب والحرية والمقاومة، فقد ترجمت في هذا الكتاب لشعراء المقاومة مثل بول ايلوار ولويس اراجو وغيرهم لان شعراء المقاومة هم في نفس الوقت أعظم شعراء ا لحب في كافة العصور وكان اختياري قائم على ما تضمنته هذه الأشعار من نزعة انسانية واخذت قصائد فرنسية وانجليزية لم يسبق ترجمتها فتجد ملحمة من التراث الشعبي في اقليم البوسنة والهرسك وهي تعبر عن مأساة زوجة حسن أغا وهي ملحمة شهيرة هناك حيث قهر الزوج لزوجته والحيلولة بينها وبين رؤية اطفالها وقد ترجمت هذه الملحمة شعراً لأول مرة باللغة العربية.
* ولماذا تركت الشعر ولجأت إلى الترجمة الآن؟
- كتابتي الترجمة والنقد ما هي إلا كتابات في وقت الفراغ أو وقت الهدنة مثل المحارب الذي تجده في وقت الهدنة يغني على قيثارته فهذه ليس إلا هدنة فلو لم تهبط علي عروس الوحي والالهام اكتب الترجمة أو النقد لأنها بطبيعة الحال تتمنع ولا تهبط في كل وقت فاستثمر وقت فراغي في كتابة النقد والترجمة.
* وماذا عن ادب الرحلات وكتاب «تنويعات على لحن السندباد»؟
- تنويعات على لحن سندباد تأخر في الصدور فقد انتهيت منه منذ سنتين وصدر مؤخرا عن الهيئة العامة للكتاب ولكنه يختلف عن أدب الرحلات في أنه لا يقتصر على تصوير المكان والزمان أي البلدان التي قمت بزيارتها في أوروبا وأمريكا والعالم العربي وانما يعبر عن مشاعري وخفقات قلبي وهي تقترب في نفس الوقت من أدب السيرة الذاتية لأنها تعكس أحداثاً من حياتي على الأحداث التي أرويها فحين زرت بودابست عاصمة المجر ورأيت نهر الداناو الذي يقسمها قسمين خيل إلى أن موجات نهر النيل الرقيقة تطفو على سطح الداناو كما كان شعوري أيضاً حينما زرت باريس لأول مرة ورأيت نهر السين واعادني ذلك إلى ذكرياتي على نهر النيل وتمتزج الشخصيات التاريخية المصرية بشخصيات أبطال البلاد التي زرتها فمثلاً استرجعت صورة البطل أحمد عرابي وانا في الجزائر حينما كنت أشاهد صورة الأمير عبد القادر الجزائري، كما شاهدت صورة عبد الناصر وأنا اطلع الى صورة هواري أبو مدين فالكتاب هو مزيج من أدب الرحلة والمذكرات والذكريات والسيرة الذاتية.
* هذا يعيدنا الى ذكريات نشأتك الأدبية؟
- نشأت في حارة المجدلي بحي شبرا وكان حياً فقيراً في فترة الثلاثينيات وأكملت دراستي الثانوية ونميت ميولي الأدبية التي كنت قد اكتشفتها بداخلي في مرحلة مبكرة من حياتي ودخلت كلية الآداب بمجانية دائمة بعد أن اجتزت اختبارات على يد عميد الأدب العربي طه حسين وأحمد أمين وبعد عام من التحاقي بكلية الأداب اردت دراسة الحقوق مع الاداب وكان هذا جائزاً في ذلك الوقت ولكن في نفس العام صدر قرار بمنع الالتحاق بكليتين وكان عليَّ أن اختار بين الحقوق والأداب فاخترت الحقوق رغم ان الشعر كان يسكنني وبمثابة الروح التي تسري في وجداني ولكن القانون كان الثقافة التي سوف استفيد منها بلا شك وبعد تخرجي التحقت بكلية الشرطة وعملت ضابطاً وواصلت دراساتي العليا في القانون وحصلت على الدكتوراه في القانون الدولي، ورغم ذلك كنت اشعر دائماً أن الشرطة سلطة مكروهة من قبل الناس وكانو يخافون منها لذا قدمت استقالتي وقد كان نتاجاً لفترة عملي كضابط شرطة يسكنه الشعر ديوان كامل لهذه التجربة بعنوان احداق الجياد وعنوان جانبي اعترافات الحارس السجين وبعدها تفرغت للكتابة وخاصة الشعر الذي يمتلك وجداني.
