سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله سؤالاً هذا نصه، أنا فتاة أسكن في سكن داخلي وقد هداني الله، لكنني متضايقة من المعاصي والمنكرات الخاصة من بعض زميلاتي الطالبات كسماع الأغاني والغيبة والنميمة، وقد نصحتهن كثيراً، ولكن بعضهن يهزأ بي ماذا أعمل جزاكم الله خيراً؟
ومتى أنكرت بلسانك حسب الطاقة، واعتزلت عملهن، لم يضرك فعلهن ولا عيبهن لك، كما قال سبحانه {يّا أّّيٍَهّا الّذٌينّ آمّنٍوا عّلّيًكٍمً أّّنفٍسّكٍمً لا يّضٍرٍَكٍم مَّن ضّلَّ إذّا اهًتّدّيًتٍمً إلّى اللهٌ مّرًجٌعٍكٍمً جّمٌيعْا فّيٍنّبٌَئٍكٍم بٌمّا كّنتٍمً تّعًمّلٍونّ } المائدة: 105 فأبان سبحانه أن المؤمن لا يضره من ضل إذا لزم الحق واستقام على الهدى، وذلك بإنكار المنكر، والثبات على الحق، وحسن الدعوة إليه، وسيجعل الله لك فرجاً ومخرجاً، وسينفعهن الله بإرشادك إذا صبرت واحتسبت إن شاء الله، وابشري بالخير العظيم، والعاقبة الحميدة ما دمت ثابتة على الحق، منكرة لما خالفه كما قال سبحانه: {وّالًعّاقٌبّةٍ لٌلًمٍتَّقٌين ّ} الأعراف: 128، وقال تعالى {فّاصًبٌرً إنَّ العّاقٌبّةّ لٌلًمٍتَّقٌين ّ} هود: (49) ، وقال تعالى {وّالَّذٌٌينّ جّاهّدٍوا فٌينّا لّنّهًدٌيّنَ ّهٍمً سٍبٍلّنّا وّإنَّ الله لّمّعّ المٍحًسٌنٌينّ} العنكبوت: 69 . وفقك الله لما يرضيه، ومنحك الصبر والثبات، ووفق اخوانك وأهلك وزميلاتك لما يحبه ويرضاه إنه سميع قريب، وهو الهادي إلى سواء السبيل.
|