شاطئ
لـ «المتميزين» فقط!
عبدالله الكثيري

من منا لا يعشق «التميز»؟ ومن منا لا يحب «التفرد»؟ ومن منا لا يفرح ب «المديح»؟!
انها ثلاثة امور بداخل كل انسان قد يبطنها وقد تكون ظاهرة للعيان.
لقد كنا في الماضي القريب نتفاخر في شراء احدث طراز من السيارات ونبحث عن افضل خياط في البلد ليفصل لنا افخر انواع الثياب، وكنا ايضا نسأل عن احدث موديل في الشماغ، ولا انسى «الكبك» والحذاء اكرمكم الله هذا كان هو تميزنا في الماضي أما اليوم فصار للتميز شأن آخر وطقوس اغرب من الخيال وبدع تفوق الوصف، وتحول هذا التميز من الشكل والمظهر الى الامور الكمالية وتحولت عقول بعض بني البشر عندنا الى اشبه ما تكون بالعقول الفارغة، الا من «السماجة» والتصرفات المهترئة!!
هاكم مثلا نماذج من هؤلاء فذاك مثلا يعلن عن لوحة سيارة بقيمة 250 الف ريال وربما يكون الزبون جاهزاً وعلى وجه السرعة، لماذا؟ لأنها تحتوي على ثلاثة حروف ربما تومئ الى «الحب والسعادة» وثلاثة ارقام موحدة ربما تعني «الستات» او «الخمسات»!
انني بصراحة اضحك على متميزي آخر زمن، وإلا ما الفائدة من لوحة تعرض بهذا السعر الخيالي وهي معرضة للسرقة اولا ومعرضة للاصطدام ثانيا ثم ما هي السيارة التي ستحملها؟ واذا كانت قيمة اللوحة اضعاف قيمة السيارة فهل نطلق على اصحابها أنهم نوع من انواع الفنون او من انواع الجنون؟!
كذلك الامر بالنسبة لأرقام الهواتف النقالة فالجهاز هو الجهاز والفاتورة هي الفاتورة وان اختلفت الارقام، اذاً فما الفائدة ان اشتري رقما مميزا بـ60 الف ريال او مائة الف ريال وانا لا استطيع ان اسدد فاتورته التي تبلغ الفي ريال؟
اخشى ما اخشى ان تتحول موضة «التميز» هذه الايام الى كفرات السيارات والى ارقام المنازل وفواتير الكهرباء والماء والحسابات في البنوك وووو...
على اي حال انا عندي رقم فاتورة تليفون مميزة، احد بيشتري؟ ورقم سري خاص في حسابي «الخاوي»، احد بيشتري؟ وبالمناسبة تراه كله ستات x ستات والعرض للجادين فقط اصحاب التميز!!