وعلى مدى سنوات طويلة كان تطوري الفني من المدرسة الرومانسية إلى الواقعية بالاضافة إلى المساحة السيريالية التي تجدها بسهولة في اشعاري فرؤيتي للأشيادءمن حولي تكون ذات طابع شاعري دائماً لأن الشعر هو الوحيد الذي يمتلك كياني ولا أستطيع التعبير عن الشعر حتى وصلت الان الى أكبر نقلة متطورة في حياتي وهي القصيدة البرقية حيث تمكنت من الوصول إلى أقصى حالات الكثافة الشعورية وبأقل الكلمات انفذ إلى جوهر الاشياء بلغة بسيطة وصولاً للمعنى الذي ابتغيه وهذا منذ ديواني «سلة من محار» الذي حصلت به على جائزة بن ترك الابداعية والذي يعتبر الديوان الثالث عشر ثم تلاه ديوان «العصافير تنفض اغلالها» و«البلابل والجلاد» وقصائد معظمها من القصائد القصيرة المعروفة بالتقنية الخاصة التي يلجأ اليها الشعراء في مراحل متقدمة من مسيرتهم الشعرية لأنها من أصعب القصائد لتكثيفها الشديد فقد تصل إلى بضعة أسطر وتشكل عالماً قائماً بذاته ويسمى هذا النوع من القصائد بالبرقية أوالقصائد الومضية كما يطلق عليها النقاد، وشملت دواويني الأخيرة النزعة الى التحرر والانطلاق سواء على مستواي كشاعر بما أنشده من حرية أو على مستوى الشعوب.
* رغم أن بدايتك كانت بالشعر العمودي ثم انتقلت الى الشعر الحر فلماذا لم تكتب قصيدة النثر وما رأيك فيها؟
- بالفعل بدأت الشعر الحر المسمَّى بقصيدة التفعيلية الذي يتحقق فيه العنصر الدرامي الذي نفتقده في القصيدة العمودية وواكب هذا انتقال التحول من الأغراض الشعرية القديمة الى الرؤى الحديثة ومن الرومانسية الى الواقعية وكل دواويني ال 16 من شعر التفعيلة فانا لم أنشر القصائد التي سبق وان كتبتها بالشعر العمودي سوى أول ديوان لي الذي كان يحمل عنوان «من وحي بور سعيد» والذي تضمن ثلاث قصائد فقط من الشعر العمودي وكانت مقطوعات متعددة القوافي وارتفع فيها الحس الغنائي وهذا هو الديوان الوحيد الذي مزج بين الشعر العمودي والحر ولكن لم أكتب قصيدة النثر فالنثر ليس شعراً ومن حق كل أديب اختيار القالب الذي يصوغ به تجربته ومع ذلك فانا لست ضد قصيدة النثر ولكن 90% من قصائد النثر لا تمت للابداع بصلة فالدخلاء عليها اضعاف المواهب ورغم ذلك فرضت اصواتهم على الساحة بمساعدة الصحف ولكن قصيدة النثر نوع ابداعي له جذوره فقد كان هناك ما يشبه قبل الاسلام وكان يسمى سجع وكان يقوم على تكثيف العبارة ثم تطور هذا النوع وأصبح يسمى النثر الفني في بعض كتابات الجاحظ والتوحيدي وقد بلغ الذروة عند المتصوف عبد الجبار التعزي في كتابه «الخطابات والمواقف» ثم تطور مرة أخرى في العصر الحديث لنجده في كتابات خليل جبران ومي زيادة ومصطفى صادق الرافعي وفي كتابه اوراق الورد وفي مصر كان حسين عفيفي المحامي حيث كان ينشر هذا النوع باسم الشعر المنثور في الاربعينيات فقصيدة النثر لها جذور ولكن الدخلاء الذين ليس لديهم موهبة حقيقية الذين ينشرون الان اشعارهم لا تمت للشعر بصلة حقيقية.
* وماذا عن مشروعاتك الحالية؟
- أعد الآن الجزء الثالث من أعمالي والذي يتضمن 6 دواوين وكان المجلد الأول والثاني صدر سنة 89 وتضمن 9 دواوين من هيئة الكتاب، كما أقوم حالياً بترجمة بعض النصوص الأخرى والتي تتسم ايضاً بالطابع الانساني اما محورها يدور ايضاً حول قضية الحرية والمقاومة واخذت هذين المحورين نظراً للظروف التي يمر بها الوطن العربي بعد احتلال العراق ومأساة فلسطين.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved