لا تفارق الابتسامة وجهه، ولايعرف العبوس جبينه، يبذل للناس ماله وجاهه بل نفسه أحياناً، إن لم يأتك منه خير فلن تجد منه شراً أبداً، هو باختصار يبذل الندى، ويكف الأذى طليق الوجه، وهذا هو حسن الخلق، فهنيئاً له هذا الخلق العظيم الذي يدل على كمال إيمانه وحسن إسلامه، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً».
هنيئاً له حسن الخلق، فحسن الخلق وسيلة لبلوغ الدرجات العالية، وطريقاً للوصول للمنازل السامية، ففي الحديث عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم وفي الحديث عن جابر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً». وفي حديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «ماشيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن وإن الله ليبغض الفاحش البذيء».
إن في حسن الخلق نيل محبة الله ومغفرة الذنوب، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : «أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقا» ويقول صلى الله عليه وسلم : «إن هذه الأخلاق منائح من الله فإذا أحب الله عبدا منحه خلقاً حسنا» وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الخلق الحسن يذيب الخطايا كما يذيب الماء الجليد».
ويكفي في حسن الخلق ان النبي صلى الله عليه وسلم وعد صاحبه ببيت في أعلى الجنة فقال صلى الله عليه وسلم : «أنا زعيم - أي ضامن - ببيت في ربض الجنة - أي حولها - لمن ترك المراء وإن كان محقاً، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه».
اسأل الله عز وجل ان يرزقنا حسن الخلق، إنه سميع مجيب.
( *) حائل، ص.ب 3998
|