|
|
الحسد أعاذنا الله منه ذلكم اللهب الملتهب الذي يضطرم في قلوب كثير من الناس حيث من النادر أن يسلم منه أحد الا من رحم الله، فثمة من يحسدنا نحن المسلمين لا لشيء الا لأن الله هدانا قال تعالى: {وّدَّ كّثٌيرِ مٌَنً أّهًلٌ الكٌتّابٌ لّوً يّرٍدٍَونّكٍم مٌَنً بّعًدٌ إيمّانٌكٍمً كٍفَّارْا حّسّدْا مٌَنً عٌندٌ أّنفٍسٌهٌم مٌَنً بّعًدٌ مّا تّبّيَّنّ لّهٍمٍ الحّقٍَ} ، كما أن ثمة من يحسدون الصائم على صيامه والقائم على قيامه وقارئ القرآن على قراءته ولا غرابة فقد سمعت أذناي أحدهم يحسد أحد المصلين عُرف بقراءة القرآن يصلي معنا في المسجد بقوله بلسان الحسد وقلب الحسود الذي أُضرمت فيه نار الحسد عن ذلك القارئ لكتاب الله آناء الليل واطراف النهار كلاماً أسأل الله العافية والسلامة!!، قد يستغرب البعض ذلك لكنه لو دقق فيمن حوله لوجد من يحسدهم الآخرون لا على مال ولا على جاه ولا على جمال ولا على ذكاء بل على طاعة الله جل وعلا ولست هنا اقلل من قيمة ومكانة طاعة الله مقابل المال والجاه والجمال والذكاء، بل أضربه مثلا واقعاً لبلوغ الحسد لا من غير المسلمين بل من بعض المسلمين تجاه اخوانهم المسلمين!!، وهذا الحاسد لأخيه المسلم على صيامه او قيامه او تلاوته او ذكره وشكره او حجه او عمرته إن تعجب فإنك تعجب لحاله!!، فمن ذا الذي يحول بينك وبين الصيام، وبينك وبين القيام، وبينك وبين تلاوة القرآن، وبينك وبين الحج والعمرة وهكذا؟!، هي عبادات متاحة لك ايها الحاسد كما هي متاحة لمن حسدته!!، فلو كانت مالاً لربما قال الحاسد وأين لي بمال مثله؟ ولو كانت جمالاً لقال الحاسد وأين لي بجمال مثله؟!! ولو كانت ذكاء لقال الحاسد وأين لي بذكاء مثله، وهكذا!! الى غير ذلك من مشتهيات النفس البشرية وميلها الى الملذات الدنيوية!!، والسر في أن ترى من يحسدك لأنك طائع لله هو بلوغ ذلك الحاسد من الحسد أشده، وأبغضه، وأعظمه هو تمني زوال النعمة دون تمني انتقاله اليه!!. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |