تحاول الأمم دائماً ان تجد وسيلة إلى مجتمع متحاب ومتعاون يشعر افراده بالعلاقة الحقيقية بينهم، يتفقون في العقيدة، والفكرة والطريق والهدف.
وتحاول جاهدة ان تشحذ افكار العلماء، أو تستخلص نتائج الدراسات والتجارب، ولكنها رغم كل إمكانياتها لم تستطع الوصول إلى ذرة من أمل، ولكن مبدأ واحدا من مبادئ الدين الإسلامي يقرر هذه الأمنية التي يحلم بها مفكرو العالم..
«لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه..»
اخوة في الإسلام، اخوة في العقيدة تجعل الفرد يشعر انه جزء من اخيه يتوقف على حبه وايثاره وايمانه، وقبول العمل منه.. وليس حبا عاديا او اظهار شعور وعاطفة ولكنه حب متمكن يساوي محبة الرجل لنفسه، ولا شيء في الدنيا أحب إلى الإنسان من نفسه.
علاقة الود..
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
ثلاث يثبتن لك الود في قلب أخيك:
الأولى: أن تبدأه بالسلام.
الثانية: أن توسع له في مجلسك.
الثالثة: ان تدعوه بأحسن الأسماء إليه..
هذه العلامات من سنن الإسلام التي انبنى عليها المجتمع الإسلامي الأول الذي كان عمر بن الخطاب أحد أفراده ثم كان أحد رجاله ثم كان أحد قادته وموجهيه.
كانوا اخوة متحابين يثبتون الود والمحبة في قلوب بعضهم كل يوم بل كل ساعة، بل كل لحظة، فإذا تقابلوا بدأوا حديثهم بالسلام وإذا ضمهم مجلس تفسحوا فيه وأوسعوا للقادم وقدموا الكبير واحترموا الصغير.
وإذا دعا أحدهم أخاه تخير أفضل الأسماء والألقاب وأحبها إلى قلب أخيه حتى يدخل السرور عليه ويفتح قلبه لتقبل ما يأتي به من الأمور وهكذا كانت علاقتهم دينا ومبادئ ومثلاً تبنى المجتمع وتثبت دعائمه وتوطد أركانه حتى بلغوا القمة في التماسك والارتباط والاتحاد ونحن أحفادهم فهل نستطيع تقليدهم؟؟ إننا مدعوون لذلك.
|