* القاهرة - مكتب الجزيرة - صابر حمد:
طالبت ندوة نظمتها كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة الدول العربية باستثمار الكفاءات العلمية المهاجرة عن طريق التكيف الاجتماعي وتوطيد الروابط بين هذه الكفاءات وبين الجهات المسئولة في الدولة.
ودعت الندوة التي عقدت تحت عنوان «هجرة الكفاءات والتنمية في دول الجنوب» لبحث الآثار التنموية والتكنولوجية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها من الآثار المترتبة على هجرة الكفاءات العلمية والعملية والادارية والتي لا تقل عن آثار هجرة العلماء والمبدعين، وخاصة ان كثيرا من الكفاءات المهاجرة تحقق نجاحات علمية وادارية وتكنولوجية في ظل البيئات المواتية لانضاجها، واكد الدكتور سعد حافظ أستاذ الاقتصاد بمعهد التخطيط القومي: ان هجرة الكفاءات دائمة ومؤقتة -والتي تقدر بنحو 50 ،4% من اجمالي العمالة المهاجرة في عام 1998- قد كبدت الميزانية العامة خسارة في الاستثمارات المنفقة على التعليم الحكومي وحده تتراوح ما بين 43 ،01 مليار جنيه و 62 ،349 مليارا خلال الفترة من 62 - 2000.
واشارت د. اعتماد علام أستاذة علم الاجتماع ووكيلة كلية البنات للدراسات العيا إلى ضرورة انشاء هيئة ترعى شئون المهاجرين خارجيا وداخليا وتتخطى المعوقات الادارية والاقتصادية بما يزيد من اقتناع المهاجر بالحاجة إلى خبرته في تنمية وطنه الاصلي، وفي بحثها الكفاءات المهاجرة بين الخصوصية والانصهار في المهجر تهتم الدكتورة آمال عبد الحميد بالكشف عن المنظور الثقافي والتركيز على آليات تكيف المهاجر والكشف عن جوانب من خصوصيته الثقافية ومدى الانصهار الثقافي بمضي انحسار اغلب العناصر الثقافية التي تلقنها المهاجر في وطنه الام وقبوله الثقافة السائدة في بلد المهجر مبينة نتيجة مهمة هى ان اغلب المهاجرين يرفضون تلك العودة فعلى الرغم مما ابدوه من مشاعر الحنين للوطن والرغبة في الدفن في ارضه إلا أن قوى العوامل الطاردة والعوامل الجاذبة في المهجر تفوق تلك المشاعر خاصة بعد ما حققوه من نجاح مهني ومعيشتهم في نوعية افضل على كافة الاصعدة، كما يرفض الجيل الثاني فكرة العودة إلى الوطن الذي يعتبرونه الوطن الثاني بينما المهجر هو الوطن الاول، كما أوضح البحث وجود مهاجر عائد ولكنه مازال عابراً للثقافات أو القوميات.
ورصد الدكتور محمود فهمي الكردي أستاذ علم الاجتماع جامعة القاهرة الديناميات الاجتماعية لهجرة الكفاءات العلمية في ضوء رؤية تبدأ بتحليل الهجرة بين نسق المعرفة والواقع المجتمعي باعتبار ان ذلك يمثل جذور المشكلة وتسعى إلى البحث في الاسباب والداوفع التي تقف وراء هذا النمط من الهجرة وتوضح العلاقات الدينامية - التبادلية بين البنية المجتمعية وهجرة الكفاءات والتغيرات الاجتماعية المصاحبة وتبرز تأثير نسق القيم والهجرة عن نمط التنمية السائد، وتناقش قضية العلاقة بين الهجرة وتغير أسلوب الحياة.
وقالت الدكتشششورة زينب عبد العظيم الأستاذة بقسم العلوم السياسية إلى كيفية الاستفادة من تجربة الهند في تحويل الخسائر التي تسببها اشكالية هجرة الكفاءات إلى مكاسب تتمثل في: تششششعزيز سمة الدولة عبر نجاح الكفاءات الهندية المهاجرة الذي يؤثر على رؤية العالم للهند، فالجنسية الهندية لمبرمج الحاسب الآلي ترسل اشارة جودة تماما كما ترسل علاقة صنع في اليابان اشارات تعني اجهزة الكترونية من الدرجة الاولى.
استثمار الشبكة العالمية من المتخصصين الهنود في تنمية المهارات المحلية، وقد عملت هذه الشبكة بالفعل على زيادة المنح وعدم تمويل بعض المؤسسات العليا للهند
ادت هجرة الكفاءات الهندية إلى نمو الطلب بشكل سريع على المتخصصين الهنود في تكنولوجيا المعلومات ومن ثم ادى إلى نمو سريع في التدريب على تكنولوجيا المعلومات من قبل القطاع الخاص.
ان هذه الهجرة عملت كحافز للتعليم المحلي فالهند استجابت للطلب العالمي على العاملين في مجال تكنولوجيا المعلومات ومثلت محطة لتوليد المتخصصين في هذا المجال.
ان تدوير العقول اصبح هو المصطلح الأكثر ملائمة لوصف ما يحدث من عودة المهاجرين الهنود إلى دولتهم فقد اثبتت دراسة اجريت على المهاجرين في وادى السيليكون ان نحو 50% يعودون على الاقل 5 مرات في السنة واعرب 74% من الهنود عن املهم في ان يبدأوا في القيام باعمال في دولتهم الام.
|