إن بغض الصحابة والطعن فيهم وسبهم طعن في الشريعة فهم الذين بلغوها إلينا فالطعن فيهم وتكفيرهم يؤدي إلى عدم الثقة والتصديق بما نقلوا من الدين، ولهذا قال الإمام ابو زرعة رحمه الله: إذا رأيت الرجل ينتقص احدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم انه زنديق، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندنا حق والقرآن حق وانما ادى الينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة.
لا يجوز لمن يرجو الله والدار الآخرة أن يتخذ مما وقع بين الصحابة وقت الفتنة من الاختلاف والاقتتال سببا للوقيعة بهم والنيل من أعراضهم كما يفعله بعض المفتونين الذين يجعلون من أنفسهم حكما بين الصحابة يصوبون ويخطئون بلا دليل بل بالجهل والهوى وترديد ما يقوله المغرضون والمستشرقون الذين يسعون لتشكيك الناشئة بتاريخ الأمة المجيد ورجاله الأفذاذ الذين هم خير القرون.
يقول الله تعالى{)لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) (8) )وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (9) )وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (10)
|