مشكلتي أن خطي في كثير من الأحيان يكون غير مقروء، وكثيراً ما كتب لي أساتذتي عبارة «حسِّن خطك»، وخطي - بفضل الله - واضح وحسن، ولكن خطوط المستثمرين السعوديين هي التي تحتاج الى تحسين.
الخطوط العريضة مريحة وآمنة، وأما الخطوط الطويلة فهي مملة وتحتاج الى بعض الخدمات، لتصبح خطوطاً طويلة وعريضة وحسنة.. وكيف ذلك؟
الخدمات التي تخص خطوطنا الطويلة تنقسم مسؤوليتها الى جزءين: الجزء الاول مسؤولية الدولة ويشمل سفلتة تلك الخطوط الطويلة، وتوسيع مساراتها، وتوفير مراكز امن، مراكز اسعاف.. إلخ، وقد قامت حكومتنا الرشيدة - حماها الله - بتأدية مسؤوليتها على اكمل وجه، فجزاها الله خيراً.. واما الجزء الثاني من الخدمات التي تحتاجها طرقنا او خطوطنا الطويلة فهي مسؤولية المستثمرين السعوديين لأن مستوى بعض المحطات والاستراحات غير لائق بمستوى فخامة الطرق التي تقع عليها، وغير مشجع للاستراحة والاسترخاء.
في أوروبا خطوط سريعة وهامة، لا يصل مستوى فخامتها الى مستوى فخامة طرقنا، لكن الخدمات الاستثمارية والسياحية على تلك الطرق تتعدانا بمراحل، وذلك لأن المستثمرين الاوروبيين لهم طرائق حكيمة في جذب المسافرين لمواقعهم الاستثمارية.
وأما القرى التي تمرُّ بها الخطوط الطويلة في أوروبا فهي جاهزة لاستقبال السيارات وراكبيها احسن استقبال.. فلم يتم ترك المجال للمطاعم بخارية الارز مشوية الدجاج لوحدها، بل هناك تنوع.. ولم يتم اهمال نظافة وصيانة الحمامات، فحمامات نظيفة وبحالة تشغيلية جيدة، صحيح ان المسافر عليه دفع بعض الرسوم لدخول الحمام، ولا بأس في ذلك في مقابل ان الشخص الذي سيأخذ الرسوم سيقوم بتنظيف وصيانة تلك الحمامات وتوفير الصابون والمحارم والعطور، «وآخر دلع» إلخ..، المهم ان تكون الحمامات بحالة مقبولة ونظيفة.. وأما بالنسبة للاستراحات والغرف العائلية فهي منظمة ونظيفة، صحيح أن إيجارها أكثر من عشرين ريالاً، لكنها بها ميزات لم أجدها في بعض استراحات خطوطنا الطويلة التي سبق أن رأيت في إحداها حشرات طويلة أشنابها تُسمى صراصير.
فيا مستثمرينا المخلصين.. الوطن وطنكم، والخطوط الطويلة خطوطكم وتنتظر منكم الاستثمار الواعي، الذي يدرُّ عليكم الخير ويعود على واجهة وطننا الحضارية بالخير.. أعزائي : حسِّنوا خطوطكم الطويلة أثابكم الله.
| 
