نعود إلى مشكلة التدريب ونحكي قصة أخرى.. النادي الذي نتحدث عنه اليوم لم يستقر على مدرب واحد منذ سنوات طوال، فقد تعاقب المدربون عليه، وفي كل فترة يجد النادي ان فريقه يعيش بلا مدرب يستعين بمدرب رعاية الشباب الذي لا يقدم ولا يؤخر في الفريق شيئاً لأن هناك فرقاً بين مدرب متفرغ للنادي وموظف فيه وبين مدرب الاعارة وعدم الاستقرار وبرنامج الاعارات هما السبب المباشر في تدهور بطل قصتنا لهذا اليوم، فالأخطاء متكررة والهزائم متوالية ومدرب يستقيل وآخر يستعار، فالفريق دائماً بين الاقتناع من فشل المدرب الأول والأمل في المدرب الجديد، إلا أن هذه الحالة كان لها رد الفعل الذي زاد الطين بلة، فالإدارة صارت لا تثق بالمدرب فهي إذن تتدخل في عمله ولا تعطيه حرية التصرف.
كثرة المدربين واختلاف آرائهم وخططهم جعلت من الفريق أشلاء ضائعة محطمة لا تجد من يجرمها ويقومها ومدرب متفرغ قوي الشخصية ضروري جدا لكل الأندية وللنادي الذي نتحدث عنه اليوم بصفة خاصة؟
قد تقولون: لماذا بصفة خاصة؟
والجواب ان عدم وجود مثل ذلك المدرب معناه استمرار هزائم الفريق بين دلع اللاعبين ومجاملات الإدارة وعدم توفر الثقافة الكروية وحيث إن النادي مازال يفقد المدرب المتفرغ القوي الشخصية فهو مازال في وضعه السيئ ولن يتحسن..
اليوم تعاقد النادي مع مدرب جديد وبدأ بتدريب الفريق وكان اهتمامه الكبير ينصرف إلى تمارين اللياقة وبافراط تسبب في ارهاق اللاعبين الذي أعطى نتائجه السلبية ومدرب آخر جاء بعده كان ينسى تمارين اللياقة ولا يهتم إلا بالخطط والفنيات، وحتى هذا ما أصاب، فالاعتدال شيء جميل ومفيد في كل شيء والتوفيق بين اللياقة والفنيات شيء ضروري لتكامل الفريق وتقويته من الناحيتين الفنية واللياقية.
مدرب ثالث كان رائعاً مع اللاعبين إلا أن مشكلته كانت مع الإدارة في لستة الفريق وفي أمور كثيرة وطبعا كانت النهاية انتقال المدرب عن هذا النادي ايها الإداريون في كل الأندية.
أولا: لابد من استغلال صندوق النادي بايجاد المدرب المتفرغ الجيد مهما كان ثمنه.
ثانياً: لابد من ترك المدرب ليتصرف كما يشاء بوحي من عقله وثقافته وخبرته دون ان يتدخل أحد في عمله. اتركوا له الحرية وبعدها حاسبوه وإذا كان لابد من لجنة فنية فليكن ولكن ليس من اختصاصها ان تتدخل قبل المباراة في اللستة أو الخطة ولكن تتصرف بعد المباراة في مناقشة المدرب ومحاسبته، فالمدرب حين يتذكر اللجنة التي تراقبه سيعمل المستحيل وسيجتهد في عمله لأن شعور الإنسان بمسؤوليته ومنحه الثقة الكاملة تجعله ليتحمس لعمله أكثر وأكثر.
|