لحظات يرتاح المحارب..
أيُّ محارب هذا الذي تتحوَّل أجزاء عمره كلُّها الى استراحة؟
أليس ذلك الذي فرَّغ ضميره من الاحساس بالواجب؟
أليس هو ذلك الذي غطس في بحر اللاَّمبالاة، ولا يفكر إلاَّ فيما يعود عليه شخصياً بما يفرحه، ويرضيه؟
أليس هو ذلك الذي يحمل على قدميه، فيكون في كلِّ محفل، وعينيه فيدسَّهما في كلِّ منظر، وأذنِيه فيشنفهما عند كلِّ حديث؟..
أوليس هو الذي لا يملأ زوادته إلاَّ بما يتسلَّى به من أعراض الناس، وأخبارهم، وأحداثهم؟...
هذا المحارب من أجل نفسه، الباذل وقته كلَّه لها كي تطمئن الى شهواتها، وترتاح عند رغباتها، وتبسط جناحيها على أديم الآخرين في تطفل، واقتحام؟.. لا ما يردعها.. فهو مجاهد من أجل الآخرين، يظهر لهم كالملاك..، يدافع عن هذا، ويكافح لسعادة ذلك، وهو في جهاد وجهد.. وحده من يحتاج الثناء، وله الجميع باذلين الدعاء؟!
أيَّ لحظات هذه التي تمرّ دون أن تكون فداءً لهذا المحارب ذي الألوان، ومختلف الشخصيات، والعديد من الأدوار؟.
فأيَّ محارب يبذل لراحة نفسه، وإرضاء نوازعها وقته ولا يحتاج الى راحة؟
وكم من الزمن يهدر في تحقيق الراحة لهذا النوع من المحاربين؟
هؤلاء..
تعبر بهم الناس، ولكن ثمَّة يوم يجيء.. ينقلب فيه المجنُّ على ظهره حين يعرف الناس أيَّ نوع من المحاربين استراحوا طويلاً في ضيافتهم ولم يغادروا، فيحملون عليهم، و.. يفتحون الأبواب كي يخرجوهم من ديارهم ليسيحوا في صحراء لا راحة فيها ولا زمن!!.
|